رئيس التحرير
عصام كامل

«محدش بياكلها بالساهل».. حكاية أسرة الحديد والنار في قنا (فيديو)

فيتو

"محدش بياكلها بالساهل".. بتلك الكلمات، تعيش أسرة بقرية المقارين، التابعة لمركز قوص جنوب محافظة قنا، في وسط النار والحديد، بحثًا عن لقمة العيش، يبدأ يوم "عثمان" رب الأسرة، في نحو الساعة السابعة صباحًا يرتدي ملابس خفيفة رغم انخفاض درجات الحرارة، وبيده قفازات صوف، ممسكًا بأدواته، يشعل "الوابور" ويضع الحديد حتى يلين، لبدء تشكيله بالأدوات المطلوبة للزبون، ويساعده نجله الأكبر الذي ترك المدرسة، ويقوم بتصنيع أدوات مربي الماشية والفلاح لبيعها بالجملة إلى تجار التجزئة في الأسواق.


"فيتو" تسرد لكم قصة كفاح أسرة النار والحديد بقوص، وأهم مراحل تصنيع أدوات الماشية والمزارعين، وأزمة ارتفاع أسعار الحديد التي أثرت بالسلب عليهم، وأصعب ساعات العمل في عز الشتاء، مع عثمان أحمد عثمان، ابن قرية المقارين بقوص.

لقمة العيش صعبة
قال عثمان: "توارثت المهنة عن أبي وكان يطلق عليها في هذا الوقت مهنة النار والحديد، ونجلي اليوم يساعدني بعد أن ترك المدرسة في وقت مبكر".

وأضاف: "أصعب أوقات العمل في ساعات البرد القارس والحر القاسي، كلاهما بالنسبة لي شبح يطاردني ففي الصيف ترتفع درجة الحرارة مع الشمس وهذا يؤثر على عملي بشكل كبير أما في الشتاء ففيه أزمة أكبر خاصة أنني أستيقظ مبكرًا للعمل في ساعات الصباح الأولى والوقوف بجوار الوابور وقت طويل والنار يشعرك بالدفء والحرارة الشديدة وعند الخروج إلى مكان بارد تصاب بأزمات صحية".

وعن أدوات العمل قال عثمان: "أدوات العمل اختلفت كثيرًا ورغم التطور إلا أنني استخدم الوابور والفحم في إيقاد شعلة النيران إلى جانب اللحام الكهربائي، وكل هذا أثر علينا بشكل كبير في الصناعة واضطرتنا إلى رفع أسعار بعض الأدوات، ومنها المنجل والمقبض والطورية "الفأس" وفواصل حد الزراعات بين الأراضي، ووتد ربط الماشية، وشوكة الجرار الزراعي والشوكة وهي من أكثر الأدوات التي تستغرق وقتًا معي في الصناعة ويستخدمها مربي الماشية في جمع التبن والبرسيم والخراطة".

عن ارتفاع أسعار الحديد، قال عثمان: "ارتفاع سعر طن الحديد يمثل عبء كبير علينا خاصة أن جميع الأدوات التي نقوم بتصنيعها منه،وشراؤها بأسعار الحاضر يكلفنا الكثير وهذا بالطبع جعلنا نقوم برفع أسعار تلك الأدوات".

ولفت إلى "أن الإقبال في الفترة الأخيرة بدأ يقل بشكل كبير خاصة بعد ظهور الأدوات الحديثة والآليات التي أثرت علينا في بعض الأدوات، ولكن هذا لا يمنع أن هناك أدوات متربعة على العرش ولا تستطيع أي آلة الدخول معنا فيها.. صناعة الصعايدة ملهاش مثيل.. يعني لا صيني ولا أمريكي، ولذلك في القري ما زال الإقبال كما هو لم يتغير".
الجريدة الرسمية