«آل لاريجاني».. قصة عائلة تحكم قبضتها على إيران بالسياسة والمال
رغم فرض عقوبات أمريكية على آية الله صادق آملي لاريجاني، رئيس السلطة القضائية، إلا أن ذلك لم يمنع المرشد الأعلى أية الله خامنئي، من تعيينه رئيسا جديدا لمجمع تشخيص مصلحة النظام، ليحل محل آية الله محمود هاشمي شهرودي الذي توفي الأسبوع الماضي عن عمر 70 عاما، وهذا ليس غريبا فهو حليف مقرب لخامنئي ويرى البعض أنه سيكون المرشد المقبل للثورة الإسلامية.
وقال التليفزيون الإيراني أول أمس، إن خامنئي عين لاريجاني (57 عاما) وجعله أيضا عضوا في مجلس صيانة الدستور الذي يدقق في القوانين والانتخابات من أجل الالتزام بالدستور الإسلامي في إيران. ومجمع تشخيص مصلحة النظام هو أحد أجهزة الحكم في إيران، وهيئة رقابية تتولى حل النزاعات بين البرلمان ومجلس صيانة الدستور، ويتم تشكيل أعضائه بأمر من القائد الأعلى للجمهورية الشيعية
ميلاده
لاريجاني ولد في 12 مارس 1961 بمدينة النجف العراقية، لأسرة متوسطة الحال، حيث كان والده يعمل مدرسا في مدينة الحوزة الإيرانية وأحد رجال الدين وانتقل للعراق بسبب الضغوط على علماء الدين وبقي بها نحو 3 عقود.
دراسته
بدأ دراسته الابتدائية عام 1966 بعد عودة والده لإيران، وفي سن الخامسة انضم إلى المرجع الشيعي إلى حوزة مدينة قم العلمية، وهناك بدأ تلقى الدروس الدينية بموازاة الدروس المدرسية، وواصل دراساته العليا على يد كبار المراجع، وفي نفس الوقت كان يواصل دراسات العلوم العقلية والتفسير أيضا، وتتلمذ على يد عدد من كبار العلماء الإيرانيين.
دخوله السياسة
دخل لاريجاني السياسة عام 1988، بعد انتخابه نائبا لأهالي محافظة مازندران، وفي عام 2001 اختاره مجلس الشورى بتوصية من رئيس السلطة القضائية ليكون أحد أعضاء مجلس صيانة الدستور وهي الهيئة التي تقوم بمراقبة أداء السلطة التشريعية والعمليات الانتخابية، وتولى هذا المنصب لمدة ثماني سنوات، وفي 15 أغسطس 2009، اختاره خامنئي، رئيسا للسلطة القضائية.
مناصب أخرى
عمل لاريجاني عضوا في جامعة مدرسي الحوزة العلمية في قم، كما قام بالتدريس على مستوى الماجستير والدكتوراه في مجال علم الكلام والفلسفة التطبيقية.
ثراء فاحش
لاريجاني هو أحد أكثر المسئولين إثارة للجدل في إيران، ليس لدوره السياسي فحسب، بل أيضا لثرائه الفاحش ورغبته الشديدة في الاحتفاظ بالسلطة وقوة قبضته في كتم أصوات المعارضين، بالإضافة إلى طبعه الحاد وعلاقاته الواسعة مع النخبة الأرستقراطية، وتعتبر أسرته نموذج للأسرة التي لها نفوذ داخل النظام الإيراني، فأخواته هم محمد جواد، ومعروف برجل الدبلوماسية في النظام الإيراني، وعلي لاريجاني، رئيس البرلمان الحالي، وهو أحد أبرز الأعضاء القدماء في المكتب السياسي للحرس الثوري، وباقر لاريجاني، ويشغل موقع رئيس كلية راقية متخصصة في الطب بجامعة طهران أما الأخ الأصغر "فاضل لاريجاني" ومعروف بالدبلوماسي الهادئ.
خليفة خامنئي
ويحظي لاريجاني بثقة خامنئي بشكل كبير كما أنه على علاقة قوية بالحرس الثوري، وهو من المؤيدين المتشددين "للولاية المطلقة للولي الفقيه"، وحصل على على المرتبة الدينية المطلوبة "آية الله" في الحصول على تزكية الترشح لمنصب المرشد الأعلى في إيران، كما أنه تولى العديد من المناصب التنفيذية والروحية داخل بنية النظام الإيراني وهو ما يؤهله ليكون رجل الدولة الأول مسقبلا.
عقوبات أمريكية
في يناير الماضي، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات تستهدف 14 من الأفراد أو الكيانات الإيرانية، منهم لاريجاني، متهمة إياه بأنه مسئول عن إصدار أوامر بسلسلة من انتهاكات حقوق الإنسان بحق أفراد في إيران من المواطنين أوالمقيمين.