«اتفضل قهوة».. عمر الجيزاوي مساعد كبير الرحيمية بدأ من شارع الهرم ومات بالاكتئاب
«عمر الجيزاوي» عرف بخفة ظله ومونولوجاته المضحكة، مع حركات إيقاعية مع اللحن على المسرح، متمسكًا بالزي الصعيدي من جلباب وطاقية ونبوت، حتى مع اختراقه مجال السينما، لم يفكر في التخلي عن زيه الصعيدي الذي يعود لإحدى قرى محافظة أسيوط.
الاسم بالكامل: عمر سيد سيد سالم، صاحب أشهر مونولوج «اتفضل قهوة»، ولد في 24 من ديسمبر عام 1917، وبدأت ميوله الفنية تظهر من خلال الأفراح الشعبية بشارع الهرم وحواري محافظة الجيزة، إلى أن اكتشفه الفنان علي الكسار ومن هنا بدأت مسيرته الفنية، وكان أول أعماله عام 1948 فيلم "خضرة والسندباد القبلي"، وبلغت عدد الأفلام التي شارك فيها نحو 100 فيلم.
كانت أشهر الشخصيات السينمائية التي قدمها على الإطلاق مساعد كبير الرحيمية قبلي، أمام الفنان محمد التابعي، من خلال ثنائي قدما خلاله عددا من الأفلام السينمائية مع كبار نجوم الكوميديا منهم الراحل إسماعيل يس.
عمر الجيزاوي أحد أقدم من قدموا فن المونولوجيست من خلال تقديم المونولوج الفكاهي بشكل مختلف، من خلال طريقة أدائه، ورقصاته وحركاته على المسرح وكذلك مخارج الألفاظ والنطق إلى استخدام الإكسسوارات على المسرح، حيث تعود أن يظهر ومعه قدرة العرقسوس، والعصا الصعيدية الطويلة، والعمامة الكبيرة اللافتة للنظر حيث كانت تتكون من ثلاث طبقات.
ومن المعلومات القليلة المتوفرة عن حياة عمر الجيزاوي الشخصية أنه لم يستطع أن يكمل تعليمه بسبب الأوضاع الاجتماعية المتعثرة لأسرته.
ولكنه استطاع أن يعوض ذلك من خلال المونولوجات التي حملت جانبًا علميًا يبرز حبه للعلم وكان أشهرها «الطب فين والعلم فين»، وتعلم الحروف العربية القراءة والكتابة بطابع كوميدي فكاهي، وغنى هذه المنولوجات بالفصحى الممتزجة باللهجة الصعيدية، مع أبيات للشاعر حافظ إبراهيم؛ بهدف إضفاء روح من المرح والكوميديا والسخرية.
ورغم روح الدعابة والكوميديا التي كان يمتلكها عمر الجيزاوي، على المسرح أو أمام الكاميرات إلا أن نهايته كانت مأساوية، حيث وافته المنية عن عمر ناهز 65 عاما يوم 22 أبريل 1983، بعد أن أصيب بالاكتئاب، فلم تلتفت له وسائل الإعلام.