رئيس التحرير
عصام كامل

ملامح «صفقة القرن».. دولة في غزة وسيادة فلسطينية على سكان الضفة

ترامب ونتنياهو
ترامب ونتنياهو

لا يزال الحديث حول صفقة القرن يدور داخل أروقة الكيان الصهيوني حتى بعد حل حكومة الاحتلال، والإعلان عن انتخابات مبكرة في أبريل القادم بدلًا من موعدها الأصلي في نوفمبر، ولكن هذه لا يدور الحديث عن الصفقة على لسان رئيس الحكومة الإسرائيلية المنحلة، بنيامين نتنياهو، وإنما وزير الجيش المستقيل، أفيجدور ليبرمان.


دولة غزة
الإعلام الإسرائيلي سلط الضوء صباح اليوم الأربعاء، على تفاصيل جديدة عن صفقة القرن جاءت على لسان أفيجدور ليبرمان، الوزير المستقيل الذي كانت استقالته بمثابة الشرارة التي أنذرت بانهيار حكومة نتنياهو وقد كان.

ووفقًا للتقارير العبرية المتداولة فإن ليبرمان كشف بنودًا من خطة السلام الأمريكية المسماه صفقة القرن، وطبقًا لما قيل اليوم فإنه قبل استقالته قدم وزير ليبرمان، الذي يترأس حزب "إسرائيل بيتنا"، للفلسطينيين عناصر الخطة، التي أثارها المسئولون الأمريكيون في إدارة ترامب، والخطة تدعم إقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة.

سيادة السكان فقط
وتعتمد التقارير العبرية على مصادر عربية فلسطينية، تؤكد أن الخطة الأمريكية تدعم السيادة لأولئك الذين يعيشون في الضفة الغربية، ومنح مزايا اقتصادية واسعة النطاق.

وكشفت التقارير أن ليبرمان التقى أعضاء الوفد الفلسطيني، قبل نحو أسبوعين استقالته، وقال للوفد: إن السيادة الفلسطينية ستكون على السكان وليس على الأرض، وأنه سيقتصر على مناطق A التي تشكل نحو 13 في المائة من مساحة الضفة الغربية، وعلى أجزاء من المنطقة B التي تشكل 18 في المائة من الضفة الغربية، وعلى جزء صغير من المنطقة C التي تشكل نحو 60 في المائة من الضفة.

مبالغ ضخمة

وتشمل الخطة بحسب صحيفة "معاريف" العبرية، سيطرة إسرائيل على جزء كبير من القدس الشرقية، وإدخال مبالغ ضخمة من الأموال لنقلها من عدة بلدان، بهدف إقامة بنى تحتية مختلفة، مثل مطار وميناء ومختلف المعابر الحدودية.

وتتضمن أيضًا بقاء المستوطنات، والسيطرة الإسرائيلية على معابر الضفة الغربية وحدودها الخارجية، وعلى الأمن والمياه والأغوار، وتتضمن الخطة أيضًا بقاء السيطرة الإسرائيلية على الجزء الأهم والأكبر من القدس الشرقية المحتلة، كما تشمل الخطة توفير مبالغ مالية كبيرة من دول العالم، لإقامة البنية التحتية للدولة الفلسطينية في قطاع غزة، من مطار وميناء ومعابر وممر بحري وغيرها.

وأعلن الرئيس محمود عباس أن الفلسطينيين سيحاربون الخطة الأمريكية المرتقبة، وقال عباس في كلمة مرتجلة لدى إيقاد شعلة انطلاقة حركة «فتح» ليلة: "هذه مؤامرة، مؤامرة يحيكونها من بعيد، يقولون انتظروا الصفقة، ماذا ننتظر؟ كل شيء بان (ظهر)، وكل شيء على الطاولة، ولم يبق شيء يخفونه، وما قدموه مرفوض مرفوض، مرفوض، وسنقاتل حتى نحول دون ذلك، لأننا لن نبيع قدسنا"، وقال عباس: إن العقوبات التي فرضتها الإدارة الأمريكية على الفلسطينيين للضغط عليهم لقبول الصفقة، لن تنجح في تغيير الموقف الفلسطيني الرافض لها.

تأجيل الصفقة

ويأتي الحديث عن صفقة القرن مجددًا عقب تصريحات نتنياهو، مساء أمس الإثنين، إنه لن يستقيل من منصبه حتى لو قدمت ضده لائحة اتهام في ملفات الفساد، التي يخضع بسببها للتحقيق، معلنًا بشكل ضمن عن تأجيل صفقة القرن، وقال إن الصفقة لا تشغله في هذه المرحلة، وليس هذا ما يريده حاليًا، موضحًا أن الأفضل السماح بمناقشة هذه الموضوع وتأجيله إلى ما بعد الانتخابات.

ويشار إلى أن تفاصيل صفقة القرن غير معلنة رسميا حتى الآن، وفي الوقت الذي صرح فيه ترمب أنه تم إحراز تقدم كبير في تلك الصفقة، نجد وزير الخارجية الأردني يرد على سؤال عن تلك الصفقة بقوله: "عندما يطرحها الأمريكان سنعطي رأينا حولها"، وفي الوقت الذي تزعم فيه إسرائيل أن هذه الصفقة تمثل حل للقضية الفلسطينية، فإن الجانب الإسرائيلي في المقابل يرفض حل الدولتين على أرض فلسطين التاريخية، بل يرى أن تلك الأرض لا تكفيه، وأنه من الصعب إجلاء المستوطنين من أراضي الضفة الغربية.
الجريدة الرسمية