رئيس التحرير
عصام كامل

معركة تايوان.. هل تجر أمريكا الصين لحرب السقوط؟

فيتو

فيما يبدو أن المعركة ستندلع في الشرق، ليطلق التنين الصيني أمواجه النارية من أجل بقاء "تايوان" ضمن حدود دولته الكبيرة، لإبقاء إمبراطورية أجداده قائمة بقياس تنين القرن الحادي والعشرين.


الصين : تايوان ستبقى ولو بالقوة
وقد شدد الرئيس الصيني شي جينبينج، الأربعاء أن بكين ترفض "التخلي عن خيار استخدام القوة العسكرية" لإعادة تايوان إلى سيادتها، مشددا على أن "إعادة توحيد" الجزيرة والبر الصيني أمر لا مفر منه في نهاية المطاف.

وصرح "جينبينج" في خطاب أن الصين "تحتفظ بحقها في أخذ كل الإجراءات اللازمة" ضد "القوى الخارجية" التي تتدخل للحؤول دون إعادة توحيد البلاد بطريقة سلمية، وكذلك أيضا ضد الأنشطة التي يقوم بها دعاة الانفصال والاستقلال في الجزيرة.

وحذر الرئيس الصيني، من أن "استقلال تايوان لن يقود إلا إلى مأزق"، مضيفا "يجب على الصين أن تتوحد مجددا وستتوحد".

رئيسة تايوان تتحدى التنين
وردا على تصريحات الرئيس الصيني، قالت رئيسة تايوان تساي إينج وين، إن تايوان لن تقبل ترتيب (بلد واحد ونظامان) مع الصين مؤكدة على أن المفاوضات يجب أن تجري بين الطرفين على قدم المساواة بين الحكومتين.

وحثت تساي، في تصريحات صحيفة اليوم الأربعاء، أيضا الصين على فهم طريقة تفكير وحاجات الشعب التايواني، داعية الصين لاستخدام السبل السلمية لحل خلافاتها مع تايوان واحترام معاييرها الديمقراطية.

تايوان
وتعتبر الصين تايوان جزءا لا يتجزأ من أراضيها ولا تستبعد اللجوء للخيار العسكري لضم الجزيرة الخارجة عن سيطرتها.

وتتشكل من مجموعة جزر أكبرها جزيرة تايوان والكثير من الجزر الصغيرة كالبسكادور وماتسو وغيرها وتبلغ إجمالي مساحتها 36.962 ألف كم2.

ويبلغ عدد سكان تايوان نحو 23.5 مليون نسمة ينحدر نحو 85% منهم أصول صينية نتيجة الهجرات الكبيرة منذ سيطرة إمبراطورية المانشو عليها. وهناك شعور باستقلال الهوية التايوانية عن هوية الصين.

واللغة الرسمية بها هي الماندرين ( الصينية ) مع عدد من اللغات المحلية الرسمية أيضا مثل لغة ( الهاكا ) وعدد من لغات السكان الأصليين في تايوان.

وتايوان بلد صناعي هام تشكل للصناعة معظم ناتجها المحلي الذي يبلغ نحو 900 مليار دولار عام 2011 وعملتها الدولار التايواني.

ويحكم تايوان نظام مناهض للنظام الصيني منذ 1949، تاريخ انتهاء الحرب الأهلية الصينية وسيطرة الشيوعيين على السلطة في بكين.

القوة العسكرية
وقد ظلت تايوان لفترة طويلة إحدى نقاط الصراع بين المعسكرين الشيوعي والغربي في إطار الحرب الباردة بين الطرفين حتى تحسنت علاقة الصين بالولايات المتحدة وقطعت الأخيرة علاقاتها بتايوان وألغت اتفاقية الدفاع المشترك بينهما.

ويبلغ تعداد جيش تايوان نحو 300 ألف فرد واحتياطي نحو 3.6 مليون فرد ويتمتع بتسليح متطور تكنولوجيا وذلك لمواجهة التهديدات الصينية، واغلب اسلحتها من الولايات المتحدة الأمريكية، وتعتبر حليفها العسكري الأقوى ومورد الأسلحة الرئيسي لها.

وفي شهر سبتمبر الماضي، وافقت الولايات المتحدة على بيع تايوان قطع غيار وتبديل لطائرات حربية من طرازات أف-16 وأف-5 وسي-30 بقيمة إجمالية تصل إلى 330 مليون دولار، وهو ما أثار غضب الصين.

فيما يبلغ تعداد الجنود العاملين في الجيش الصيني 2.3 مليون جندي، إضافة إلى 1.4 مليون في قوات الاحتياط، ويمتلك أسطول من الطائرات الحربية والمقاتلة والدبابات وأسطول بحري قوي، وتكنولوجيا الطائرات بدون طيار في الإستراتيجية العسكرية، ومؤخرا غير عقيدته القتالية من الدفاع إلى الهجوم.

هل تشعل تايوان حربا عالمية ثالثة:
يرى مراقبون أن وقوع حرب بين الصين وتايون قيد يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة في ظل وجود منافسة قوية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية.

ويعتقد المراقبون أن تورط الصين في مواجهة عسكرية تبدأ مع «الجزيرة المتمردة» وتنتهي بالاشتباك مع الولايات المتحدة نفسها، حيث يرابط الأسطول السابع الأمريكي في خليج تايوان في صورة شبه دائمة، وربما هذا ما تسعى إليه واشنطن، لذا فإن القيادة الصينية ترى أن مواجهة الولايات المتحدة، سياسيًا واقتصاديًا.

وفي الصدد، قال الباحث في معهد الشرق الأقصى التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فاسيلي كاشين، لـ"نيزافيسيمايا غازيتا": "الآن، خطر حدوث صدام مباشر بين الولايات المتحدة والصين في حده الأدنى. أما إذا استمرت الحرب التجارية- وفقا لكاشين- فسيزول هذا الأساس بالتدريج، وفي مرحلة لاحقة من المواجهة يمكن أن يميل كلا الطرفين إلى إجراءات أكثر حزما.
الجريدة الرسمية