رئيس التحرير
عصام كامل

حكومة لبنان في انتظار الفرج


في أول تصريح له في عام 2019 حذر "سعد الحريري" المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية، من أن لبنان "لا يمكنه البقاء بلا حكومة"، سبعة شهور مرت على تكليف "الحريري" بتشكيل الحكومة، ولا يزال متمسكا بأن يقوم بتشكيل الحكومة، وفقا للمصادر فإن "الحريري" يبدو متفائلًا بولادة الحكومة الجديدة قريبا.


لكن ماذا إذا فشل "سعد الحريري" مجددًا في تشكيل الحكومة؟ لماذا لا يعتذر وقتها عن تشكيل الحكومة، ويتنحى جانبًا طالما أنه غير قادر على المسك بزمام تشكيل الحكومة؟

اقتراحي بتنحي "سعد الحريري" لا يتعلق بشخصية "الحريري" السياسية، فهو من دفع بـ "تمام سلام" كرئيس لوزراء لبنان من قبل، لكن الأمر يتعلق في الحقيقة بما تحتاجه لبنان، فالتركيبة السياسية للبنان معقدة للغاية، هذا التعقيد الشديد يعود إلى الطائفية التي تجعل لبنان هشا سياسيًا، والحكومة شأنها شأن كل شيء في لبنان قائم على التوافق بين الفرقاء السياسيين، والتوافق بين زعماء الطوائف السياسية، وعلى تقاسم كل شيء.

المشاركة القائمة تقاسم الحصص والمناصب تبدو أمرًا جيدا، لكنه لا يقوم على ما يحتاجه لبنان في هذا الوقت، وبخاصة إذا كانت التوافق على الحصص والمناصب، وتقاسمها يتطلب وقتا طويلا – كما هو حاصل في تشكيل الحكومة اللبنانية الحالية.

لبنان لا تحتاج حكومة سياسية، لبنان تحتاج لحكومة تكنوقراط ومجلس نواب سياسي، بحيث تكون مهمة مجلس الوزراء تنفيذية ومهمة مجلس النواب رقابية، ليس هناك ضمانة لنجاح حكومة تكنوقراط في لبنان، ومن المؤكد أيضا أنه ليس هناك ضمانة لنجاح أية حكومة سياسية في لبنان، بل أن التوتر السياسي والشد والجذب الناتج عن الطائفية السياسية غالبًا ما ينعكس على مجلس الوزراء.

فوزير خارجية لبنان "جبران باسيل" –على سبيل المثال– يتخذ أحيانًا قرارات لا تعبر عن الحكومة اللبنانية.

التطورات الإقليمية من شأنها أن تؤثر أيضًا على تشكيل الحكومة اللبنانية، فهذه التطورات عادة ما تعجل أو تعرقل تشكيل الحكومة، فالانسحاب الأمريكي من سوريا دعم موقف تكتل 8 إذار في مواجهة "سعد الحريري"، الذي لازال في انتظار الفرج على أمل تشكيل الحكومة اللبنانية قريبًا، لكن ما لا يعرفه "الحريري" أن الفرج ومعه اللبنانيين قد ملوا من كثرة الانتظار.
الجريدة الرسمية