رئيس التحرير
عصام كامل

أكراد سوريا يحثون موسكو على دفع دمشق لحماية الحدود من هجوم تركي

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

يجري الزعماء الأكراد في شمال سوريا اتصالات مستمرة مع موسكو ودمشق، بغية إقناع الحكومة السورية، بإرسال قوات لحماية الحدود الشمالية من هجوم تركي متوقع.


وذكرت وكالة "رويترز"، في تقرير نشرته اليوم، أن كبار الزعماء الأكراد يدعون إلى عودة الجيش السوري إلى المناطق الحدودية مع تركيا التي كانت خاضعة في السنوات الأخيرة لسيطرة القوات الكردية، مما يعكس عمق الأزمة التي يواجهها الأكراد على خلفية قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قوات الولايات المتحدة من سوريا.

وعلى الرغم من أن القوات الأمريكية لا تزال متواجدة في المنطقة، وتعهد ترامب بـ"الانسحاب البطيء"، ما زال المسئولون الأكراد، حسب الوكالة، يبحثون عن إستراتيجية جديدة لحماية منطقتهم من تركيا، خشية تكرار سيناريو عملية "غصن الزيتون" التي انتهت بطرد القوات التركية والفصائل السورية المتحالفة معها المقاتلين الأكراد من منطقة عفرين الحدودية أوائل العام الجاري.

وأشارت الوكالة إلى أن المفاوضات مع دمشق وموسكو في عين اهتمام الأكراد، لكنهم يحاولون في الوقت نفسه إقناع دول غربية على ملء الفراغ الذي يتركه انسحاب ألفي جندي أمريكي من سوريا.

وقال السياسي الكردي البارز، ألدار خليل، للوكالة: إن مسؤولين أكراد من شمال سوريا زاروا موسكو الأسبوع الماضي ويخططون للقيام بزيارة ثانية، آملين في أن تستخدم روسيا ضغطها على الحكومة السورية كي "تفي بواجبها السيادي".

وتابع خليل الذي وصفته الوكالة بمهندس خطة الإدارة الكردية في شمال سوريا: "اتصالاتنا مع روسيا والنظام تهدف إلى البحث عن آليات واضحة لحماية الحدود الشمالية.. نريد من روسيا أن تلعب دورا أكبر في تحقيق الاستقرار".

وخلصت الوكالة إلى أن السلطات الكردية قد تسابق الزمن، على خلفية تراجع مواقعها التفاوضية إثر خطوة ترامب، وسط تهديدات أنقرة بالتدخل في شرق الفرات.

وقال بدران جيا كرد، المسئول الكردي البارز الذي كان ضمن الوفد الكردي الذي زار موسكو الأسبوع الماضي: "لصد هجوم تركي، ندرس مختلف الخيارات.. نجري اتصالات مع روسيا وفرنسا ودول الاتحاد الأوروبي بحثا عن الدعم.. يتعين على الحكومة السورية حماية الحدود في هذه المنطقة، وهذه المسألة قيد الدراسة".

من جانبه، ذكر شرفان درويش، المتحدث باسم "مجلس منبج العسكري" المتحالف مع "قوات سوريا الديمقراطية" ذات الغالبية الكردية، أن القوات الأمريكية تواصل تسيير دورياتها في المنطقة ولم يتغير أي شيء بعد إعلان ترامب، مؤكدا في الوقت نفسه وصول قوات سورية وروسية إلى محيط منبج بالتنسيق مع "المجلس".

وقالت الرئيسة المشتركة للهيئة التنفيذية لـ"مجلس سوريا الديمقراطية"، إلهام أحمد، التي أجرت مفاوضات مع الحكومة في وقت سابق من العام الجاري، إن الاتصالات بين الأكراد ودمشق لم تتوقف أبدا، وتابعت، أثناء اجتماع عشائري بالرقة أمس الأربعاء: "نحن الآن في مرحلة إطلاق مبادرة جديدة.. سنحاول ممارسة الضغوط على هذا النظام بجميع الوسائل بغية تحقيق التسوية السياسية وضمان كرامة المواطنين السوريين".
الجريدة الرسمية