سوريا والعرب!
الخطوة التي اتخذتها دولة الإمارات العربية بإعادة فتح سفارتها في دمشق سوف يكون لها ما يتلوها.. أي ستأتون بعدها دول عربية بذات الخطوة، وربما كان تغيير وزير الخارجية السعودي يشير إلى ذلك، خاصة وأن الأمريكان قرروا الانسحاب من سوريا ولم يعد يعنيهم كما كان من قبل تغيير الحكم فيها.
وكم كنت أتمنى أن تأتى مثل هذه الخطوة من مصر، خاصة وأنها تحتفظ بصلات مع دمشق منذ سنوات، ومنذ أيام استقبلت مسئولا أمنيا سوريا، ولعبت دورا في التوصل إلى بعض الاتفاقات لوقف الأعمال العسكرية في مناطق بسوريا. فضلا عن أنها تتبنى منذ ٢٠١٤ سياسة تجاه سوريا تقوم على الحفاظ على كيان دولتها الوطنية ووحدة أراضيها، وترى أن الحكم في سوريا هو أمر من شأن الشعب السورى وحده، وليس لأحد آخر، ممن استغلوا الأوضاع السورية لتحقيق أطماعهم فيها وفى المنطقة. ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه!
ومع ذلك فإن الفرصة أمام مصر ما زالت موجودة.. فإنها بإمكانها أن تلعب دورا علنيا لاستعادة سوريا مقعدها في الجامعة العربية، وهو المقعد الذي فقدته منذ عدة سنوات، وكان مقدمة لتدخلات أجنبية واسعة في شؤونها أدت إلى تراجع، بل غياب الدور العربى بالنسبة للمسألة السورية، وجعلت أمر سوريا مستباحا لكل من شاء من القوى الإقليمية والقوى العالمية.
إن عودة سوريا إلى العرب وعودة العرب إلى سوريا أمر ضرورى ومهم للأمن القومى العربى، وبما أن مصر بمكانتها لها دورها في حماية الأمن القومى العربى فإنها يتعين أن يكون لها دورها في التعجيل بهذه العودة، خاصة وأن الظروف العربية مهيأة لذلك.. وبعد أن تخطو مصر الخطوة الأولى اللازمة هنا سوف تتلوها خطوات بقية الأشقاء العرب.