خبير مالي يطالب الحكومة تجنيب البورصة نتائج قراراتها السلبية في 2019
قال سعيد الفقى خبير أسواق المال، إن البورصة المصرية مرت بأحداث عديدة خلال العام الماضى 2018 وكانت هذه الأحداث جديدة على السوق وتعد تاريخية لأنها لم تحدث من قبل في تاريخ البورصة المصرية.
وأضاف خبير أسواق المال أن المؤشر الرئيسي للبورصة بدأ أداؤه إيجابيا مع بداية العام 2018 ووصل لمستويات تاريخية في أبريل الماضى إلى مستوى 18400 نقطة وهذا المستوى كان نتيجة للعديد من القرارات الإيجابية، والتي كان أقواها تحرير سعر الصرف في 3 من نوفمبر عام 2016 وبعد التيسيرات الأخرى مثل إلغاء القيود على التحويلات البنكية والقضاء على السوق الموازي بالنسبة للدولار، ومن هنا توافرت أرض خصبة للاستثمار المباشر وضخت السيولة في السوق وربحت المؤسسات الأجنبية وكانت مكاسبها مزدوجة من حيث ارتفاع القيمة السوقية للدولار 100% وارتفاع غالبية الأسهم المصرية بنفس النسبة تقريبا فكانت الأرباح مضاعفة.
وأشار إلى أنه نتيجة لذلك وصل رأس المال السوقي إلى تريليون جنيه لأول مرة في تاريخ البورصة المصرية، مؤكدا أنه مع انتهاء شهر أبريل بدأت عمليات جني الأرباح بحدة وعنف وبنفس القوة التي صعد بها حيث انخفض المؤشر الرئيسي مع نهاية العام ووصل إلى مستوى 12000 نقطة، ومعنى ذلك أن المؤشر انخفض ما يقرب من 6400 نقطة وكان لهذا الانخفاض أسباب كثيرة منها ما يتعلق بالشأن الداخلي ومنها ما يتعلق بالشأن الخارجي وهي:
1- وصل مستهدف عام 2018 في وقت قصير وخلال الربع الثاني من العام فكان من الطبيعي أن يحدث جني أرباح بنفس القوة التي حدث بها الصعود حيث كان مستهدف العام عند مستوى 18500 نقطة وهذا ما حققة المؤشر ولكن حققت بشكل حاد وقوي دون ملء للإجابات وهذا انعكس في التصحيح.
2- ارتفاع الفائدة في كثير من الدول وخاصة الولايات المتحدة المتحكمة في الاقتصاد العالمي ثلاث مرات متتالية وهذا بطبعه يؤثر بالسلب على أسواق المال وخاصة الأسواق الناشئة وقد حذا نفس هذا الحذو الكثير من الدول.
3- الحرب الاقتصادية بين أمريكا والصين وتداعياتها على المنطقة بشكل عام وتأثيراتها السلبية.
4- عدم وجود محفزات جديدة وعدم تشغيل الآليات التي أقرت مما ساعد على عزوف المستثمرين مثل آلية الشورت سيلينج.
5- عدم تنفيذ بعض الصفقات التي كانت شبه مكتملة.
6- عدم تنفيذ برنامج الطروحات الحكومية حتى الآن رغم الحديث عنها مرارا وتكرار وبالتالي عدم دخول مستثمرين جدد.
7- عدم الاهتمام بالملف التسويقي بشكل جيد من خلال إسناده لمتخصصين لتسويق بشكل محترف داخليا وخارجيا.
كل هذه العوامل ساعدت على حدة الانخفاضات التي شهدتها البورصة خلال الثماني أشهر الماضية.
ودعا إلى ضرورة دراسة الإيجابيات والسلبيات ومدى تأثر القرارات التي اتخذت على المنظومة بشكل عام والعمل على تطوير الإيجابيات وتجنب السلبيات للنهوض بسوق المال المصري خلال 2019.