جوزيف مينجيل «دكتور الموت» في معسكرات الاحتجاز الألمانية (فيديو وصور)
في عام 1911 ولد شاب يدعي جوزيف منجيل، بألمانيا، وفي عام 1930، أنهي دراسته الثانوية وترك مدينته لدراسة الطب، ومن ثم حصل على درجة الدكتوراه في الطب في تخصص "علم الوراثة في الشفة الأرنبية" وسقف الحلق والفك، في جامعة فرانكفورت عام 1933، لكن إيمانه الشديد بالأفكار النازية دفع الجامعة لسحب درجة الدكتوراه منه عام 1965.
وانضم إلى فريق البحث في معهد أبحاث البيولوجيا الوراثية والتطهير العنصري الذي أُنشئ عام 1934، وعمل كطبيبٍ خلال الحرب العالمية الثانية، ومن ثم انضم إلى الحزب النازي عام 1937، عن عمر يناهز 26 عاما، وسردت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية مزاعم مخيفة عن سيرته المهنية.
قلب ميت
وخلال فترة تجنيد مينجل عام 1941، تميز بالكثير من الأعمال الشجاعية في وحدته العسكرية، وتمكن في إحدى المرات من سحب الجرحى من داخل دبابة محترقة.
بعد أن سحبت منه درجة الدكتوراه انضم «مينجل» لمعسكر الإبادة النازي "أوشفيتز" وبدأ بإجراء التجارب الطبية على نزلاء المعتقل من أجل الحصول على نتائج الدراسات المعروفة بالوحشية.
الطبيب الأنيق
وعرف بين السجناء بالطبيب الأنيق صاحب السيادة والوحشية، ومعاملته الجافه تجاههم، فهو يعتبرهم أدنى من أن يوصفوا بالإنسانية ويراهم من أعراق متدنية ولا يستحقون الحياة، فكان يطلق عليهم النار أو يحقنهم بمواد قاتلة ليتخلص منهم.
تجارب الخصوبة
بدأت أولى أفعاله المشينة، عندما انضم إلى وحدة القوات الخاصة بالمعتقل ووجد فيها 600 امرأة فأمر بإعدامهن بالغاز على الفور دون مراجعة سجلاتهن الطبية، وخلال عمله بالمعتقل أجرى الكثير من التجارب على نزلاء المُعتقل لاكتشاف وسائل لزيادة الخصوبة، بهدف الوصول إلى نتائج تساعد على تحسين نسل العرق الألماني، كما كان يشرف على إجراء تجارب غامضة على التوائم والحوامل، وكان ضحاياه يخضعون لتجارب نقل الدماء كفئران تجارب ويحقنون بمواد غير معروفة وكانوا يجبرون على استخدام محاليل تؤدي للعمى المؤقت والدائم ومات بعض من خضع لتجاربه القذرة.
وباء النساء
وحينما اندلع مرض "التيفوس" بين النساء السجينات، قرر معالجة الأمر بطريقته الخاصة عن طريق إعدام 600 امرأة بإرسالهن إلى غرفة الغاز، ومن ثم كرر الأمر بعد بضعة أشهر خلال اندلاع الحمى القرمزية بين النساء أيضًا، وكان يترك المعتقلات نظيفة وجاهزة لاستقبال دفعات جديدة خالية من المرض وقادرة على العمل.
صناعة التوءم
وكان الدكتور مينجل يهتم بإجراء الأبحاث على التوائم، وكان مولعًا بنظريات علم الوراثة والنظريات العنصرية التي شكلت تفكيره خلال فترة دراسته في ميونيخ، ومنذ انضمامه إلى الحزب النازي، الأمر الذي دفعه لكتابة مقالات تتعلق بالتغيرات العرقية والتشوهات الجينية، مما مكنه من التعيين بمركز"أوشفيتز" ومنحه فرصة لوضع هذه النظريات القاتلة موضع التنفيذ على كائنات حية.
وكانت التوائم المتطابقة مفيدة لهذا النوع من بحوث الوراثة كونهم يمتلكون جينات موحدة، وأي اختلافات بينهم تكون نتيجة لعوامل بيئية، وهو ما جعلهم حقل تجارب مثالي له لأنه يستطيع مقارنة وتناقض أجسام التوائم وسلوكهم تجاه المواقف المختلفة.
وكان مينجل يجمع المئات من أزواج التوائم، ويقضي ساعات طويلة في قياس الأجزاء المختلفة من أجسادهم وكان يقوم في كثير من الأحيان بحقن توءم واحد بمواد غامضة، ثم يبدأ برصد الأمراض التي تصيبه جراء دخول هذه المواد إلى جسده، كما كان يشبك أطراف الأطفال بالمشابك المؤلمة من أجل إحداث "الغرغرينا" لهم، وكان أيضًا يحقن الصبغات في عيونهم، وعندما يتوفى الشخص الخاضع للاختبار فإنه يقتل توأمه على الفور من خلال حقن قلبه مباشرة بمادة الكلوروفورم القاتلة، ثم يقوم بتشريح الجثتين للمقارنة بينهما.
14 توءم
قتل مينجل 14 زوجًا من التوائم في ليلة واحدة، وبعد قتلهم قضى يومه منشغلًا بإجراء عمليات التشريح على الجثث الـ28.
وبلغ عدد ضحايا تجارب مينجل على التوائم 1500 زوج من دون تخدير، نجا منهم 200 زوج فقط، لكن تجاربه الوحشية تسببت في وفاة أكثر من 400 ألف ضحية من نزلاء "أوشفيتز".
يهودية ملاك
وانضمت مؤخرًا جيسيلا بيرل، طبيبة نساء يهودية، للعمل بالمركز، لكن بعدما شاهدت الأعمال الوحشية التي يعاني منها النساء الحوامل من نزلاء "أوشيفيتز" سارعت في إنقاذ آلاف النساء الحوامل من التجارب التي يجريها الدكتور جوزيف منجيل، على الأطفال المولودة وذلك من خلال محاولة تهريب النساء.
هروب محكم
وتمكن مينجل من الهرب إلى أمريكا الجنوبية عبر إيطاليا، وفي الخمسينيات افتتح عيادة طبية غير مرخصة في بوينس آيرس، عاصمة الأرجنتين، حيث تخصص في إجراء عمليات الإجهاض غير القانونية، لاستخدام الأجنة في تجاربه وتم القبض عليه عندما توفيت إحدى مريضاته، لكنه تمكن من الخروج من القضية بسبب الرشاوي الضخمة التي دفعها.
بـ7 أرواح
ورغم محاولات تصفيته العديدة لم يتم الإمساك به، وعاش لأكثر من 35 عاما متخفيا تحت عدة أسماء مستعارة، وفي عام 1979 أصيب بسكتة قلبية أثناء السباحة بالقرب من أحد الشواطيء بالبرازيل، ودفن في البرازيل تحت اسم مستعار، لكن تم التأكد من هويته بعد ذلك عن طريق الـ(DNA).