الانسحاب ببطء!
لم يستطع الرئيس الأمريكى ترامب مقاومة الضغوط التي تعرض لها من المؤسسات الأمريكية المختلفة بعد أن أعلن بدء سحب القوات الأمريكية الموجودة في سوريا.. ففى الوقت الذي تحدثت فيه مصادر أمريكية عن أن انسحاب القوات الأمريكية في سوريا التي لا تتجاوز الألفين سوف يستغرق أربعة أشهر، فإن السناتور الشهير "جراهام" قد خرج من البيت الأبيض أمس بعد غداء عمل مع ترامب ليعلن تصريحات تشى بأن الانسحاب قد يستغرق وقتا أكبر من ذلك..
لأن ترامب يرهن هذا الانسحاب، كما قال، بعدة شروط أهمها التأكد من هزيمة داعش، وضمان الحماية للقوات الكردية، وأيضًا ضمان عدم زيادة نفوذ إيران في سوريا.. وكل ذلك يصعب تحقيقه خلال بضعة أسابيع قليلة بالطبع، أو يعطل الانسحاب الامريكى من سوريا، أو يجعله بطيئا.
وهكذا بعد أن أعلن ترامب بدء سحب قواته من سوريا، بدا التراجع، لاحتواء الضغوط التي تعرض لها من العديد من المؤسسات الأمريكية، وفى مقدمتها المؤسسة العسكرية.. وهذا يُبين أن ترامب ليس مطلق اليد أو قادرا على أن يفعل كل ما يريد ويشاء.. وإنما هو فقط قادر على أن يقول ما يشاء، ويفعل فقط ما تشاء مؤسسات الحكم في أمريكا، أو في أحسن الأحوال هو لا يستطيع المضى قدما بدون كوابح في إغضابها، ولذلك يضطر للتراجع.