«أزمة الألف مليار».. مديونيات الوزارات تتجاوز «التريليون».. وقطاع الأعمال يتخلص من الأصول للسداد.. الكهرباء تهدد بقطع التيار عن المترو.. و35 مليارا ديون المالية لـ«التضامن
ألف مليار (تريليون) جنيه، رقم مرعب يكشف حجم الديون، أو التشابكات المالية، بين وزارات الحكومة، ويعد «فض التشابكات المالية».. واحدا من أبرز التكليفات التي كلف بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، حكومة المهندس مصطفى مدبولي، بعد منحها الثقة في يونيو الماضي، لا سيما وأن الرقم تجاوز حاجز الألف مليار جنيه.
وقد اتخذت الحكومة خطوات جادة في هذا الملف، سواء في التنسيق بين الوزارات «الدائنة والمدينة»، أو الجهات التي لا تستطيع الوفاء بتسديد ديونها، ويعمل مجلس الوزراء من خلال لجنة حكومية تم تشكيلها تحت مسمي «فض التشابكات المالية» على التفاوض بين الوزارات لإيجاد طرق سداد مناسبة، وكان آخرها سداد نحو 20.8 مليار جنيه ديونا مستحقة على هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة لصالح بنك الاستثمار القومي، وكذلك سداد نحو 32.6 مليار جنيه ديونا مستحقة على الشركة المصرية لنقل الكهرباء لدى بنك الاستثمار القومي.
وفي السياق.. كشفت مصادر حكومية، أن الدكتور إيهاب أبو عيش، نائب وزير المالية للخزانة العامة، يشرف على فريق عمل مكلف بدراسة فض التشابكات المالية بين جهات الدولة، بعد أن أسند رئيس الوزراء خلال ترؤسه اجتماعا للجنة الوزارية الاقتصادية مهمة رئاسة ملف فض التشابكات المالية بين الوزارات للدكتور محمد معيط وزير المالية، وكلفه بتشكيل مجموعات عمل مصغرة، مع الاستعانة بالخبراء للملفات الاقتصادية المهمة التي تبحثها اللجنة الاقتصادية، وعلى رأسها ملف فض التشابكات المالية بين الوزارات.
كما أكدت المصادر أن إستراتيجية مجلس الوزراء في هذا الملف تعتمد على توقيع اتفاقيات بين الهيئات التي يوجد بينها تشابكات مالية، حيث تم توقيع اتفاق بين وزارتي التضامن الاجتماعي والمالية تنفيذًا لقرارات رئيس مجلس الوزراء الصادرة عن اللجنة المشكلة لفض التشابكات المالية بين هيئة التأمينات والخزانة العامة، حيث تم الانتهاء من تدقيق جزء من المديونية الناتجة عن التزامات الخزانة العامة لصندوقي التأمين الاجتماعي للعاملين بالقطاع الحكومي والتأمين الاجتماعي للعاملين بالقطاع العام وقطاع الأعمال العام، وقد بلغت نحو 56 مليار جنيه، ونص الاتفاق على سداد تلك المديونية المستحقة على عشر دفعات سنوية في صورة صكوك تصدر سنويًا، بما يتيح سيولة لصناديق التأمينات الاجتماعية.
وبحسب المصادر ذاتها، تم توقيع اتفاق بين وزارة قطاع الأعمال العام وشركاتها القابضة، ووزارة البترول والجهات التابعة لها، بشأن آلية سداد المديونيات المستحقة لصالح شركات قطاع البترول لدى شركات وزارة قطاع الأعمال العام عن قيمة مسحوباتها من الغاز الطبيعي، والتي تقدر بنحو 12 مليار جنيه، وبموجب هذا الاتفاق، تسدد الشركات التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام جزءًا من المديونيات التي تمت المصادقة عليها بين تلك الشركات وشركات قطاع البترول المختصة بالتحصيل نقدًا، إضافة إلى المبادلة بأصول عقارية مملوكة لها، مع التزام الشركات التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام مستقبلًا بسداد قيمة المسحوبات الجديدة أولا بأول دون تأخير.
