هالة السعيد: المشروعات الصغيرة قاطرة التنمية
أكدت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، أن المشروعات الصغيرة تعد قاطرة التنمية فهى المشروعات التي لها القدرة على الانتشار في المحافظات وعلى توفير فرص عمل مستدام.
جاء ذلك خلال مشاركة هالة السعيد في الاحتفالية التي أقامها معهد التخطيط القومي بمناسبة مرور عشر سنوات على بدء برنامج الماجستير الأكاديمي في التخطيط والتنمية، وذلك بحضور الدكتور محمد معيط، وزير المالية، الدكتور علاء زهران، رئيس معهد التخطيط القومي، وأعضاء هيئة التدريس بالمعهد و74 من خريجي برنامج الماجستير الأكاديمي في التخطيط والتنمية.
وفي بداية كلمتها أكدت هالة السعيد أن احتفالية اليوم هي نتاج وثمار عشر سنوات من العمل يسبقها تاريخ طويل ومسيرة حافلة من الجهد والعطاء تمتد لأكثر من 60 عاما عمل في معهد التخطيط القومى كأحد أعرق المؤسسات العلمية والبحثية في مصر، والذي يعد أحد الأذرع المهمة للدولة في تخريج الكوادر وإثراء الدولة المصرية بالخبرات المختلفة في التخطيط والتنمية الشاملة والمستدامة، معربة عن سعادتها برئاسة مجلس إدارة المعهد والتواجد وسط نخبة من أساتذة المعهد الأجلاء في مختلف التخصصات.
وأضافت السعيد أن برنامـج الماجستير الأكاديمي في التخطيط والتنمية والذي بدأه المعهد في 2008 ساهم فـي بنـاء الكـوادر والقـدرات التخطيطيـة في الوزارات والأجهزة الحكومية المختلفة وفي كافة مؤسسات الدولة مـن خـلال مقرراتـه الدراســية المتخصصــة، والتــي تشــتمل علــى الجوانــب النظريــة والتطبيقيــة والإسهامات العلميــة المتنوعــة لنخبــة متميـزة مـن أسـاتذة المعهـد، وكذلـك مـن خـلال مـا أعـده الباحثون مـن رسـائل علميـة سـاهمت فـي بحث العديـد مـن المشكلات التطبيقيـة وتقديم التوصيات الخاصة بها لمختلف أجهزة ومؤسسات الدولة.
وأضافت أن معهد التخطيط القومي كان له السبق في تنظيم برنامج الماجستير المهني "التخطيط للتنمية المستدامة" وهو ما يمثل نقلة نوعية في إعداد الخطط والدراسات والذي يعمل جنبًا إلى جنب الماجستير الأكاديمي في "التخطيط والتنمية" في إعداد وتعزيز قدرات العاملين لإنجاز خطط التنمية المستدامة بالجهات التي يعملون بها، وفي دعم وحدات التنمية المستدامة في الأجهزة المختلفة، وبما يسهم في متابعة تحقيق أهداف رؤية مصر 2030.
وفي ذات السياق أشارت وزيرة التخطيط إلى أن برنامج الماجستير الأكاديمي في "التخطيط والتنمية" وكذلك برنامج الماجستير المهني "التخطيط للتنمية المستدامة"، تأتي كلها متسقة مع التوجه الذي تتبناه الدولة والذي يحظى بدعم ومساندة من القيادة السياسية بالتوسع في التدريب وبناء القدرات في إطار خطة الدولة لبناء الإنسان المصري والاستثمار في البشر.
ويأتي ذلك تنفيذًا لإستراتيجية التنمية المستدامة رؤية مصر 2030، حيث جاءت برامج بناء القدرات والتدريب كمحور رئيسي في هذه الخطة إلى جانب المحاور الأخرى التي لا تقل أهمية وتشمل الإصلاح التشريعي والتطوير المؤسسي وميكنة وتطوير المعاملات والخدمات الحكومية فضلًا عن إنشاء قواعد البيانات.
وحول إستراتيجية بناء القدرات قالت الوزيرة إنه يتم العمل على عدة محاور أولها هو تدريب وتقييم القيادات في الجهاز الإداري للدولة حيث تم البدء ببرنامج وطنى 2030، مشيرة إلى بدء البرنامج على مستوى الوزارات، والمحور الثاني هو محور بناء القدرات في الوحدات الإدارية المستحدثة في الجهاز الإداري وهى وحدات الموارد البشرية، المراجعة الداخلية والتدقيق، التخطيط الإستراتيجي والسياسات.
وأضافت الوزيرة أنه يتم العمل كذلك على تدريب القيادات الوسطى ويشمل برنامج ماجستير إدارة الأعمال الحكومية بالتعاون مع جامعة إسلسكا الفرنسية ونستهدف فيه تدريب 1500 قيادى من القيادات الوسطى، مضيفة أنه يتم العمل على بناء القدرات على مستوى شباب الجامعات والمدارس من خلال نشر فكر ريادة الأعمال والعمل الحر.
وأشارت إلى أن المشروعات الصغيرة تعد هي قاطرة التنمية وهى المشروعات التي لها القدرة على الانتشار في المحافظات وعلي توفير فرص عمل مستدام، مشيرة إلى حملة "ابدأ مستقبلك" التي تم من خلالها تدريب نحو 200 ألف طالب في المدارس وكذلك تدريب المدرسين على فكر ريادة الأعمال، كما أشارت الوزيرة إلى منحة ماجستير ريادة الأعمال بالتعاون مع جامعة كامبريدج البريطانية وجامعة القاهرة والتي تقدمها الوزارة من خلال مشروع رواد 2030.
وفي نهاية كلمتها قالت وزيرة التخطيط إن هناك بالفعل تكاملا بين مختلف الجهود من قبل كافة الوزارات والجهات والمؤسسات العلمية والأكاديمية في سبيل تعظيم الاستفادة مما تمتلكه مصر من ثروة بشرية تمثل الركيزة الأساسية لأي جهود لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، مضيفة أن جميع خريجي البرنامج ينظر إليهم باعتبارهم جزءا أصيلا من هذه الثروة، وتعد جهودهم إضافة حقيقية وفاعلة لجهود تحقيق التنمية المستدامة.
وأكد وزير المالية على ضرورة التكامل بين الحياة العملية والاكاديمية، موضحا أنه بدون العلم والأبحاث لن تتطور الحياة العملية، ومؤكدا أن أي مجهود يبذله الفرد لا بد وأن يكون له قيمة وإضافة في المجتمع، فكل مرحلة يمر بها الإنسان هي سطر وبداية لمرحلة جديدة.