رئيس التحرير
عصام كامل

ممدوح زيدان: هيكلة الجهاز الإداري بالدولة أكبر تحديات 2019

ممدوح زيدان
ممدوح زيدان

وضع خبير إدارة الأزمات اللواء ممدوح زيدان خريطة بالأزمات المحتملة وسبل تجنبها وتلاشيها، حيث يرى أن الحل هو الاعتماد على قدراتنا الذاتية، وحتى لا تكون مصر فريسة لنظرية الاحتلال عن بعد (التي حلت حاليا مكان الحروب المباشرة والغزوات) فبناء قدراتنا الذاتية، وبجهود أبناء مصر جميعا، وفي كافة مجالات الاقتصاد والتعليم والثقافة والصحة والبحث العلمي والأمن والقوات المسلحة والإعلام.. إلخ هو الحل والدرع الواقي لمصر من الأزمات العالمية المحتملة.


وإحقاقا للحق فإن مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي كانت مدركة لكل هذه الأبعاد، وظهر ذلك واضحا في المشروعات القومية التي تم تنفيذها لتقوية الاقتصاد المصري مثل تحرير سعر الصرف ومشروعات قناة السويس الجديدة لزيادة الدخل القومي، وعملية ترسيم الحدود واستخراج وتسييل وتصدير غاز البحر المتوسط، وتحقيق الاكتفاء الذاتي ومشروعات إنتاج الكهرباء وتحلية مياه البحر ومشروعات المنتجات الزراعية والسمكية بأنواعها والطرق والأنفاق وإعادة هندسة وبناء العشوائيات وأثارها الاجتماعية الجيدة على البعد الإنساني ومشروعات الصحة العامة والقضاء على فيروس "سي" وعملية تطوير التعليم وغيرها كل ذلك كان من خلال رؤية عميقة وصحيحة للقيادة السياسية لتطورات الموقف العالمي والإقليمي والعربي.

وضع خبير إدارة الأزمات عددا من العناصر لتنمية قدرات الدولة لمواجهة الأزمات المحتملة أولا في مجال إدارة الدولة، فأكد ضرورة بناء ثقافة المعايير القومية لتطوير الأداء المؤسسي في كل التخصصات مما يجعل لكل مؤسسة نظام عمل محدد وواضح ومتطور لا يرتبط بتغير الأشخاص أو القيادات وهو ما يطلق عليه " ثقافة المؤسسة أو الثقافة التنظيمية " – ويشتق منها الاشتراطات المهنية لشاغلي الوظائف في كافة المستويات الوظيفية (مؤهل علمي – مهارات – خبرات سابقة – النجاحات السابقة التي تحققت – السلوك الحميد والأمانة – احترام القانون – عدم استغلال السلطة..إلخ) فالتحدي الأكبر لبناء مصر الحديثة هو إعادة هيكلة الجهاز الإداري بالدولة المصرية.

وأضاف هذا إلى جانب إعادة النظر في أسلوب اختيار القيادات في كافة مرافق الدولة من بداية أول وظيفة قيادية بناء على مدى تحقيق معايير الجدارة ومن أهمها (السمات القيادية – القدرة على التطبيق من خلال قياس مدي النجاح الذي تحقق في أعمال سابقة - إعداد كوادر الصف الثاني – نشر ونقل الخبرات والمعرفة- الشفافية والأمانة – الالتزام بالقانون - المؤهل العلمي المناسب - بناء روح الفريق – الإدارة بفرق العمل – البعد الاجتماعي والإنساني).

كما طالب "زيدان" بدعم وتطوير الإعلام الوطني بأسلوب جديد يعمل على بث الشعور بالثقة والانتماء، ولذلك تأثير كبير على تماسك الجبهة الداخلية وقوتها وبالتالي يكون الفرد منتجًا وفعالًا ولا ينتظر المنحة أو الإعانة.

