الدولة المصرية.. البناء والإصلاح
البعض قد يتصور أن بناء الدولة المصرية من جديد بعد أن كانت قاب قوسين أو أدنى من الانهيار بأيدي جماعة الإخوان الإرهابية وأعوانهم أمر سهل، وهو ما يحاول أن يصدره جماعة الشر للمصريين، ضمن مخطط يهدف لزعزعة الاستقرار في الشارع المصري..
يقول "فرانسيس فوكوباما" أستاذ الاقتصاد السياسي الدولي صاحب الكتاب الشهير (نهاية التاريخ) إن الإصلاح يكون مثل التجارة عرض وطلب، ويكون العرض مرتبطًا بالتحفيز، أما طلب الإصلاح فيكون نتيجة لعدة عوامل منها التعرض لصدمة خارجية شديدة كالكساد الاقتصادي أو أزمة مالية أو تضخم استثنائي أو ثورة..
الدول الأوروبية نشأت نتيجة الحاجة للحروب، وأمريكا مرت بحروب أهلية وحربين عالميتين وحرب باردة أدت جميعها لحدوث عمليات مكثفة لبناء الدولة الأمريكية، وأيضًا كانت عمليات الإصلاح التي قام بها "محمد علي" في مصر نتيجة للصدمةً الحضارية التي أصابت المجتمع المصري جراء حملة نابليون..
مصر مرت بظروف في غاية الصعوبة مع أحداث ٢٥ يناير، نتج عنها تخريب وتدمير وعمليات قتل ونهب وترويع للآمنين، حتى أصبحت شبه دولة، فكانت ثورة ٣٠ يونيو بمثابة طوق النجاة للدولة، ومع بداية تولي الرئيس السيسي مهام الدولة في ٢٠١٤ بدأت عملية الإصلاح ومراحلها صعبة، وتحتاج لتحمل المصريين الذين يدركون أن ضعف مؤسسات الدولة هو المصدر الأول للمشكلات الخارجية والداخلية والقسوة منبعها قسوة الأحداث ذاتها التي يعيشها القرن الواحد والعشرين المثقل بمشاكله المعاصرة من ضعف التنمية والفساد المؤسساتي وانتشار الإرهاب..
أزعم أن عمليات إصلاح الدولة المصرية نجحت بتكاتف المصريين حول الرئيس الذي واجه الصعوبات بقوة وإرادة التحدي، بعد أن حدد خارطة الطريق للمرور من النفق المظلم والخروج للنور الساطع، بعد أن أشرقت شمس يوم جديد..
المصريون لم يلتفتوا للشائعات التي تحيط بهم من كل جانب، ولا إلى الأبواق الإعلامية الرخيصة لأنهم ذاقوا مرارة الأيام السوداء على مدى عام من حكم الخائن محمد مرسي.. بديهي هناك العديد من الإنجازات تحققت لم نكن نتوقع تحقيقها بهذه السرعة، وقريبا جدًا ستنطلق الدولة إلى عنان السماء بأنشطتها المختلفة، ويعم الرخاء في كل أرجاء المعمورة بعد أن عم الأمن والاستقرار.