رئيس التحرير
عصام كامل

أبو العلا ماضى


المرء مخبوء تحت لسانه، فإذا تكلم ظهر، وكان "أبو العلا ماضى"، رئيس ما يسمى بـ"حزب الوسط"، مخبوءا تحت لسانه، طوال السنوات الماضية، وعندما تكلم ظهرت حقيقته، التى تخيل أنه سوف يظل قادرا على إخفائها، من خلال مبدأ "التقية"، الذى يجيد تطبيقه الإخوان المسلمون والشيعة بمهارة فائقة، تفوق قدرتهم على الكذب والتضليل.


ظل لسان "أبو العلا ماضى" كامنا خاملا فى جحره، ولكن جاءت الثورة، لتتيح لمثله أن يرغى ويزيد، ويتقمص دور الرجل الإصلاحى، الذى لا يصلح شيئا.

وبدا للقاصى والدانى، أن الرجل الذى يتقمص دور المعارض، خدع كل من كان يتعاطف معه قبل الثورة، عندما كان يبكى ويتباكى، لأن لجنة شئون الأحزاب، ترفض أن يبصر حزبه النور.

فحزب "الوسط"، تحت قيادة "أبو العلا"، وساعده الأيمن "عصام سلطان" لا يعدو كونه ذراعا سياسية لجماعة الإخوان المسلمين، بجانب حزب "الحرية والعدالة".

واللافت أن "الوسط" أكثر تبجحا وحمقا من نظيره "الحرية والعدالة"، بل إنه يمارس حالة من العهر السياسى، لم يكن المصريون يتطلعون إلى مثلها بعد الثورة.

تحول "أبو العلا"، الذى لم يعد له من اسمه نصيب، إلى "بوق كبير"، ومتحدث رسمى، للرئيس الدكتور محمد مرسى وجماعته، يردد كلامهم، يدافع عن أكاذيبهم ويبررها،لا يخجل من ذلك، رغم ادعائه التدين والتمسح بالإسلام.

آخر إنجازات "أبو العلا" فى سياق تبييض وجه الرئيس وجماعته، ما تقيأه أمس، خلال المؤتمر الصحفى، الذى عقده بمقر حزبه بمدينة دمنهور، حيث انتقد معارضى الرئيس، وطالب بتمكينه من استكمال فترته الرئاسية، بداعى تحقيق أهداف الثورة، التى لم يتحقق من أهدافها أى شىء، سوى تحقيق أهداف الجماعة ومناصريها وذيولها كحزب الوسط.

وجدد "أبو العلا" هجومه على مؤسسة القضاء، استرضاء لسادته فى "المقطم"، كما انتقد حركة "تمرد"، التى وجدت صدى هائلا فى الشارع المصرى، الذى يتطلع معظمه إلى إقصاء مرسى وجماعته..

ودافع عن نشر التشيع فى مصر، وسخر ممن يحذرون من مخاطره، طالما أن هذا يرضى الرئيس وجماعته...
ودافع "أبو العلا" عن أخونة الدولة، وتعيين العناصر الإخوانية، فى جميع مفاصل الدولة، رغم انتقاده مؤسسة القضاء لشيوع "الواسطة" فيها.

هذا هو نموذج للمعارضة الكاذبة، التى يجسدها "أبو العلا"، والتى تعد استنساخا لما كان يحدث قبل الثورة بالضبط، فلا شىء تغير، المسرح كما هو، والأدوار كما هى، والأحداث كما هى، فقط تغيرت الوجوه، وإن كانت الوجوه الحالية أشد برودا ولا تجيد تجسيد أدوارها.

أما "أبو العلا ماضى".. وأمثاله، فهم موجودون فى كل عصر وحين، وهم ليسوا أكثر من "سنيدة" لا يذكرهم أحد غالبا، بعد تقديم أدوارهم، لأنهم لا يستحقون.
الجريدة الرسمية