مصر والإمارات قادتا المبادرة.. عودة سوريا للصف العربي من جديد
شهدت الأيام الأخيرة عدة قرارات متعلقة بسوريا، شملت إعلان انسحاب القوات الأمريكية منها وزيارة الرئيس السوداني عمر البشير لها وإعادة فتح الإمارات سفارتها بها بعد قطيعة على خلفية اندلاع الاحتجاجات في سوريا عام 2011.
وكذلك الحديث حول ضمها لجامعة الدول العربية من جديد، لترصد ملامح عودة الاستقرار بالدولة المتصارعة منذ 7 أعوام وتشكل ملامح مستقبلها بعد سيطرة النظام السوري على مدنها الرئيسية وأغلب معاقل المسلحين الذين باتوا يعانون من هزيمة مؤكدة ويبحثون عن أماكن أخرى للفرار.
وبالأمس، أعلنت الإمارات إعادة فتح سفارتها بسوريا، وعلق وزير الخارجية الإماراتية أنور قرقاش، على قرار بلاده بأنه يأتي بعد "قراءة متأنية للتطورات"، ويهدف للحرص على سوريا وشعبها وسيادتها ووحدة أراضيها، كما انطلقت أول رحلة طيران مباشرة من مطار دمشق الدولي إلى مطار الحبيب بورقيبة الدولي في المنستير بعد توقف دام نحو 8 سنوات.
وقال رئيس الجالية السورية في تونس طلال حسن، إن هذه المبادرة تم طرحها منذ نحو الشهر فقط ولاقت تسهيلات واستحسان من قبل السلطات التونسية، لتؤكد كل تلك المبادرات على أن العرب أدركوا أهمية سوريا وقرروا ضمها لصفهم حتى لا تقع فريسة للوجود التركي والإيراني بعد انسحاب أمريكا منها.
مواجهة تركيا
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن عودة الصف العربي لسوريا، يؤكد إدراكهم لمدة خطورة التواجد التركي في سوريا، خاصة بعد أن ذكر الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والتركي رجب طيب أردوغان أن القوات التركية ستحل محل الجنود الأمريكيين المنسحبين من سوريا، وبالتالي فهم يرغبون في الحد من طموحات الإمبراطور العثماني الذي يرغب في فرض سيطرته على أجزاء كاملة من سوريا بحجة أمن بلاده القومي ومواجهة خطر الأكراد.
ضمها للحلف السني
ولأن إيران هي الحليف القوى للنظام السوري وكان لها دورا كبيرا في مده بالأسلحة والدعم السياسي ضد المسلحين، فبات لها تأثير قوي على كل قراراته، كما أنها استغلت فرصة الحرب ومعارضة العديد من الدول العربية لها، لنشر قواعد لها بسوريا للحصول على جزء من الكعكة، لذلك تسعى الدول العربية للتقارب مع دمشق وضمها للجامعة العربية من أجل إعادتها للحضن العربي من جديد، وضمها للحلف السني ضد إيران، وفقا لصحيفة "لوس أنجلوس" الأمريكية.
إعادة تأهيل الأسد
صحيفة "تليجراف البريطانية، ذكرت أن افتتاح السفارة الإماراتية بسوريا هي أهم خطوة علنية نحو إعادة تأهيل بشار الأسد في العالم العربي، موضحة أن تلك الخطوة تم تنسيقها مع السعودية، وقال جليل حرشاوي، محاضر في الجغرافيا السياسية في جامعة فرساي الفرنسية، إن الإمارات ومصر أول من دعما الأسد لرغبتهما في عودته إلى الساحة والتصدي للجماعات المتطرفة ليست ببلاده فقط وإنما بالوطن العربي أجمع، مشيرا إلى أن كلتا الدولتين تقودان حملة تتمثل في جعل بقية العالم العربي يتبنى ذلك الواقع.
إعادة إعمار سوريا
بعد هزيمة المتطرفين، حان الوقت للتدخل الدول العربية لتسند حليفتها بإعادة إعمارها والبحث عن خطط لعودة مواطنيها الذين فروا هربا من الحرب، وهو ما تم الإعلان عنه من قبل ترامب خلال تغريدة له الإثنين الماضي، بقوله إن السعودية وافقت على إنفاق الأموال اللازمة للمساعدة في إعادة بناء سوريا بدلا من الولايات المتحدة.
وذكر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أن الإدعاءات المزعومة من سوريا وإيران لإعادة بناء دمشق ما هي إلا وسيلة لتبرير وجودهم بها، موضحا أن الدول العربية يجب أن تقدم كافة المساعدات للجارة العربية خاصة وأن دمشق تعتبر الحصن الشرقي للوطن العربي من جهة منبج وشرق الفرات.