وزراء المخ والعضلات بين مصر والإمارات!
كثيرة هي رحلات وزيرة السياحة للخارج للترويج لزيارة مصر وجلب زوار جدد من مختلف البلدان في صفقات سياحية شاملة.. من معرض برلين إلى زيارات لعدد من الدول.. وكثيرة هي حركة وزير الآثار داخل مصر لافتتاح متحف أو لترميم آخر أو لإعلان عن كشف جديد أو لاستعادة أثر من خارج البلاد، وهو مجهود نشهد أنه كبير ولا يتوقف!
وبالوزارتين يقف الرجل الثاني أكثر نشاطا وحيوية سواء في هيئة تنشيط السياحة في الأولى أو في المجلس الأعلى للآثار في الثانية.. في همة لا تتوقف وتصريحات شبه يومية لا تنتهي، والنتيجة النهائية والمحصلة الأخيرة من نشاط وحركة وزارتي السياحة والآثار هي ما نعرفه وتعرفونه من رصيد من السياحة لا يليق بمصر على الإطلاق، علما بأن نشاط القطاع الخاص في جلب السائحين هو من "يستر" على هؤلاء ويحفظ ماء الوجه!
في الإمارات.. احتفال بسيط.. حول برج خليفة الشهير يعتمد أساسا على فنون الليزر وفن "الهولوجرام" الذي ينتهي إلى تجمع الملايين حوله ومشاهدته من قبل نصف سكان كوكب الأرض على الأقل، وقطاع كبير من هذا النصف سيقرر طوال أشهر السنة الذهاب إلى الإمارات الشقيقة لمشاهدة برج خليفة والمكان المذكور وقضاء إجازة من أي نوع بدبي أو الإمارات كلها.. نبارك للأشقاء هناك عليه ونسعد له به ونهنئهم عليه!
أغلب من شاهدوا احتفال الإمارات لم يكونوا قبلها بلحظات يعرفون شيئا عن برج خليفة أو على الأقل لم يكونوا شاهدوه من قبل.. ونحن لدينا الهرم -الهرم يا محترم معجزة معجزات البشرية ـ ولدينا "أبو الهول" ومعابد الأقصر وأسوان وغيرها ولم يفكر أحد في بلد متأزم سائحيا لا إنارة واحدة منها ولا إقامة احتفال حوله ولا الاتفاق مع أي شركة في أي مكان لتسويق ليلة رأس السنة منه!
إنه الفرق بين المخ والعضلات كما هو الحوار الشهير بين سعيد صالح وعادل إمام في "مدرسة المشاغبين"! كنا نأمل في مقال مختلف بأول أيام السنة لكنهم جرونا إلى مهامنا بإهمال في حق مصر وشعبها لا مثيل له!