مديونيات الكهرباء والبترول
من جهتها.. اتخذت وزارة الكهرباء مؤخرا إجراءات رادعة ضد الجهات غير الملتزمة بسداد مستحقاتها، سواء كانت خاصة أو عامة، بعدما ارتفعت إلى 29 مليار جنيه، ومن أبرزها قطاع الأعمال والحديد والصلب وأيضا المواطنون، ولأن الشريحة الأكبر من مستحقات الوزارة لدى الجهات المديونة تمثل الفواتير المنزلية، شنت الكهرباء حملة كبرى من خلال موظفيها الذين تم منحهم الضبطية القضائية، من خلالها تم رفع الكثير من عدادات المشتركين بنسبة وصلت إلى 5% لأول مرة لسداد مديويناتهم المتراكمة لشركات التوزيع، كما تواجه الكهرباء كارثة كبري في سداد مديونياتها إلى وزارة البترول، حيث ارتفعت من 62 إلى 73 مليار جنيه فواتير استهلاك محطات الكهرباء وقودا بأنواع (غاز- طبيعي- وسولار)، ولسرعة اتخاذ الكهرباء التدابير لسداد جزء كبير من مديويناتها أرسلت الوزارة مؤخرا خطابات إلى أكثر الجهات المدينة لها كشركات المياه والصرف الصحي لرفع قيمة السداد الشهرية إلى ٤٥٠ وحتى ٥٠٠ مليون جنيه، لا سيما بعد ارتفاع مستحقات الكهرباء لديها إلى ٧.٥ مليار جنيه.
وفي إطار محاولاتها للخروج من ورطة «مديونيات البترول»، شكلت «الكهرباء» لجنة فض المنازعات والتشابكات المالية مع الجهات المدينة لها، حيث تم الاتفاق على التزام شركات المياه بسداد مستحقات الكهرباء، وذلك بدفعات جزئية بقيمة ٥٠٠ مليون جنيه، وطالبت البترول الكهرباء بضرورة الالتزام بسداد مديونياتها بقيمة شهرية تصل إلى ٨٥٠ مليون جنيه، وأرسلت الشركة القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس" خطابًا الأسبوع الماضي إلى الكهرباء يحمل في طياته ضرورة الالتزام بسداد مستحقات البترول، لا سيما وأنه حدث زيادة في استهلاك محطات الكهرباء من الغاز بنسبة تصل إلى ٣٥٪ بعد دخول محطات سيمنس مؤخرا للخدمة، كما طالبت الشركة القابضة للغازات الطبيعية «إيجاس» وزارة الكهرباء بتكهين المحطات القديمة والمستهلكة للغاز لتخفيض الاستهلاك والفاتورة بنسبة ١٠٪، وتخطط «البترول» لتقليل كميات الغاز لمحطات الكهرباء القديمة مع الاعتماد على المازوت والسولار.
وفي السياق ذاته وصلت مستحقات البترول عند الجهات الحكومية والخاصة إلى أكثر من ١٧٢ مليار جنيه منها ٧٢ مليار جنيه لدى الكهرباء، و٥ مليارات جنيه لدى مصر للطيران، و٨ مليارات جنيه عند هيئة السكك الحديدية، و٢٢ مليار جنيه لدى قطاع الأعمال وشركات الأسمدة والحديد والباقى موزع على الجهات الأخري.
ومن جهتها خاطبت «البترول» وزارة المالية لعقد اجتماع خلال الأيام المقبلة، لبحث موقف شركات الأسمدة والحديد في سداد مستحقاتها، على أن تكون القيمة الشهرية المطروحة للسداد نحو٥٠٠ مليون جنيه، لتخفيف الأعباء على قطاع البترول، كما أرسلت الوزارة خطابا لهيئة السكك الحديدية تطالبها بسداد دفعات جزئية بنحو ٢٠٠ مليون جنيه شهريا، وتحاول وزارة الكهرباء سداد جزء من مديونياتها للبترول خلال العام المالي الجديد بنحو ٢٢ مليار جنيه، بعد إقرار زيادة جديدة على أسعار الكهرباء المقرر الإعلان عنها في يوليو المقبل.
النقل.. الأكثر مديونية
أما قطاعات وزارة النقل فبداخلها العديد من القطاعات والشركات المدينة، سواء لصالح جهات حكومية أو شركات عامة، وفي مقدمتها مترو الأنفاق، والسكك الحديدية، والشركات التابعة ومنها شركة السوبر جيت، وتتركز ديون الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق، لصالح شركة الكهرباء وتتخطى مديونية المترو لشركة الكهرباء مبلغ 250 مليون جنيه، ومن المتوقع ارتفاع مديونية المترو حال زيادة الكهرباء أسعارها خلال الفترة المقبلة، الأمر الذي من شأنه أن يضاعف مديونية المترو، والتي تسدد إدارته أجزاء منها والتراجع عن سداد بقية المديونية، مع الأخذ في الاعتبار أن إدارة المترو غير منقطعة بشكل كامل عن سداد ديونها، غير أن التأخيرات في السداد جعلت الأموال والمديونية تتراكم على المترو خلال الفترة الماضية.
