رئيس التحرير
عصام كامل

2018 تودعنا بأبشع جرائم الذبح.. مقتل طبيبة وأطفالها الثلاثة داخل شقتها في كفر الشيخ.. الزوج يكتشف الواقعة ويصرخ: ألحقوني مراتي وولادي اتقتلوا.. والدة الضحية: «مين هيحضر فرح أخوكي يا منى» (في

فيتو

شهدت الساعات الأخيرة لـ2018 كارثة مأساوية وجريمة بشعة وقعت أحداثها بمنطقة سخا في مدينة كفر الشيخ، عندما عثر على جثة أخصائية تحاليل وأولادها الثلاثة مذبوحين داخل شقتهم في ظروف غامضة، والأمن يكثف جهوده لفك اللغز.




البداية
تزوج "أحمد زكى" طبيب باطنة، من "منى فتحي" أخصائية تحاليل، منذ 10 سنوات، ثم سافرا عقب زواجهما إلى المملكة العربية السعودية للعمل فيها معًا، وأنجبا 3 أطفال هم "عبد الله" 8 سنوات، و"ليلى" 6 سنوات، و"أحمد" 5 سنوات، ثم عادوا مرة أخرى في أوائل العام الماضي للعيش وسط الأسرة.



استأجر الزوجان شقة بالطابق الخامس في أحد العقارات الجديدة المكونة من 11 طابقا، بمنطقة سخا في مدينة كفر الشيخ، بالقرب من أسرتهما، وبعد أيام عاد مرة أخرى الطبيب إلى عمله بوحدة سخا، وعملت "منى" بأحد معامل التحاليل الخاصة، وقبل الحادث بأيام قليلة توجهت إلى أحد المولات لشراء فستان لحضور حفل زفاف شقيقها.



اكتشاف المذبحة
الساعة تشير إلى الثانية مساء، والجميع يستعد للاحتفال برأس السنة، عاد الطبيب من عمله كالعادة.. طرق جرس شقته لكنه لم يجد أحدًا يجيب، فأدخل يده بين طيات ملابسه، وأخرج مفاتيح الشقة، وفتح الباب ظنا منه أن أسرته تحضِّر له مفاجأة، لكنه عندما فتح الباب فوجئ بزوجته وابنته ملقاتين على الأرض والدماء تسيل منهما، ظل يصرخ بأعلى صوته، توجه للبحث عن أبنيه فوجدهما مذبوحين بغرفة نومهما.



ساره بالهبوط على درجات السلالم وهو في حالة هسترية، صارخا: «الحقونى زوجتى وأبنائى اتقتلوا»، حتى وصل إلى "عمر" حارس العقار الذي كان جالسا على أريكة أمام المدخل وفي يده "الشيشة"، تجمع الأهالي على صوت الطبيب.. صعد معظمهم إلى مكان الواقعة، والآخرون ظلوا بجوار الطبيب، اتصل أحدهم بالشرطة التي حضرت.



تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن كفر الشيخ، بلاغا من الأهالي يفيد بالعثور على أسرة مذبوحة داخل شقتهم بأحد العقارات بمنطقة سخا في مدينة كفر الشيخ، على الفور انتقل رجال المباحث، وبالفحص تبين مقتل "منى فتحي" 30 سنة، أخصائية تحاليل بأحد المعامل الخاصة، وأطفالها "ليلى" 6 سنوات، و"عبد الله" 8 سنوات، وأحمد 5 سنوات، مذبوحين داخل غرفة نومهما بالشقة.



تحفظ فريق من رجال المباحث، على كاميرات المراقبة لتفريغها لتحديد مرتكبى الواقعة، كما استمع فريق آخر من رجال المباحث لأقوال شهود العيان والجيران وحارس العقار.

اتصل الطبيب بأسرة زوجته وأخبرهم عما حدث، وبعد دقائق حضرت والدتها وأشقاؤها وأقاربها، لكن والدتها كانت في حالة من الذهول والصراخ المتواصل على مصير ابنتها وأحفادها المذبوحين داخل شقتهم، وقام أحد أقارب المجنى عليها بإنزال والدتها إلى أسفل العقار بعيدا عن المنظر حتى تتمكن من السيطرة على نفسها وخوفا من تعرضها لأزمة صحية بسبب كبر سنها.



قال "عمرو وهبة راضي" ابن عمة المجني عليها، لـ "فيتو": "الدكتورة منى السجيني في الثلاثينيات من العمر، وتتمتع بسيرة طيبة للغاية بشهادة الجميع، وعلمت بمقتلها هي وأبناؤها أثناء وجودى في المحل بتاعي بالقرب من البرج الذي تسكن فيه الضحية، وعندما توجهت لموقع الحادث وجدت والدتها تجلس على باب العقار، وتقول لي: الحقني بنتي اتقتلت، وكان ذلك في تمام الساعة الثانية ظهرا".

وأضاف: "على الفور صعدنا للطابق الخامس حيث تسكن المجني عليها وأبناؤها، وشاهدنا المنظر الفظيع حيث وجدناها مذبوحة وملقاة على الأرض، وأبناءها مقتولون على السرير»، مشيرا إلى أن زوج الضحية اكتشف الجريمة بعد عودته من مستشفى سخا حيث يعمل طبيبا وبمجرد دخوله الشقة اصطدم بالمنظر وخرج يهرول لحارس العقار، وهو يصرخ قائلا: «مراتي وولادي اتقتلوا يا حسن الحقني».



على الجانب الآخر، تجلس الحاجة "وفاء شهاب" والدة المجني عليها، أمام العقار، وهى في حالة هستيرية من الصدمة، وقالت: إن ابنتها اشترت فستانا وتستعد لحضور حفل زفاف شقيقها والذي كان محددًا له بعد ١٠ أيام حين عودته من الخارج، وظلت تصرخ بأعلى صوتها قائلة: «يا منى.. تعالي ما تسيبنيش.. عايزة اعرف مين اللي قتلك يا منى.. تعالي علشان تحضري فرح أخوكِ.. دا أنتي جهزتي الفستان اللي هتحضري بيه».



وبدأت نيابة بندر كفر الشيخ برئاسة المستشار أحمد شفيق، رئيس النيابة، التحقيق في مقتل الطبيبة وأولادها الثلاثة الذين عثر عليهم مذبوحين داخل شقتهم بحي أبراج سخا بكفر الشيخ، ولا يزال مقتل الطبيبة وأولادها بتلك الطريقة الوحشية، لغزا محيرا لأهالي محافظة كفر الشيخ لحين القبض على مرتكب الجريمة البشعة.
الجريدة الرسمية