رئيس التحرير
عصام كامل

مسرح المنصورة القومي.. تاريخ دمره الإرهاب

فيتو

يعد المسرح القومي بالمنصورة أقدم تياترو خارج القاهرة صمم على الطراز الإيطالي كملحق لقصر زوجة الخديو توفيق.. وحوله الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لمسرح.


وشهد المسرح تاريخ مؤسسي الفن المصري الحديث ووقف عليه رموز شامخة في الفن والطرب أمثال أم كلثوم ومحمد صبحي ويوسف وهبي وجورج أبيض والشيخ سلامة حجازي وعلي الكسار وغيرهم.

انهار مسرح المنصورة القومي منذ 5 أعوام تزامنا مع الحادث الإرهابي الغاشم الذي هز مدينة المنصورة ألا وهو "تفجير مديرية أمن الدقهلية في منتصف ليل يوم 24 من ديسمبر 2013 ولا يزال أطلالا لم تظهر منه سوى سقالات تحيطه من جميع الاتجاهات على أمل ترميمه وما بين الهدم والترميم لا يزال المسرح أطلال علما أن المبنی مسجل كمبنی ذو قيمة متميزة طبقًا لقانون 144 لسنة 2006، ويُحظر هدمه".

ويعود تاريخ المبنى إلى عام 1870 وأقيم على ضفاف نيل المنصورة، كأحد الملحقات الخاصة بالاستراحة الخديوية، ثم أنشئ فيه مسرح عام 1889 (هو مسرح المنصورة القومي حاليًّا)، وأمرت أمينة هانم إلهامي زوجة الخديوِ توفيق عام 1902 المهندس الإيطالي "ماريللي" بإعادة تصميم المبنى بصورته الحالية ليضم سرايا بلدية المنصورة وتياترو يتسع لـ650 مقعدًا، وبه كازينو المجلس البلدي، وصالة للبلياردو، وكان يتوسط القوس الكبير للمسرح تاج ملكي مذهب ويتدلى منه ساعة كبيرة وغرف إقامة المجلس البلدي مسرح (تياترو).

وفي الأربعينيات تم تخصيص صالة المسرح لوابورات المطافئ حتى عام 1964، وتم إعادة افتتاح مسرح المنصورة القومي في عيد الدقهلية القومي 7 مايو 1964، وأغلق المسرح في عام 2005 وأوقفت جميع أنشطته ليدخل مراحل الترميم، وتحويله إلى دار أوبرا إلا أنه تعرض لأضرار بالغة خلال العملية الإرهابية التي استهدفت مديرية أمن الدقهلية وعليه قررت وزارة الثقافة ترميمه ليكون مركز إشعاع ثقافي في مدينة المنصورة، تحويل المسرح إلى دار أوبرا.

وأرسلت سلطنة عمان 52 مليون منحة لا ترد، لإعادة بنائه كتراث تاريخي يعود إلى عهد الخديو توفيق لكن إلى الآن ورغم مرور 5 سنوات على الحادث لا يزال على سقالات وتوقفت أعمال الإحلال المكلف بها المقاولون العرب، ووزارة الثقافة.

وأكد الدكتور مهند فودة، المدرس المساعد بكلية الهندسة جامعة المنصورة، العضو المؤسس لمبادرة أنقذوا المنصورة" إن المسرح أُقيم منذ أكثر من 100عام، على الطراز الإيطالي في باكورة تتشابه مع مسارح نابولي وروما، وتم إنشاؤه بشارع البحر المطل على النيل مباشرة، وعلى بعد أمتار قليلة من مبنى مديرية أمن الدقهلية.

وأوضح فودة أن المسرح يعتبر نسخة من مسرح الأزبكية لكنه كان قبيل التفجير مهجورًا يسكنه الأشباح والفئران، لدرجة أن دولة اليابان تقدمت بمنحة قدرها 21 مليون يورو لتطويره، وفُقدت مرتين متتاليتين دون وجود سبب حقيقي.

وكشف عبد الرحمن العقاد، أحد شباب مدينة المنصورة المثقفين والمهتمين بقضية المسرح القومي، أن رئاسة حي غرب المنصورة أصدرت قرارًا عقب تفجير مبنى مديرية الأمن بإزالة مبنى المسرح حتى مستوى سطح الأرض، إلى أن وزير الثقافة، حضر عقب التفجير وأمر بوقف القرار الصادر باعتبار أن المبنى تاريخي ولا بد من ترميمه وإعادته إلى أصله باعتباره ثروة قومية.

وأشار عبد الرحمن إلى أن العديد من المثقفين في مصر، رفضوا هدم المسرح، واستجاب الحي لنداء المثقفين، وتسلمت وزارة الثقافة المبنى، وبدأت أعمال الإحلال والتجديد والدعم للمسرح، وأزالوا الأجزاء القابلة للانهيار لتكون بادرة أمل لم تستمر طويلا وتوقف العمل.

وقال عبد الرحمن إن السلطان قابوس، سلطان عُمان، في شهر أبريل 2014، أرسل شيكا لوزارة الثقافة يتبرع فيه لبناء المسرح بما يعادل 52 مليون جنيه مصري، لترميم المسرح فضلًا عن أن مجلس الوزراء اعتمد ميزانية من قبل لترميم كل من مديرية الأمن والمسرح، في عهد الدكتور حازم الببلاوي.

ويناشد أبناء الدقهلية جميع المسئولين بالتدخل وإنقاذ المبنى الأثري باستئناف أعمال ترميمه والخروج به من عباءة السقالات التي أحاطته 5 سنوات منذ وقوع حادث التفجير.
الجريدة الرسمية