من ناحية أخرى لم تتجاهل وزارة الكهرباء حقها وأموالها الموجودة بحوزة المترو، وتسعى خلال الفترة المقبلة لتحقيق أكبر استفادة من قرار الحكومة بتحصيل المتأخرات والضغط على« المترو»، لا سيما وأن الأخير لن يتمكن لفترات طويلة من التهرب من ديونه، ومن المقرر أن تلجأ «الكهرباء» إلى التصعيد خلال الفترة المقبلة، وفى حالة عدم جدولة هذه الديون ستقطع الكهرباء التيار، وهو ما يهدد بتوقف حركة المترو، كما أن جميع الشواهد تؤكد أن شركة الكهرباء لن تتراجع خلال العام الجديد عن تحصيل أموالها المتاخرة لدى المترو، لا سيما وأن الأخير بدأ في تحقيق أرباح بعد زيادة أسعار التذاكر، ووصلت أرباح المترو خلال العام الجارى لأكثر من 5 مليارات جنيه، وارتفعت إيرادات المترو من مليوني جنيه إيرادات يومية إلى 9 ملايين جنيه تقريبا إيرادات يومية، وهو ما يفتح الباب مرة أخرى لشركة الكهرباء للمطالبة بحقوقها الكاملة لدى شركة المترو.
«الديون المتبادلة».. وصف يمكن استخدامه في حالة «المترو»، ففي الوقت الذي تعاني فيه الشركة من مديونية «الكهرباء»، فإنها هي الأخرى لها ديون لدى أطراف حكومية، حيث تصل ديونها المستحقة على وزارة التربية والتعليم إلى 600 مليون جنيه، منها 350 مليون جنيه ديونا من قبل عام 2014، وهى فروق دعم اشتراكات الطلاب، والتي يدعمها المترو بنحو 70% ومن المفترض أن تتحمل وزارة التربية والتعليم هذا الفرق، ولكن الوزارة لا تقوم بدفع مديونياتها للمترو.
وتعد ديون الهيئة القومية للسكك الحديدية هي الأكبر تقريبا بين مديونيات النقل لصالح جهات حكومية، وتقترب مديونية السكك الحديدية من 60 مليار جنيه، وهى مبالغ خيالية، وأكثر المديونية لصالح بنك الاستثمار القومى، وسبق أن هدد البنك بداية العام المنقضى بالحجز على أملاك السكك الحديدية المقدرة بنحو 100 مليار جنيه لتسديد المديونية.
في هذا السياق.. كشف مصدر مسئول بالسكك الحديدية، أن الهيئة تعد في أزمة حقيقية لأنها حال الشروع في تسديد الديون، فإنها ستتعرض لبيع جميع أملاكها لصالح بنك الاستثمار القومى، ولن تتمكن من سداد الديون كاملة، لا سيما وأن فوائدها أكبر بكثير من إجمالي أصول الهيئة، وكانت السكك الحديدية قد اقترضت مئات الملايين، بضمان بنك الاستثمار القومى، وجميعها قروض من الخارج ومن الداخل، لتمويل مرتبات الموظفين وتمويل أعمال الصيانة وشراء بعض العربات والجرارات، ولم تتمكن الهيئة من سداد هذه القروض والتي تحولت لديون ما يقرب من 60 مليار جنيه، وبالفوائد تخطت الـ100 مليار جنيه وهى نفس قيمة أملاك الهيئة.
بنك الاستثمار القومى ليس وحده الدائن الوحيد لهيئة السكك الحديدية، فالهيئة مدينة أيضا لعدد من الجهات الحكومية في مقدمتها وزارة الداخلية والبترول، والأخيرة تورد سولار لتشغيل القطارات بمبالغ كبيرة دون أن تحصل على ثمن السولار.
قرارات العلاج على نفقة الدولة يضخم مديونية وزارة الصحة
وزارة الصحة هي الأخرى لم تنج من فخ «الديون»، فهناك عدد من المؤسسات الحكومية لها مديونيات لدى وزارة الصحة أبرزها الشركة القابضة للأدوية وفروعها الــ11 شركة الخاصة بالأدوية والألبان، وكذلك المستلزمات الطبية التي تستوردها «الصحة» عن طريق شركات قطاع الأعمال، حيث يتم توفير المستلزمات الطبية عن طريق شركة الجمهورية، وكذلك ألبان الأطفال وبعض الأدوية الحيوية التي تستورد من خلال الشركة المصرية لتجارة الأدوية.
