«على الحلوة والمرة في الشقى متواعدين».. هدايا الكريسماس لقمة عيش عبده وزوجته
رغم أيام الشقاء الطويلة التي دقت بخيوطها على وجهيهما، ورغم معاناتهما معظم أوقات العام، ورغم ضيق ذات اليد، وقلة الرزق، ورغم الحزن الملتصق بأكبادهما شهور طويلة خشية المستقبل ومكروه أيامه، إلا أن ساعات السعادة التي يسرقاها من بدايات كل عام جديد دائما ما تكون زادا لهما، مذيبة لمرارة فقرهما، مزيدة من إصرارهما على تخطي كل صعب لأجل بنتيهما، ولأجل التأكيد على أن سعادة القلب التي يمنحها كل لخله تطيح بكل غال مع الحزن الكامن في خبايا القلوب.
عبده وزوجته على الحلوة والمرة في الشقى ولقمة العيش متواعدين، تراهما في كل موسم وخاصة في رأس السنة واحتفالات الكريسماس يسيران جنبا إلى جنب يدفع كل منهما بعربته بأحد شوارع المحروسة المتزاحمة طالبا رزقه ورغم جلوسهما بجانب بعضهما "بفرش" البضاعة ولكل زبونه إلا أنهما لا يكترثان بالمكسب طالما يصب بأكمله في جيب أسرتهما الصغيرة.
يقول عبده 37 سنة سائق توك توك وفى الأعياد بائع متجول لهدايا الموسم إنه اعتاد منذ سنوات على ترك عمله كسائق توك توك واللجوء لبيع الهدايا على عربة يدفعها بيده في الشوارع العامة والمتزاحمة لكسب رزقه، مشيرا إلى أن زوجته رغم كونها ربة منزل إلا أنها تساعده في بيع الهدايا من خلال دفع عربة أخرى وكثيرا ما يقفان بجانب بعضهما البعض خاصة في أعياد الفطر وشم النسيم وعيد رأس السنة.
ولفت عبده أنه لا يبالى بالمكسب ولا يتحدى زوجته في البيع والتقاط الزبائن طالما المكسب يصب في المنزل ويظل رزق ابنتيهما شيماء وأسماء، مشيرا إلى أن زوجته دائما ما تقف بجانبه في جميع أمور حياته حتى في عملية البيع ودفع العربة بنفسها رغم كبر حجمها وثقلها إلا أنهما بمجرد الاستيقاظ تبدأ جولتهما معا ويعودان بما رزقهما الله تعالى به في آخر الليل ويظلان طوال الموسم لأكثر من 10 أيام على هذا المنوال.
وعن عملية البيع والشراء هذا العام أكد الزوج أن الإقبال ضعيف خاصة مع زيادة أسعار السلع لأكثر من الضعف رغم أنها هدايا صغيرة للكريسماس والأعياد، ما جعل الزبون يتراجع عن عملية الشراء أو يقلل من كمية المشتريات خاصة مع موجة الغلاء التي تضرب البلاد، لافتا إلى أنه سيستمر في عملية البيع حتى صباح اليوم أول أيام العام الجديد.
وعن أسعار هدايا الكريسماس قال إن أسعار "الطراطير والبالونات وأقنعة بابا نويل والزينة" تبدأ من 5 جنيهات حتى 15 جنيها.