رئيس التحرير
عصام كامل

«الأزهر والمملكة».. تاريخ ممتد من العلاقات بين السعودية والمشيخة

الملك سلمان بن العزيز
الملك سلمان بن العزيز والدكتور احمد الطيب

عبر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، عن عمق العلاقات الممتدة من زمن بعيد بين مؤسسة الأزهر الشريف والمملكة العربية السعودية، قائلا "نحن جميعا نقف خلف المملكة وندعمها ولن نسمح لأحد أن يخترق العلاقات الصلبة بين مصر والسعودية" جاء ذلك على هامش زيارته الرسمية التي اختتمها اليوم الأربعاء للمملكة.


آخر المحطات
واختتم الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف اليوم، زيارته الرسمية إلى المملكة العربية السعودية، حيث أدى مناسك العمرة، وزار قبر النبي - صلى الله عليه وسلم- وانتقل بعد ذلك إلى العاصمة الرياض التقى خلالها بالملك سلمان بن العزيز خادم الحرمين الشريفين، وعدد من كبار العلماء والمسؤولين بالمملكة.

ومن جانبه، عبر خادم الحرمين الشريفين، عن سعادته والمملكة بزيارة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، مؤكدًا تقديره لشخص فضيلته وجهوده الكبيرة في نشر الفكر الوسطي والانفتاح على الآخر، مشيرًا إلى أنه حريص على التعاون والتكاتف مع مصر وقيادتها، والتنسيق مع الأزهر الذي يحمل راية الفكر الوسطي ويواجه التشدد.

ولي العهد
وفى شهر مارس الماضى شارك الأمير محمد بن سلمان ولي السعودى والرئيس عبد الفتاح السيسي بوجود شيخ الأزهر، في افتتاح أكبر عملية ترميم بالجامع الأزهر، حيث أعرب ولي العهد عن اعتزاز بلاده بالأزهر الشريف معربًا عن تطلع المملكة لتعميق التعاون مع الأزهر، والاستفادة من خبراته في مكافحة الفكر المتطرف ونشر ثقافة التعايش والسلام.

الزيارة الأولى
ظهور الأمير محمد بن سلمان سلمان بالجامع الأزهر، سبقته زيارة والده الأمير سلمان بن العزيز، في شهر أبريل من عام 2016، حينما تفقد ساحة الجامع الأزهر برفقة الدكتور أحمد الطيب وعدد من قيادات المشيخة، ووضع العاهل السعودي حجر الأساس لمدينة البعوث الجديدة، التي يقيم بها الطلاب القادمون للدراسة بالأزهر من مختلف أنحاء العالم.

وأهدى خادم الحرمين الشريفين، شيخ الأزهر الشريف، كسوة الكعبة المشرفة، وناقش الملك سلمان مع شيخ الأزهر عددًا من القضايا التي تهم الأمتين العربية والإسلامية، من بينها تنسيق الجهود بين الأزهر والمملكة في محاربة التطرف والإرهاب وإرساء دعائم السلام في العالم أجمع.

زيارات أخرى
كانت زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود للأزهر هي الأولى خلال 60 عاما، تلتها زيارات أخرى متبادلة بين الأزهر والمملكة، منها زيارة الدكتور أحمد الطيب للسعودية في مايو 2017، للمشاركة في ملتقى "مغردون"، الذي أطلقته مؤسسة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

كما زار رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، شيخ الأزهر في مقر المشيخة، بناء على توصية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، كما شارك الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ وزير الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد، في مؤتمر الأزهر لنصرة القدس، الذي أقيم مطلع هذا العام.

تاريخ ممتد
وتذكر كتب التاريخ أن العلاقات بين الأزهر الشريف والمملكة العربية السعودية، قديمة قدم الأزهر الشريف، حيث كان العرف السائد بين الأزهر الشريف، والمملكة العربية السعودية، منذ أن أصبح الأزهر الشريف منبرا للإسلام ومحرابا للعلم، أن يقوم بإرسال علماء منه لتعليم الحجاج مناسك الحج والعمرة، وكانت تلك العادة قد بدأت منذ أن حول صلاح الدين الأيوبي الجامع الأزهر من مدرسة لنشر التشيع، إلى مدرسة لتعليم السنة، وأصبح الأزهر معروفا بمحراب العلم الإسلامي السني، وظل على هذا الحال طوال فترة حكم المماليك، يقوم بإرسال العلماء لتعليم الحجاج مناسك الحج والعمرة بالمسجد الحرام.

ومع بداية الدولة العثمانية التي كانت حريصة على الحفاظ على الأزهر الشريف، فأعادها إصلاح الجامع وأوقفوا له الرواتب والأموال من أجل العلم الديني، فظل الأزهر يحافظ على إيفاد وإرسال البعوث الأزهرية إلى المملكة العربية السعودية لتعليم الحجاج مناسك الحج، كما جاء طلاب المملكة العربية السعودية للدراسة في أروقة الأزهر الشريف، وتلقي العلوم الشرعية.

كما كانت الكسوة الخاصة بالكعبة المشرفة، وكسوة حجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكسوة مقام إبراهيم عليه السلام، وكسوة المحمل التي كانت توضع عليه الكسا الأخرى تصنع في مصر، وتخرج من الجامع الأزهر في قافلة طويلة لتوصيلها إلى المملكة العربية السعودية، وظل هذا الأمر معمول به حتى العام 1221م.
الجريدة الرسمية