مرور السنوات وعدم انتظام «الصحة» في سداد مديونياتها تسبب في تزايد حجم الديون لتزيد على 1.2 مليار جنيه لــ11 شركة تطالب بها وزارة الصحة باستمرار، ما دفع وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد لعقد اجتماع مع وزير قطاع الأعمال هشام توفيق لحل الأزمة، وشددت على ضرورة إنهاء تلك الديون في أسرع وقت، لا سيما وأن شركات قطاع الأعمال تحتاج إلى سيولة مالية لتطوير خطوط إنتاجها للأدوية وتستمر في الإنتاج، وتستمر في التوريد إلى مستشفيات وزارة الصحة.
وفي نفس السياق علمت «فيتو» من مصادرها أنه توجد لجنة مشكلة من وزارة الصحة من إدارة الشئون المالية وإدارة الصيدلة وشركات قطاع الأعمال لبحث تسهيلات سداد تلك الديون على مراحل، نظرا لأن وزارة الصحة لن تستطيع تسديد الديون مرة واحدة، في ظل حجم الإنفاق المالي للوزارة على منظومة علاج فيروس سي وكذلك قوائم الانتظار.
مديونيات وزارة الصحة ليست فقط لشركات الأدوية، لكن الوزارة أصبحت مدينة لبعض الجهات التابعة لها، ومنها هيئة التأمين الصحي التي كانت متعاقدة مع عدد من جهات تقديم الخدمة الطبية، ومنها المستشفيات الجامعية ومستشفيات المعاهد التعليمي وأمانة المراكز الطبية المتخصصة، فكان يتم إرسال المرضى إلى تلك الجهات للحصول على الخدمة، وتتأخر هيئة التأمين في سداد مستحقات تلك المستشفيات، ومؤخرا بعد زيادة ميزانية التأمين الصحي بدأ في سداد جزء من ديونها بالإضافة إلى تجديد التعاقد مع تلك الجهات بأسعار جديدة.
الأمر لم يقتصر على التأمين الصحي بل في منظومة العلاج بقرارات على نفقة الدولة، حيث يتم تأخير إرسال مستحقات المستشفيات نظرا لضعف الميزانية المخصصة لنفقة الدولة، والتي لم تتخط الـ5 مليارات جنيه، في ظل زيادة أعداد المرضى وزيادة تكلفة الإجراء الطبي وارتفاع أسعار المستلزمات الطبية.
وزارة التعليم العالي أيضا لها ديون على وزارة الصحة من خلال المستشفيات الجامعية، وتبلغ مديونية الوزارة ما يقرب من 30 مليون جنيه وأغلبها عدم سداد مستحقات قرارات العلاج على نفقة الدولة.
الدعم المادي من البنك المركزي لمبادرة القضاء على قوائم الانتظار وكذلك دعم مؤسسات المجتمع المدني التي تساهم في تحمل بعض تكاليف العمليات الجراحية في المبادرة، بجانب ميزانية التأمين الصحي، وميزانية نفقة الدولة حيث يتحمل فارق التكلفة بين سعر الجراحة وبين السعر التعاقد بين التأمين الصحي أو نفقة الدولة وبين المستشفى، ساهم في عدم تراكم الديون على وزارة الصحة بشأن التدخلات الطبية للمرضى.
التخطيط وأجندة الديون
من جانبها أكدت مصادر مسئولة بوزارة التخطيط أن حجم الأموال المستحقة لبنك الاستثمار القومي لدى الجهات المختلفة، في 30 يونيو 2017 يبلغ نحو 266.6 مليار جنيه.
أما عن النشاطات والتسويات التي قام بها بنك الاستثمار القومي في سبيل تحصيل البنك لمستحقاته ومديونياته لدى عدد من الجهات، فقام البنك بعدد من النشاطات مع هيئة المجتمعات العمرانية- اتحاد الإذاعة والتليفزيون- الجهاز التنفيذي للمشروعات الصناعية والتعدينية - هيئة السكك الحديدية - الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية - قطاع الكهرباء والطاقة - الشركة القابضة للصناعات الكيماوية - الشركة القابضة للصناعات المعدنية - الشركة القابضة القومية للتشييد - قطاع الغزل والنسيج - الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية - تشابكات البنك مع وزارة المالية وهيئة التأمين.
