رئيس التحرير
عصام كامل

بين نار الطماطم وجحيم البطاطس.. قصة مزارع خسر كل شيء

صورة ارشيفيه
صورة ارشيفيه

عانى الفلاح المصري خلال الشهور الأخيرة عدة ضربات موجعة تنوعت ما بين انخفاض الإنتاج وفساد تقاوي زراعات من المفترض أنها ناجحة ومربحة فأصيب بالإحباط وفقد الأمل وواجه الديون بعد موسم كارثي شهدت فيه البلاد ارتفاعا كبيرا في أسعار الطماطم والبطاطس بعد المشكلات التي واجهت المحصولين خلال العام الماضي.


ولعل تلك الأزمات هي العامل الأكبر الذي دفع القيادة السياسية للتركيز على إنجاز مشروع إنشاء الصوب والبيوت الزراعية التي يمكن استغلالها في إنتاج أصناف وهجن الخضراوات التي تمنح مصر حرية تقرير سياستها الزراعية.

لكن تلك الأزمات خلفت وراءها قصصا مأساوية لبعض المزارعين منهم حمدي فايز براني شعيب، أحد المزارعين بمنطقة النوبارية، والذي تستحق قصته أن يطلق عليها مأساة من كافة النواحي، ويمكن تناولها في أي فيلم أو مسلسل يعبر عن معاناة الفلاح المصري.

وخلال أشهر معدودة تعرض الرجل لضربتين قاصمتين الأولى عندما وقع ضحية لزراعة البذور المغشوشة لصنف طماطم 023 والتي لم تثمر في الأصل بسبب فيروس ذبول واصفرار الأوراق، وخسر كل تكلفة خدمة الأرض والشتلات التي دفعها لزراعة 7 أفدنة مستأجرهم من الغير، وخرج خالي الوفاض من موسم الطماطم يبحث عن تعويض في موسم البطاطس الشتوي.

قرر حمدي زراعة الأرض ذاتها بالبطاطس في العروة الشتوية لتعويض خسارته الفادحة من زراعة الطماطم خاصة وأنه في تلك الفترة كانت أزمة البطاطس على الأبواب وبدأ السعر يرتفع في الأسواق حتى وصل إلى 15 جنيها للكيلو، وهو ما جعل حمدي يستبشر خيرا فأنفق على الفدان تكلفة تقاوي بلغت 12 ألف جنيه ومصروفات خدمة للأرض وإيجار وري وصلت بحاجز التكلفة إلى 30 ألف جنيه للفدان الواحد.

ويقول حمدي: "أزرع البطاطس في العروة الشتوية منذ عام 1991 ودائما ما ينتج الفدان بين 8 إلى 13 طنا ويستهلك 1.5 طن من التقاوي فيكون الربح معقول لكن هذا العام تجمعت عدة عوامل وأفشلت زراعة البطاطس في العروة الشتوية وتدهورت إنتاجية الفدان من 8 أطنان كحد أدنى إلى 2 طن فقط وهو أمر غير مسبوق للأسف وبعد أن كنت معولا على موسم البطاطس الشتوية لتعويض خسارتي الكبيرة في زراعة طماطم 023".

ويتابع: "أصبت بصدمة جديدة فالإنتاجية لم تحقق سوى مكسب 5300 جنيه فقط للفدان أي خسارة أكثر من نصف تكلفة التقاوي فقط وربع التكلفة العامة".

محمد فرج، عضو مجلس إدارة الجمعية العامة لمنتجي البطاطس، أحد المزارعين القدامى لهذا المحصول، فسر ما حدث بأنه ظاهرة عامة لأغلب من زرعوا البطاطس خلال عام 2018.

وأشار إلى أن التقاوي التي دخلت مصر خلال شهر نوفمبر 2017 كانت جودتها منخفضة ولم يتم فحصها جيدا وكانت إنتاجيتها متدهورة في العروة الصيفية وهي التي تسببت في نقص الإنتاج وحدوث الأزمة الأخيرة، غير أن المكسور من تقاوي العروة الصيفية للزراعة في العروة الشتوية الأخيرة كانت إنتاجيته أقل بالطبع وتسبب في خسائر فادحة للمزارعين الذي جنى بعضهم قرابة نصف طن فقط من فدان البطاطس التي أعطت نموا خضريا جيدا لكن دون إثمار وإنتاج وهي أزمة عامة خلال العروة الشتوية.

ولفت إلى أن الإدارة المركزية للحجر الزراعي هذا الموسم تشدد من إجراءات فحص تقاوي البطاطس بشكل غير مسبوق لضمان دخول أفضل التقاوي لعدم تكرار سيناريو العام الماضي الذي ضرب الفلاح والمستهلك في مقتل.
الجريدة الرسمية