وجيه الصقار يكتب: أولى ثانوي.. ملحمة العذاب!
أدعو الله أن يصبر قلوب آباء طلاب الصف الأول الثانوي، لما يتعرضون له من توتر دائم وقلق على مستقبل أبنائهم منذ بداية العام الدراسى الذي بدأ بتأجيل تسليم التابلت، وتحديد امتحانات المواد المقررة بمعدل اثنين قبل إجازة نصف السنة وآخرين بعدها مع قرارات منهمرة كل يوم بإلغاء الملاحق، وإعادة السنة في حالة الرسوب في مادة ثم إلغاء امتحان ديسمبر، ثم قرار بنجاح جميع الطلاب قبل دخول الامتحان وتحويله لمجرد اختبار، وبعد توزيع الأسئلة على مستوى الجمهورية، جاءت اللمسات العبقرية باستخدام الكتاب المفتوح في الاختبار، دون معايير لطبيعة الأسئلة الموضوعة مسبقا أو نماذج الإجابات، ثم مطاردة الوزارة للمراكز التعليمية ثم التصريح لبعضها، مما أدى إلى إرهاق الأسرة في الدروس الخصوصية، والجميع بعد ذلك عليه انتظار استلام التابلت أو الجنة الموعودة للتعليم، والذي يدور حوله قلق البعض ما بين الاستلام والخوف من الغرامة، لأنه يستحيل أن يصمد لمدة ثلاث سنوات دون صدمات أو سرقات أو تلف، فإذا كان ثمنه الأصلي حسب الوزارة 3.5 ألف جنيه لأنه مستورد.
تغرم الوزارة الطالب في هذه الحالات مبلغ 4.5 ألف جنيه لسبب غير معروف، فما مصير من يتعرض لتلك المشكلة، ثم يستعد الطالب للهم الأكبر طوال سنوات الثانوي، بأن يمتحن 4 مرات في السنة رسميا لكل مادة، وتضرب في 13 مادة مقررة بالسنة الدراسية ليدخل الطالب 52 امتحانا رسميا في السنة الواحدة، ليحتسب المتوسط من مجموع الثانوية العامة، وتعني رسميا عقد لجان امتحانات ومراقبة طوال العام الدراسي تقريبا، بل العمل ليل نهار دون تحصيل أو تعليم، لتتحول حياة الطالب وأسرته إلى عذاب متصل، ويصبح دور الوزارة الحقيقي عقد الامتحانات فقط، وعلى مركز الامتحانات أن يعمل ليل نهار أيضا في تحضير امتحانات كل مادة، وعلى المدارس أن تعمل يوميا في تنظيم الكنترولات ورصد الدرجات وإعلانها أولا بأول.
ويصبح العام الدراسي تشتيت في تشتيت، لتصدق كلمات الوزير في بداية العام الدراسي: "لقد دخلنا ملحمة جديدة في نظام التعليم"، وهي بالفعل ملحمة من العذاب للطالب وأولياء الأمور، وقوله: "الثورة التي شهدناها فاقت كل التوقعات"، ولأنه بطل ثورة التصريحات اليومية والتعليم بمعجزة التابلت المنتظرة، قال أحد القراء: إن المدارس بها الكثير من الأجهزة الخاصة بتطوير التعليم منها أجهزة الحاسب الآلي والبث الفضائي، وشبكات الإنترنت والفيديو كونفرانس، ولها حجرات بمراحل التعليم بمسمى: حجرة مناهل المعرفة، ومعمل حاسب آلي، ومع ذلك جميعها لا تستخدم للنهوض بالعملية التعليمية، لعدم وجود كوادر للتدريب، فضاعت عليها المليارات طوال الأعوام السابقة، وأن هذا هو المصير الذي ينتظر التابلت المزعوم لعدم وجود مهندسين للصيانة، مع تعدد أسباب التعطل، أو عدم الاقتناع به وسيلة وحيدة للتعليم.
لذلك نرجو الوزارة أن تعالج كل هذه الفنيات التي تعيق نجاحها في فكرة التطوير وترك المكابرة، لأن الواقع مختلف عن خيالات القائمين على الوزارة.