رئيس التحرير
عصام كامل

وول ستريت جورنال: المساعدات وسيلة قطر لسحب بساط "النفوذ" من مصر.. صباحى: الإمارة الخليجية تدعم الإخوان المسلمين.. قيادى بالحرية والعدالة: الدوحة تلعب دور "الأسد"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تحت عنوان "المعونة القطرية لمصر تثير المخاوف حول الدوافع".. سعت صحيفة "وول استريت جورنال" الأمريكية لرصد الشكوك المنتشرة في الشارع المصري حول الدوافع وراء الدعم السخي الذي تقدمه تلك الإمارة الخليجية الصغيرة "قطر"، لأكبر دول العالم العربي سكانا والأكثر قوة ونفوذ في المنطقة العربية "مصر"، وسط حديث البعض عن مساع الدوحة لتكون مركز ثقل وقاطرة العالم العربي بدلا من القاهرة.

وقالت الصحيفة: إن قطر -الدولة الصغيرة الغنية بالنفط- التي أصبح لها نفوذ كبير جدا في ثورات الربيع العربي تعيش حاليا وسط معركة من أجل النفوذ في المنطقة مع الزعيم التقليدي العسكري والسياسي "مصر"، فقد منحت قطر في مايو الجاري 3 مليارات دولارات لمصر في شكل قروض منخفضة الفائدة في أحدث منحة من مجموعة الـ 8 مليارات المساعدات التي قدمتها للقاهرة خلال العامين الماضيين.
وأضافت أنه بينما كثير من المصريين ممتنون للنقد الذين هم في حاجة ماسة له، يشعر البعض بالقلق من أن دعم دولة قطر للحكومة المصرية ذات الميول الإسلامية يمثل أحدث محاولة من هذه الدولة الخليجية الصغيرة لكسب النفوذ في المنطقة، وقد غذى هذه الشكوك حرق العلم القطري في مصر في الأسابيع الأخيرة والاحتجاجات التي وقعت في ليبيا وتونس والأراضي الفلسطينية ضد التدخل القطري.

ونقلت الصحيفة عن "عبد المعطى إبراهيم زكي" أحد مؤسسي حزب الحرية والعدالة قوله في معرض ردا على سؤال عما إذا كان يشعر بالقلق بشأن محاولات قطر للتأثير على مصر سياسيا، قال: "إذا كانت القوى الكبرى لا ترغب في ملء الفجوة التي تعيشها مصر، فهناك قول مأثور يقول، إن شخص يسأل القط ، لماذا تتصرف مثل أسد؟ فيقول القط، لأن الأسد يتصرف مثل القط.

وأوضحت الصحيفة، أن المساعدات القطرية منحت الحكومة المصرية الفرصة للاستغناء عن قرض صندوق النقد الدولي الذي يضع شروط صعبة التنفيذ على الحكومة المصرية من ضمنها إلغاء الدعم وهو من شأنه التأثير تفجير الوضع العالم في بلد تعتزم إجراء انتخابات هذا العام.

وأوضحت الصحيفة أن المساعدات القطرية تؤكد كيف أن مصر -التي تعاني من تدهور اقتصادي حاد-، تتطلع إلى تشكيل تحالفات بعيدا عن واشنطن، ففي الأسابيع الأخيرة، قام الرئيس محمد مرسي بجولة خارجية من أجل الحصول على المال مرة من روسيا ومرة من الدوحة، مما دفع خصومه للقول، إنه يضر بأمة طالما كانت صانعة الملوك في المنطقة.

وأشارت إلى أن مصر حاليا تسعى لتكوين علاقات جيدة مع العالم، ويقول جهاد حداد: إن نظام الديكتاتوري السابق كان يرمي بثقل البلاد وراء قوة واحدة، ولكن الآن لم يعد لدينا حليف واحد يسمى الولايات المتحدة.. لدينا قائمة من حلفاء"، ويتحدث النقاد عن أنه في حين أن هدف الدوحة على المدى القريب يبدو دعم الإخوان قبل الانتخابات، وإنما أهدافها على المدى الطويل تبدوا أقل وضوحا.

وقال "حمدين صباحي" أحد قادة المعارضة: "المصريون ليسوا أغبياء، فهم يعلمون أن هذا المال ليس بسبب امتنان قطر لمساهماتنا التاريخية في المنطقة، ولكن لأن قطر تريد شيئا.. المصريون يشعرون بأن قطر ليست تدعم مصر ولكنها تدعم جماعة الإخوان المسلمين".

ولفتت الصحيفة إلى أن الدور القطري في المنطقة أصبح يثير مخاوف الأميركيين من أن الدوحة تلعب لعبة مزدوجة، ففي حين تستضيف قاعدة عسكرية أمريكية، تدعم الحركات الإسلامية في المنطقة التي تعارض المصالح الأمريكية.
الجريدة الرسمية