ميلود بنباقي يطرح روايته الجديدة «امبريك.. عبد السودان»
صدر حديثًا عن دار روافد للنشر في القاهرة رواية "امبريك.. عبد السودان" للروائي المغربي ميلود بنباقي، وتسلط الرواية الضوء على عالم الرق والاسترقاق، والصراع الديني، واستغلال العقيدة الدينية للوصول إلى الحكم، وصراعات الجوع والعطش والحرب وتجارة البشر، عبر ترحال طويل في متاهات الصحراء من بلاد السودان القديمة إلى المغرب الأقصى".
كما ترصد الرواية مسيرة وصراع مجموعة من الحركات الدينية التي ظهرت في المغرب الأقصى خلال القرن الخامس الهجري مثل حركة المرابطين التي تزعمها عبد الله بن ياسين، وقام بتوحيد المغرب وسعى إلى تنقية العقيدة الإسلامية من الشوائب، وقام بنشرها في أفريقيا جنوب الصحراء.
لكن في أعقاب هذه الحركة، ظهرت حركة دينية معارضة في القرن الموالي، هي حركة الموحدين، تزعمها قائدها الروحي: محمد بن تومرت، الذي ادعى أنه المهدي المنتظر، وحشد أنصارا ومؤيدين من مختلف القبائل والمناطق، وكانت له الغلبة في الأخير".
يقول ميلود عن روايته: "موضوع الصراع بين العقائد، والتضارب والتطاحن بين الحركات الدينية، وما يصحب ذلك من تكفير وحروب وويلات، هو ما تحاول الرواية رصده، من خلال سيرة عبد تم استقدامه من السنغال وهو لا يزال صبيا صغيرا، زبيع في أسواق النخاسة في مدينة سجلماسة التاريخية".
من أجواء الرواية: " حاول أن ينتفض داخل قيوده ويقف، لكن السلاسل في رجليه منعته من الحركة. رمى بصره بالقدر الذي تسمح به قيوده وجراحة، فرأى بحرا من الأجسام المنهكة، مكدسة مثل الجثث بعضها فوق بعض. سمع أنينا، ثم بكاء مُرّا قطّع قلبه. صم أذنيه وصاح من أقصى نقطة في جوفه: "ماء، ماء..." أجابه وقع خطوات تدنو منه. رأى الحراس يركضون في اتجاهه مثل الثيران. لم يشفقوا على شيخوخته. ارتفعت سياطهم في الجو ثم سقطت على ظهره جارحة مثل النصال، نهشته بضراوة نسور جائعة، ومتعطشة للدم. رائحة دمه امتزجت برائحة البول والعرق. هَوتْ قبضة قوية على قفاه، فاصطدم وجهه بالأرض، ونزف الدم من بين أسنانه ولسانه. مصه واستعذب طعمه. ارتج مخه ودارت الأرض تحته. رأى ضبابا وخيالات، ثم أظلم الكون أمامه وتقلص حتى صار مثل حبة تراب صغيرة".
وميلود بنباقي روائي مغربي حاصل على الإجازة في الأدب العربي عام 1992، وصدر له ثلاثة مجموعات قصصية "اللقالق تهاجر برا" "ظل يبحث عن صاحبه"، و"يوميات حرب قديمة"، ورواية "محلي ومارينز".