ترامب يعاند الجميع.. هل تتكرر أزمة قرار أوباما بالانسحاب من العراق؟
عاصفة كبيرة تبعت قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجئ بالانسحاب من سوريا، ما أجج هجوما ضاريا من قبل أصوات داخل وخارج أمريكا خوفا من مواجهة مصير قرار الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بالانسحاب من العراق عام 2011، والذي نتج عنه ميلاد تنظيمات متطرفة جديدة في العراق أبرزها تنظيم داعش الإرهابي.
قرار مؤسف
يقف الرئيس الأمريكي صامدا متشبسا بقراره الذي اتخذه الأسبوع الماضي بشكل مفاجئ بسحب قواته من سوريا، رغم استقالة وزير دفاعه جيمس ماتيس اعتراضا على رؤية ترامب في تقدير الموقف بالداخل السوري، فضلا عن استقالة مبعوث أمريكا الخاص لدى التحالف الدولي ضد داعش، بريت ماكجورك، إلا أن سلسلة الاستقالات لن تحرك ساكنا في ذهن الرئيس الأمريكي ليعلن مساعد ماتيس " باتريك شنهان" خليفة له.
وفي إشارة إلى الرفض الدولي للقرار أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن أسفه الشديد إزاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا، قائلا: يجب أن يقاتل الحلفاء جنبا إلى جنب، وعلى الحليف أن يكون محل ثقة وأن ينسق مع بقية حلفائه مضيفا: "وبشأن حلفائنا الأمريكيين، آسف بشدة على القرار المتخذ فيما يتعلق بسوريا.
وامتدح "ماكرون" وزير الدفاع الأمريكي السابق، جيمس ماتيس، والذي استقال احتجاجا على قرار ترامب، قائلا: "أود أن أعبر عن تقديري للجنرال ماتيس، لقد رأيت خلال عام ونصف أنه كان ممثلا يمكن الوثوق به، وقد كان يذكرنا دائما بأهمية أن نكون حلفاء".
معارضة الجمهوريين
لم يتوقف الأمر عند معارضة وزير الدفاع الأمريكي أو الرئيس الفرنسي، بل بادر أعضاء بالحزب الجمهوري - الذي ينتمي إليه ترامب- بالكونجرس الأمريكي بانتقاد تلك الخطوة التي وصفها البعض بأنها مفاجئة للأوساط السياسية داخل وخارج الولايات المتحدة الأمريكية.
ونقلت سكاي نيوز الإخبارية عن عضو مجلس الشيوخ لينزي جراهام المعروف بدفاعه الدائم عن ترامب، أن أي خطوة من هذا القبيل ستكون خطأ، مشيرا إلى أن الانسحاب الأمريكي في هذا التوقيت سيكون انتصارا كبيرا لتنظيم داعش وإيران وبشار الأسد وروسيا، قائلا: أخشى أن يؤدي ذلك إلى عواقب مدمرة على أمتنا والمنطقة والعالم بأسره".
الانسحاب من العراق
وربط بعض المراقبين قرار ترامب بالانسحاب من سوريا بقرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما من حيث نتائجه، حيث أشار السفير الأمريكي السابق بالدنمارك جميس كين بمقال نشره بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن هذا القرار سيؤدي إلى نفس تداعيات انسحاب القوات الأمريكية من العراق عام 2011، والذي اتخذه أوباما مما ساهم بصعود التطرف والتمهيد لظهور تنظيم داعش الإرهابي هناك، موضحا أن الانسحاب من سوريا سيؤدي إلى عودة التطرف بقوة، سواء كان تحت مسمى "داعش" أو ظهور منظمات إرهابية بأسماء أخرى.