استهدفت مصر.. قصة امرأة قادت خاشقجي إلى المجهول
برز اسم المسئولة بمؤسسة قطر الدولية، ماجي ميتشل سالم، بعد تقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست» تحدثت فيه عن دور هذه المرأة في توجيه الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، المقتول داخل قنصلية بلاده في إسطنبول مطلع أكتوبر الماضي، بشأن صياغة مقالاته واقتراحات موضوعاتها التي يطرحها.
بدأت ماجي مسيرتها المهنية في وزارة الخارجية الأمريكية كمساعدة خاصة لوزيرة الخارجية حينها، مادلين أولبرايت وكمساعدة للسفير مارتين انديك في السفارة الأمريكية في تل أبيب بإسرائيل وأمضت سنتين في سفارة أمريكا في مومباي بالهند، وفقا لما ذكرته مؤسسة قطر الدولية، وفق السيرة المقتضبة عنها المنشور على الموقع الرسمي لمؤسسة قطر الدولية.
قبل انضمامها لمؤسسة قطر الدولية شغلت ماجي منصب المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المؤسسة الدولية للنظم الانتخابية حيث طبقت هناك برامج مبتكرة في مصر والعراق وإيران والأردن ولبنان واليمن والأراضي الفلسطينية، وقبل ذلك عملت كاستشارية إعلامية مستقلة لعدد من الشركات في أمريكا وأوروبا، وفقا لما نشرته مؤسسة قطر الدولية.
وتركز ميتشل على فتح المجال للشباب للوصول إلى تجربة متعددة الثقافات في مجتمعاتهم عبر تبادل التعليم الافتراضي، بالإضافة إلى التفاعل المادي بين الأشخاص في دول أخرى.
وكانت قد أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في تقرير لها نشر السبت الماضى، أن ماجي ميتشل سالم، المسئولة بمؤسسة قطر الدولية كانت تصيغ وتقترح مقالات خاشقجي، ما يؤكد وجود علاقات وثيقة جمعت بينه وبين جهات معادية للمملكة العربية السعودية قبيل وفاته، ما يثير العديد من التساؤلات.
وقالت الصحيفة، في تقرير لها بعنوان "الشهور الأخيرة لجمال خاشقجي"، إن الصحفي الراحل كان يسعى لإيجاد مصدر تمويل لمؤسسة إعلامية يكون هدفها الأول مراقبة أداء الحكومات العربية فيما يخص الحقوق والحريات، وفي سبيل تحقيقه لذلك كان يبحث عن ممول رئيسي لهذا المشروع.
وأشارت إلى ظهور دلائل سببت إشكالية كبيرة بالنسبة لخاشقجي تتعلق بصلاته بمنظمة ممولة من قبل قطر.
وأكدت الصحيفة، أنه تم العثور على رسائل نصية بين خاشقجي والمديرة التنفيذية التابعة لمؤسسة قطر الدولية "ماجي ميتشل سالم"، حيث كشفت هذه الرسائل أن المرأة كانت في بعض الأحيان تساعد خاشقجي في تشكيل المقالات التي قدمها لصحيفة واشنطن بوست.
ووفقًا لما جاء بتقرير "بوست"، فإن "ميتشل" وهي دبلوماسية أمريكية سابقة حاولت الدفاع عن علاقتها بخاشقجي، بقولها إن ما قدمته من مساعدة له كان نابعًا من شعورها أن هذه المساعدة من صديق يسعى إلى تحقيق النجاح في الولايات المتحدة، وتقصد بذلك خاشقجي.
ونقلت الصحيفة، عن المديرة التنفيذية بمؤسسة قطر الدولية، قولها: إن القدرات المحدودة لخاشقجي في اللغة الإنجليزية كانت سببًا في تقديمها الملاحظات على مقالاته.
وذكر تقرير الصحفية أن "ماجي ميتشل سالم" اقترحت بالفعل موضوعات لمقالات خاشقجي، وقامت بصياغة مواد بجانب دفعها له لاتخاذ موقف أكثر تشددًا ضد الحكومة السعودية.
ولفتت «واشنطن بوست» إلى أن «خاشقجي وصل إلى واشنطن في توقيت مناسب للصحيفة التي كانت تبحث عن كتاب صحافيين لقسم الإنترنت يحمل اسم «آراء عالمية»، وتمكنت محررة الصحيفة، كارين عطية، من الوصول إلى خاشقجي لتطلب منه الكتابة عن القوى التي يرى أنها تتسبب في الاضطراب للسعودية».
وشددت على أنه «لم يكن أحد العاملين بالصحيفة، وكان يتقاضى 500 دولار عن كل مقال من المقالات العشرين التي كتبها للصحيفة على مدار عام».
وأشارت إلى أنه «مع مرور الشهور، عانى خاشقجي نوبات الوحدة ودخل في علاقات عدة، وتزوج سرًا من المصرية حنان العطار وأقيم احتفال في إحدى ضواحي ولاية فيرجينيا، لكنه لم يوثق الزواج في أوراق رسمية، وانتهت العلاقة سريعًا».
وعمل خاشقجي، بحسب الصحيفة، على «توطيد علاقاته بأشخاص على صلة بالإخوان المسلمين، وهو التنظيم الذي كان خاشقجي قد انضم إليه عندما كان طالبًا في الجامعة في الولايات المتحدة، لكنه ابتعد عنه تدريجيًا».
وفي بداية أغسطس الماضي بحسب الصحيفة، طلبت ماجي من خاشقجي الكتابة عن تحالفات السعودية «من واشنطن إلى القدس إلى صعود أحزاب تيار اليمين في أوروبا؛ مما يضع نهاية للنظام العالمي الليبرالي الذي يتحدى الظلم السائد في المنطقة»، لكن خاشقجي تشكك في تلك النغمة المنتقدة الحادة، وبادرها بسؤال: «هل وقتك يسمح بكتابتها؟»، فأجابت ماجي: «سأحاول»، لكنها واصلت حثه على المحاولة بكتابة مسودة بنفسه تضمنت بعض الجمل التي أرسلتها له نصًا، وفي 7 أغسطس، نشر مقالًا في «واشنطن بوست» تضمن النقاش الذي دار بينهما، وبدا فيه أن خاشقجي قد استخدم فيه بعض نصائحها، إضافة إلى بعض العبارات التي وردت في محادثاتهما المشفرة عبر تطبيق «واتس آب».
وبعدما راجعت مسودة المقال، اتهمت ماجي خاشقجي بـ«التراخي في تسديد اللكمات»، قائلة: «لقد حدت عن الموضوع، وتبدو وكأنك تلتمس الأعذار للرياض، وهذه إشكالية كبيرة».
وفي اليوم التالي، كتب لها خاشقجي يقول إنه قد سلم المقال.
وأشارت نصوص أخرى تألفت من 200 صفحة إلى أن «مؤسسة قطر الدولية» كانت تدفع أجر باحث نظير العمل لخاشقجي.
وكان الصحفي السعودي يتعامل أيضًا مع مترجم كان يعمل لبعض الوقت في السفارة القطرية وفي المؤسسة ذاتها، وكان خاشقجي يشدد في رسائله لماجي سالم على «أهمية الإبقاء على سرية التعامل».