«حمردوم والسمطا والكرنك والحجيرات».. مغارات وكهوف تجار السلاح بقنا (صور)
تسيطر مافيا السلاح بمحافظة قنا على جبال قنا التي يتم عن طريقها تهريب وإدخال السلاح إلى مصر، وهو ما دفع وزارة الداخلية ممثلة في مديرية أمن قنا إلى إطلاق مبادرة "قنا بلا أسلحة" في أغسطس الماضي، بهدف الحد من انتشاره ووقف نزيف الدم المستمر.
وخلال السطور التالية ترصد "فيتو" بؤر السلاح في جبال قنا.
حمدي رمانة
يعد حمدي رمانة من أخطر العناصر الإجرامية التي تسببت في إغراق سوق السلاح بأنواع مختلفة من الأسلحة، التي تختلف أسعارها من نوع إلى آخر.
وحول "رمانة" منزله بقرية الحجيرات إلى ترسانة أسلحة، وبواسطته أدخلت كميات كبيرة من صفقات السلاح إلى قنا والمحافظات المجاورة عن طريق مدقات الجبل بطريق "قنا - القصير".
وذاع صيت حمدي رمانة في أعقاب فترة ثورة يناير، بعد انتشار الفوضى وغياب الدور الأمني، خاصة عن جبال قنا التي استطاع الكثير من محترفي الإجرام السيطرة عليها.
وكان "رمانة" يعيش في قرية الحجيرات التابعة لمدينة قنا، تلك القرية التي ظهرت ملامحها على خريطة الإجرام في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، بعد حادث قتل السائحين بمبعد الكرنك وبميدان سيدي عبدالرحيم القنائي في فترة التسعينيات، وتبين أن مرتكبي تلك الحوادث الإجرامية هما من قرية الحجيرات التي زينت بيوتها رصاصات الغدر، وأصبحت تكتظ نجوعها بالأرامل.
في تلك الفترة كان الصعب الدخول إلى نجوع قرية الحجيرات، ما دفع الدولة في تلك الفترة بعد أحداث معبد الكرنك إلى إعلانها قرية نموذجية، بعد أن طوروا القرية، وأدخلوا العديد من الخدمات، ونسوا تطوير عقول البشر، وفي تلك القرية كانت هناك مشاهد يصعب وصفها أطفال في عمر الزهور تستطيع فك وتركيب قطعة السلاح في دقائق، فضلًا عن تفوقهم في ضرب النار.
وأصبحت الحجيرات من القرى الأولى في كميات السلاح، وكانت هناك عبارة مشهورة جدًا عن هذه القرية "السلاح في الحجيرات أكتر من العيش"، وهذا له مدلول خطير لما تأويه هذه القرية من ترسانة السلاح، واستطاعت الدولة السيطرة على عناصر الإرهاب داخل القرية.
"السمطا والكرنك"
والحجيرات ليس أول وآخر قرية تكتظ بالسلاح، بل هناك قرية "السمطا" التابعة لمركز دشنا من أكثر البؤر التي تحولت جبالها إلى مناطق تهريب السلاح عن طريق سلاسل جبال الصحراء الغربية الممتدة، ومتواصلة مع جانب حمردوم والكرنك، وجميعهم يرتبط بنفس النهج، ويضم بين جنباتهم العديد من العناصر الإجرامية والإرهابية.
مثلث الرعب
وفي قريتي حمردوم وأبوخزام التابعة لمدينة نجع حمادي، تربى وسط جبالها خط الصعيد المعروف "نور أبوحجازي"، الذي حاول السيطرة على سلاسل الجبال وحولها إلى مأوى لجميع العناصر الإجرامية مقابل دفع إتاوات، فضلًا عن زيادة نشاطه الإجرامي من سلاح وخطف وسرقة وتهديد وغيرها من الجرائم، واستطاعت قوات الأمن قتله، والقبض على شقيقه التوأم ومثلث الرعب الذي تسبب في نشر الرعب والذعر بين أبناء تلك القرى، وفي تدهور أحوالها الاقتصادية والاجتماعية، وإدخال أنواع من السلاح الثقيل، مثل: مضاد الطيران، والجرينوف.
وفي قريتي الكرنك وكوم هتيم التابعتين لمركز أبوتشت، وبعد عدة حملات أمنية على قرى السلاح ضبطت كميات كبيرة من السلاح الذي هربت وأدخلت إلى قنا.
وخصصت ملايين الجنيهات لشراء كميات من الأسلحة المختلفة ومنها الثقيل لاستخدامها في الخصومات الثأرية، والتباهي بصور السلاح على صفحات التواصل الاجتماعي "فيس بوك".
مبادرة السلاح
ولمواجهة ظاهرة انتشار السلاح بقنا أطلقت مديرية أمن قنا في أغسطس الماضي مبادرة "قنا بلا أسلحة"، وطالب اللواء مجدي القاضي، مدير أمن قنا بضرورة الالتزام بتنفيذ ما جاء بالمبادرة، حتى لا يقع المخالفون تحت طائلة العقوبات المغلظة للقانون، مؤكدا أن المبادرة تهدف إلى الحد من استخدام الأسلحة في الخلافات حفاظا على دماء أبنائنا.
وقال علي السيد، أحد كبار عائلات قنا، إن جميع العائلات والقبائل تسعى إلى إنجاح تلك المبادرة.
وتابع: "ليس لدينا مانع من تنفيذ تلك المبادرة، ولكن يجب على الجميع الالتزام، ولا يطبق القانون على شخص دون آخر".