كيف يمكن أن تؤدي مظاهرات لبنان لحرب أهلية؟

رغم أن اللبنانيين كانوا يتوقعون تشكيل الحكومة اللبنانية قبل أعياد الميلاد وأعياد رأس السنة، إلا أن السياسيين خذلوا الشعب كالعادة، بعد أن بشر السياسيون جمهورهم بأن عقدة تشكيل الحكومة قد حُلت، اختلفوا مرة أخرى ولن أخوض في التفاصيل التي سبق وأن تحدثت عنها في مقالات سابقة.

الأمر باختصار أنه لا يوجد قانون يحكم كيفية التوزير –حسبما يحب الساسة اللبنانيين أن يطلقوا عليه- المشكلة التي عادت لنقطة الصفر تخص النواب الستة الفائزين من المعارضين من السُنة والذين بدوا في البداية كاللقطاء الذين لا يعترف بهم سعد الحريري رئيس الحكومة المكلف بالتشكيل.

ورغم أنهم ينتمون للطائفة السُنية وفازوا بالمقاعد التي فشل نواب الحريري في الفوز بها فتقلصت حصته، إلا أنه يرفض تماما مبدأ أن يكونوا من حصة الوزراء السنة التي يسيطر عليها.

المصيبة الآن أن هذا الجمود والفشل قاد اللبنانيون للشارع، واذا استمرت المظاهرات فستأخذ طابعا طائفيًا، لأن الجميع يعرف أن الشارع اللبناني لا يتحرك من نفسه ولكن بإيعاذ من الزعماء السياسيين، حتى أن مراسل تليفزيون الجديد سأل متظاهرا يحمل لوحة عن سبب نزوله للمظاهرة، فرد المتظاهر أن لا يعرف.

أنا لا أقول أن لبنان لا يوجد لديه مجمتمع مدني، لكن المظاهرات في لبنان أخطر على السلم الأهلي لأنه ما أن يشتبك متظاهرين من طائفتين مختلفتين حتى تشتعل البلد.