«فتاة البارشوت».. عصمت خفاجي فدائية علمت أهل بورسعيد حمل السلاح ضد الإنجليز
ودعت بورسعيد الاستعمار بغير رجعة بعد العدوان الثلاثي الغاشم على مصر عام 1956 الذي ضم فرنسا وبريطانيا وإسرائيل ورسم أبناؤها صفحات من البطولات الخالدة.
وبمناسبة احتفال مصر بعيد النصر، نستعرض خلال السطور التالية إبرز القص الفدائية، منها قصة عصمت إسماعيل خفاجي، الفتاة التي قفزت بالبراشوت على بورسعيد مع أبطال قوات المظلات في طرق ودروب بورسعيد بعيدا عن عساكر وضباط الاحتلال.
بداية النضال
تطوعت "عصمت" عام 1953 أثناء دراستها في الهلال الأحمر وكان عمرها لا يتجاوز 13 سنة وكان يرأسها وقتها الفدائية جليلة البحراوي، وتعلمت الإسعافات الأولية التي أفادتها وعندما تم تشكيل أول كتيبة للفتيات بالحرس الوطني عام 1954 شاركت في أول أسبوع للتسليح مع بعض زميلاتها وقامت بجمع وحمل الصناديق للتبرع للتسليح.
وكانت الفتاة الفدائية تمر على المصالح الحكومية في بورسعيد وخارجها وعندما كون الحرس الوطني التابع للحاكم العسكري كتيبتين إحداها من معهد المعلمات والأخرى من مدرسة الثانوية بنات كانت أولى المتطوعات.
أهم العمليات
وعن أهم العمليات التي نفذتها كان في منطقة عملها جندي يدعى جون وكان يقنص المارة والمطلين من الشرفات ويسير في الشارع التجاري لممارسة إجرامه فغلي الدم في عروق شباب الحي وقرروا مع عصمت خفاجي التخلص منه وبالفعل خططوا لذلك ونجحوا في قتله.
وبعد جلاء آخر جندي من جنود العدوان الثلاثي بدأت الحياة تعود مرة ثانية إلى بورسعيد فكانت "عصمت" أول من تطوع لخدمة العائدين من الهجرة الذين لم يكن لديهم مسكن وكانت تستقبلهم في معسكر الجولف وهي مساكن الجولف حاليا وتقوم بخدمتهم مع الوطنيين المخلصين وتوفير المسكن الملائم لهم.
القفز بالبراشوت
عصمت خفاجي لم يمنعها الخوف كفتاة من الهبوط بالبراشوت عندما تم محاصرة مدينة بورسعيد قفزت مع أبطال الجيش المصري بالبراشوت حتى تفتح لهم الطريق بعيدا عن أعين مخابرات الأعداء وتعلم أهالي الأحياء كيفية حمل السلاح وتضميد الجراح والتخفي من أنظار العدو والقيام بعمليات خاطفة وسريعة وموجعة لجنوده.
وحصلت "عصمت" على لقب المجاهدة الأولى والأم المثالية على مستوى الجمهورية عام 1975 وعلى مستوى محافظة بورسعيد عام 1998.