أما هيئة المجتمعات العمرانية فمديونياتها لبنك الاستثمار القومي تبلغ نحو 20.8 مليار جنيه طرف هيئة المجتمعات العمرانية، وقد قام البنك بتسوية 16.3 مليار جنيه منها، على أن تتحمل وزارة المالية باقي المبلغ، وقد تم تسوية المبلغ السابق عبر بروتوكول بين وزارة التخطيط، ووزارة الإسكان، وتمت الموافقة على هذا البروتوكول من قِبل مجلس إدارة بنك الاستثمار، وهيئة المجتمعات العمرانية ونص البروتوكول على ما يلي:تم إعفاء هيئة المجتمعات العمرانية من مبلغ 3.3 مليار جنيه.
وتم الاتفاق على أن تُسدد الهيئة 13 مليار جنيه ومبلغ الـ13 مليار جنيه يتم تسديدها 2 مليار جنيه قيمة أراضي للهيئة بالمدن الجديدة تنتقل ملكيتها لبنك الاستثمار القومي -جار تحديد واختيار تلك الأراضي- وباقي المبلغ، وهو 11 مليار جنيه، يتم سدادها على أقساط نصف سنوية قيمتها 1.1 مليار جنيه، وذلك على خمس سنوات (تم تسديد القسط الأول بالفعل) والباقي من مبلغ 20.8 مليار جنيه، وهي المديونية الأصلية، فمن المفترض أن تتحمله وزارة المالية باقي المبلغ الذي يصل إلى نحو 4.5 مليار جنيه.
أما الجهاز التنفيذي للمشروعات الصناعية والتعدينية لبنك الاستثمار القومي مبلغ نحو 33.9 مليار جنيه طرف الجهاز التنفيذي للمشروعات الصناعية والتعدينية، والجهاز يقوم بعدد من المشروعات، ولذلك صدر قرار جمهوري رقم 157 لسنة 2016، والذي ينص على نقل أصول وخصوم من ميزانية الهيئة العامة لتنفيذ المشروعات الصناعية والتعدينية التابعة لوزارة التجارة والصناعة إلى الجهات المستفيدة منها، مثل: الكهرباء والموانئ والمحافظات وجهات أخرى.
أما هيئة السكك الحديدية لبنك الاستثمار القومي فيبلغ حجم مديونياتها 25.7 مليار جنيه طرف الهيئة القومية لسكك حديد مصر، يتم حل 22.2 مليار جنيه منها عبر التشابكات المالية، وإعادة جدولة 3.5 مليار جنيه في ضوء إعداد بدائل للتسوية تراعى قدرات الهيئة المالية والدراسات التي يعدها البنك في هذا الشأن.
في حين أن الشركة القابضة للصناعات الكيماوية لبنك الاستثمار القومي، تبلغ مديونيتها 3.5 مليار جنيه طرف الشركة القابضة للصناعات الكيماوية، وتم الاتفاق على حل مبلغ 800 مليون جنيه، عبر دفع 50% نقدًا، وتسديد 50% في صورة تبادل أراضي، وتم بالفعل تسديد نحو 32 مليون جنيه لأربع شركات متوقفة عن السداد لمدة نحو 15 عاما، وهذه الشركات هي: مصر للهندسة والعدد، والنصر للتليفزيون، والمصرية لوسائل النقل، النقل والهندسة وباقي المبلغ، 2.8 مليار جنيه، جار الاتفاق على جدولتها.
أما الشركة القابضة للصناعات المعدنية فمدينة لبنك الاستثمار القومي بمبلغ نحو 3 مليارات جنيه طرف الشركة القابضة للصناعات المعنية منهم مليون جنيها تم تسويتها عبر دفع 200 مليون جنيه نقديًا تم دفعها بالفعل و600 مليون جنيه مبادلة أراض، جار تقييمها والباقي يوضع له إطار للتسوية بعد الانتهاء من تقييم الأراضي.
أما الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية، فيبلغ حجم مديونياتها لبنك الاستثمار القومي 41.5 مليار جنيه طرف الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية منها مبلغ 23.2 مليار جنيه تتحملها وزارة المالية في ضوء فض التشابكات المالية والقرارات السيادية وباقي المديونية، 18.3 مليار جنيه، يتم تسويتها في ضوء ما تم مناقشته مع مسئولي الهيئة بمقر مجلس الوزراء بتاريخ 30 يوليو 2017.
"نقلا عن العدد الورقي..."