وأكد ضرورة استكمال عملية التطوير الشامل لمنظومة التعليم كاملة وهو تحدٍ كبير من الضروري مواجهته بخطة قومية للتطوير والتحديث قد تصل لعدة سنوات، ويمكن لنا هنا أن نستفيد من تجارب الدول التي سبقتنا في هذا المجال ومنها اليابان وروسيا وألمانيا، هذا إلى جانب تأهيل المدراء من أول مستوى وظيفي قيادي محتمل لهم، وقبل تولي المنصب القيادي في موضوعات التخطيط الإستراتيجي، وإدارة الأزمات، والتفاوض، وإدارة الموارد البشرية نظرًا لارتباطهم معا في مواجهة الأزمات المحتملة مستقبلا على أن يعتبر هذا التأهيل من الشروط الحتمية لتولي المناصب القيادية، ومن بداية المسار القيادي المحتمل للعاملين في كل مؤسسة.

وطالب بدعم سياسة تطوير الجمعيات الأهلية لتكمل الهدف القومي لتنمية المجتمع بحيث يكون الجهد الأكبر لها هو تحويل البسطاء إلى أفراد منتجين بمساعدتهم في بناء مشروعات صغيرة وتسويق إنتاجها ليحقق المشروع الصغير التوازن النفسي والمادي للبسطاء وتحويلهم إلى أفراد نافعين لأنفسهم ولبلدهم وأن لا يقتصر دورها على إعطاء الإعانات والمنح، وأكد ضرورة مواجهة ظاهرة الارتفاع الكبير وغير المبرر في الأسعار لمنع أهل الشر من التأثير على قوة وتماسك الجبهة الداخلية.

ممدوح زيدان يرى أن جميع المؤسسات التعليمية مسئولة على مواجهة الفكر المتطرف وأهم عناصرها المؤثرة هو المعلم، وفي جميع مراحل التعليم، فالمعلم إما أن يكون تربويا وينشر القيم السمحة والعلم والانتماء والأمل والوطنية والإقدام، أو ينشر اليأس والتمزق والحقد والأنانية فيتمزق فكر الشباب وتفقد الأمة أهم عنصر للقوة بها وهو الذي يقودها في المستقبل نحو تحقيق غد أفضل فتنهار الدولة ذاتيا وهذه هي الخيانة الكبري، لأننا نحقق لأعداء الوطن هدف إستراتيجيتهم الحالية التي تعتمد على تدمير الدول ذاتيا من الداخل ودون حروب، بنشر التخلف والإرهاب إذن فمن هو المعلم وكيف يتم اختياره ؟ وكيف يتم تأهيله وإعداده؟ وما المناهج التعليمية والوطنية التي يتم تدريسها؟

«إدارة الأزمات»
لوضع خطة قومية ومنهج لإدارة الأزمات قبل وقوعها طالب اللواء ممدوح زيدان بضرورة الإسراع باستكمال إنشاء المنظومة الوطنية لإدارة الأزمات والكوارث والحد من المخاطر لتشمل كافة مؤسسات وأجهزة الدولة الحكومية والخاصة لتعمل على دراسة جميع الاحتمالات الخاصة بأزمات المستقبل المتوقعة وخاصة الأزمات الاقتصادية والثقافية التي تؤثر سلبا على سلوكيات وقيم المجتمع وتأثير الإشاعات والتشكيك في كل إنجاز يتم على أرض الوطن لإعداد خطط الوقاية منها داخل الخطط الإستراتيجية المستقبلية لهذه المؤسسات وكذلك سيناريوهات مواجهة هذه الأزمات أو الكوارث، كما أكد ضرورة تدريس مادة علمية تتناول علم إدارة الأزمات والكوارث اعتباراَ من التعليم الثانوي أو ما يعادله وحتى نهاية مرحلة التعليم فوق المتوسط والتعليم الجامعي حتى يكون فكر إدارة الأزمات والكوارث موجوداَ في وجدان أبناء الوطن مع بداية حياتهم العملية.


"نقلا عن العدد الورقي"..
الجريدة الرسمية