رئيس التحرير
عصام كامل

تجميد صفقة القرن.. عواصف سياسية محملة بـ«غبار الأزمة» تضرب إسرائيل

ترامب ونتنياهو
ترامب ونتنياهو

تباينت ردود الأفعال حول قرار حل الكنيست الإسرائيلي والذهاب إلى انتخابات مبكرة، في المقابل اتفقت المعارضة على الترحيب بالقرار، رغم قناعة جميع الأطراف بأن الخطوة ستعرقل عددا من القضايا المهمة للاحتلال.


تأجيل صفقة القرن
يأتي على رأس تلك القضايا بعد حل الكنيست، تأجيل موعد إعلان صفقة القرن، وهذا ما أكده مسئول رفيع المستوى في البيت الأبيض، قائلًا: إن الإدارة الأمريكية تنوي تأجيل إعلان خطتها المقترحة، لتحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، والمعروفة بـ"صفقة القرن"، إلى ما بعد إجراء الانتخابات البرلمانية في إسرائيل، ويأتي ذلك بعد ساعات من اتفاق الأحزاب المُشاركة في الحكومة الإسرائيلية، على الذهاب إلى انتخابات مبكرة، ستجرى في التاسع من أبريل القادم، ما يعني أن واشنطن، لن تنشر مُقترحها قبل هذا التاريخ.

وفي كل الأحوال أكدت تقارير صحفية أن الفريق الذي أعد الخطة، قرر تأجيل نشر المقترحات، وذكرت صحيفة "القدس" الفلسطينية، أن ترامب استجاب لرئيس الحكومة نتنياهو، ووافق على تأجيل إعلان الخطة، نظرا للأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد، عقب انسحاب حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة أفيجدور ليبرمان من الحكومة. وتشير التقديرات، إلى أن هذا الفريق الأمريكي الذي أعد الخطة، سيُنهي عمله بمجرد إعلانها، وسيستلم فريق آخر مكانه، ليتولى بذل الجهود الدبلوماسية المتعلقة بتنفيذ الخطة.

طرد عائلات الأسرى

من ناحية أخرى، فإن حل الكنيست سيعرقل مجموعة من القوانين التي سبق أن اتخذها، وعلى رأسها مشروع قانون طرد عائلات منفذي العمليات إلى غير مكان سكنهم داخل الضفة المحتلة، والذي صدق عليه الكنيست قبل أيام.

 وينص مشروع القانون الذي طرحه عضو الكنيست، موطي يوغيف، على منح القائد العسكري في جيش الاحتلال الإسرائيلي صلاحية طرد عائلات منفذي العمليات الفدائية، وذلك في الجلسة التي شهدت طرد 3 من القائمة العربية المشتركة بعد معارضتهم مشروع القانون، وهم: جمال زحالقة، ومسعود غنايم، وأحمد الطيبي.

عجز الموازنة

صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أكدت أن المائة يوم أو أكثر التي تفصل إسرائيل عن انتخابات الكنيست والمقرر لها أبريل المقبل، من المتوقع أن تعلق الكثير من الخطط التي كانت على طاولة الحكومة والكنيست، والتي من بينها قضية عجز الموازنة التي وصلت لمرحلة مقلقة، ومن المعروف أنه خلال فترة الانتخابات لا توجد فرصة لتقليل العجز، بل على العكس، ستدخل كل الخطط الاقتصادية في حالة جمود.

نتنياهو الأوفر حظًا
ورغم انقلاب طاولة الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو إلا أن استطلاعا جديدا للرأي في إسرائيل كشف، اليوم الثلاثاء، أن حزب الليكود الذي يرأسه نتنياهو يتفوق على حزب العمل برئاسة أفي جباي، الذي يجزم بأنه رئيس الحكومة القادم.
 وحسب نتائج الاستطلاع الذي نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، فإن نتنياهو، تفوق على منافسه جباي في الانتخابات القادمة، حيث حصل حزب "الليكود"، برئاسة نتنياهو، على 30 مقعدًا في الانتخابات القادمة، فيما سيحصل أي حزب برئاسة رئيس الأركان السابق "بيني جانيتس" على 12 مقعدا، والذي يعتبر نفسه بأن المرشح الأوفر حظًا في الانتخابات المقبلة.

اللافت أيضًا أن نتنياهو لم يقلقه قرار الانتخابات المبكرة، بل ربما كان ينتظره، لكي يتجاوز التحقيقات ضده من جهة، وليكون بمثابة استفتاء على شعبيته من جهة أخرى، فهو يتمتع بـ"كاريزما" قيادية لا تقل عن شعبية سابقه السفاح إريئيل شارون، ومع تفكك حزب المعسكر الصهيوني، فإن نتنياهو لا يعتقد بأن أي أحد غيره قادر على أن يكون بديلًا عنه أو منافسًا له، فهو يريد أن تكون في المعارضة أحزاب صغيرة، تهتم بالقليل الذي يقدمه لها وليست أحزابًا كبيرة تضعه أمام تحديات وصعوبات كبيرة؛ لذا من المتوقع بنسبة كبيرة جدًا أن يشكل نتنياهو الحكومة المقبلة!.

الجريدة الرسمية