لقاء سري بين شقيق بوتفليقة وزعيم الإخوان يثير جدلا في الجزائر
أكد عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم الذراع السياسية لتنظيم الإخوان في الجزائر، أنه التقى بالسعيد بوتفليقة، شقيق رئيس البلاد، في لقاء نادر أثار جدلًا واسعًا.
وأوضح مقري عبر حسابه في “فيس بوك”، أن ذلك اللقاء جاء في إطار “سلسلة اللقاءات التي أجراها مع عدد من الشخصيات والأحزاب السياسية، في إطار مبادرته السياسية”.
وتساءل الناشطون في تعليقاتهم على تصريحات "مقري"، عن موعد اللقاء، وما الذي تم بحثه خلاله، لكنه تحفظ عن تقديم إجابات شافية.
ولم تكشف الرئاسة الجزائرية عن اللقاء، في محاولة لعدم إعطائه صبغة رسمية كون السعيد بوتفليقة يشغل وظيفة مستشار رئاسي لشقيقه عبد العزيز بوتفليقة.
وأثار لقاء مقري زعيم التيار الإسلامي المعارض، بأبرز رموز نظام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، جدلًا واسعًا حول طبيعة الأدوار التي يقوم بها الشقيق الأصغر للرئيس.
وتساءل مراقبون عن طبيعة الاتصالات التي جرت بين الطرفين، في وقت طرح فيه مقري مبادرة سياسية لتأجيل الانتخابات الرئاسية، لفترة مؤقتة تنتهي بتوافق وطني لإدارة المرحلة الجديدة.
ورأى المراقبون أن “مقترح تأجيل الانتخابات، لم يكن سوى بتكليف من المستشار بالقصر الرئاسي وأبرز الفاعلين في إدارة بوتفليقة، ما جعل زعيم الحزب الإسلامي المعارض موضع انتقادات لاذعة”.
وتلقت حركة مجتمع السلم (حمس)، قبل نحو سنتين، دعوة للمشاركة في الحكومة التي قاد مشاوراتها رئيس الوزراء السابق عبد المالك سلال، لكن مقري هدد حركته بالاستقالة من منصبه، إذا شاركت في الحكومة.
وشاركت الحركة الإسلامية بالحكومات المتعاقبة منذ عام 1995، لكنها قررت فك الارتباط بالتحالف الرئاسي منذ عام 2012، بذريعة “عدم جدية نظام بوتفليقة في القيام بإصلاحات سياسية واقتصادية عميقة، ورفضه ترقية المشاركة في الحكومة إلى الشراكة في الحكم”.
وكان مقري قال في وقت سابق، إن “التوافق الوطني بين السلطة والمعارضة أضحى مستبعدًا في الظرف الحالي، بعد رفض قيادة أركان الجيش الجزائري لنداءات التدخل وإدارة مرحلة انتقالية، تفضي لانتخابات رئاسية لا يكون فيها دور لبوتفليقة”.
وطرح المعارض الإسلامي الراديكالي إمكانية “التحالف” مع قوى المعارضة للدفع بمرشح مشترك أمام المرشح المفترض للسلطة الذي من المرجح أن يكون الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة، في ظل تفاهمات أحزاب الموالاة والتنظيمات المقربة من الحكومة.
ولم يستبعد مقري خيار مقاطعة الانتخابات، “إذا تبين لحزبه أن المشاركة ستكون صورية، ولا أمل في حدوث التغيير المنشود” حسب وصفه، تاركًا الباب مفتوحًا أمام الدفع بمرشح “إسلامي كفء وقادر على منافسة بقية المرشحين”، وفق تعبيره.