لماذا تخطط الإخوان لإنشاء كيانات جديدة في الغرب ؟.. الضغط الشديد على الجماعة وتجاهلها من المؤسسات الدولية.. سبوبة جديدة لضخ أموال إضافية من «البقرة القطرية والتركية»..باحث: تستهدف التعاطف وا
يبدو أن الضغط الشديد على جماعة الإخوان الإرهابية، وتحرك الأجهزة الأمنية وبرلمانات العالم لحظرها، ووضعها تحت المراقبة الشديدة على أقل تقدير، أفقدها رشدها، وجعلها تفكر خارج الصندوق، ولكن على طريقة الدب الذي قتل صاحبه، فبدلًا من معرفة أسباب الغضب عليها، تخطط لإقامة كيانات دولية، امتدادا لكيانتها الهامشية.
بداية الخطة
سربت إحدى وسائل الإعلام الإخوانية، ما يفيد بالشروع في إنشاء كيان جديد، ولم توضح إن كان له هوية تدعي الليبرالية كما هي المنظمات في تركيا، أو منظمات تعمل باعتبارها امتدادا للشبكات الإخوانية في الغرب، المهم أنها ستسعى لعدم التعويل على الأمم المتحدة، أو الجامعة العربية في قضايا الجماعة وحلفائها، بل من خلال الكيانات الموازية التي يمكنها الحديث بصوت أعلى من الأفراد.
ورغم عدم فاعلية أي من الكيانات القديمة، التي تتبع الإخوان في الغرب، إلا أن عملية إنشاء المنظمات في أوروبا، أصبحت مؤخرا إما سبوبة، تدر دخلًا على المجموعة الحاكمة في الإخوان دون القواعد، ومن خلالها يكنزون الأموال، وكلما انتهى كيان، يظهر آخر يحل محله، أو شبهه تدين الجماعة، وتضعها تحت المنظار، خاصة أن التنظيم يتبع إستراتيجية شبه موحدة، في كل دول العالم، بما يسهل ملاحقة أعضاءه.
نفس الأسباب الحالية، لإقامة كيان جديد، كانت خلف إقامة ما يسمى بـ«المركز الإسلامى في جنيف» عام 1961، الذي أنشئ من أجل أن يكون شوكة في ظهر العرب، ويناطح منظمة العمل الإسلامي، لذا كان يتوسع في أهم 3 بلدان أوروبية «فرنسا وألمانيا وبريطانيا»، ولم يفعل المركز شيئا أو يسمع أحد عنه بخلاف «الإسلاميين» إلا باعتباره بوابة خلفية لاستقطاب أبناء الجاليات القادمة من البلدان العربية والإسلامية، وتطعيمها بالفكر الإخواني، لحشد أتباع جدد للفكرة.
وفي الثمانينيات، أنشأ الجيل الثاني للإخوان، ما سمي باتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، ووقتها ساقوا له الأسباب أيضا، واتهموا المنظمات الدولية بعدم الحيادية في مواقفها من تيارات الإسلام السياسي، بما يجعل هناك حاجة لإنشاء كيان قوى، ولم يظهر الاتحاد، إلا باعتباره منظمة متطرفة، تسعى لحشد وضم كل التيارات الدينية، وضمها تحت قيادة الفكر لإخوانى في أوروبا.
تعاطف وتمويل
يرى الدكتور طارق دحروج، الكاتب والباحث في شئون الجماعة، أن الجمعيات والمنظمات الإخوانية، التي تدشنها طوال الوقت، تستهدف في المقام الأول جذب تعاطف الأوروبيين لأفكار الإخوان عبر تسويقها في إطار علمانى يستهدف الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكن لديها هدف آخر، وهو جمع التبرعات العلنية للاستفادة من كل كبوة، يتعرض لها التيار الديني.
ويؤكد «دحروج» أن الكيانات التي تستحدثها الإخوان، بمثابة إطار يحاول حشد الجمعيات والمؤسسات المتعاطفة مع الجماعة، موضحا أنها لا يمكن اعتبارها كيانات موازية، بل هي أقرب إلى منتديات، لا هدف لها أكبر من كسب شرعية للإخوان والحركات المتحالفة في إحكام قبضتهم على مسلمى أوروبا.