الجميع «خالد عبد العال»
عندما تلعثم اللواء "خالد عبد العال" محافظ القاهرة وفشل في الإجابة على سؤال رئيس الجمهورية عن دخل محافظته وكم يبلغ إيرادها السنوي؟ لم يتلعثم محافظ القاهرة فقط بل تلعثم الكثير من المسئولين في المواقع القيادية المختلفة، فالكثير من المسئولين لا يعرفون الكثير من المعلومات المهمة عن المواقع التي يشغلونها، بفضل انتشار ثقافة الترضية، وشغل المواقع المهمة بالخواطر والمحسوبيات التي تفرض وجودها في كل مكان..
أيضا استمرار ثقافة مكافأة نهاية الخدمة التي ابتدعتها مصر منذ سنوات بعيدة، فهذا طبيب يشغل منصبا مهما لم يسمع عنه قبل ذلك سوى في الصحف التي يقرأها، وهذا لواء يتولى شركة كبرى لم يكن يسمع عنها سوى في إعلانات التليفزيون، وذاك مستشار كبير يعمل محافظا لا يعرف عنها شيئا سوى وجودها على الخريطة..
القائمة طويلة وكبيرة في المناصب القيادية وغير القيادية، فالغالبية الكاسحة من المسئولين تقضي وقتا وتنتظر المكافأة نهاية كل شهر، والمواطن يدفع ثمن القرارات الخاطئة وغير المدروسة، البعض هاجم "خالد عبد العال" وتساءل كيف لمحافظ العاصمة لا يعرف أن يجيب على رئيس الجمهورية؟
نموذج اللواء "خالد عبد العال" موجود في الكثير من المواقع التنفيذية والقيادية وجميع أجهزة الدولة على علم بهذا، فدولاب العمل يسير في الكثير من المؤسسات والهيئات يوم بيوم، لا معلومات، ولا خطط، ولا تطبيق لنماذج أو تجارب دول أخرى نجحت في تغيير واقعها..
الجميع في انتظار الصدفة.. من المؤكد أن رئيس الجمهورية لا يتحمل المسئولية وحده، بل يتحملها من رشح له هذه العينة من المسئولين وجلسوا على كراسي القيادة وأداروا دفة العمل، وليس من المنطقي أن يعقد رئيس الجمهورية اختبارا شفويا لكل من يتولى منصبا قياديا في الدولة، هذه مهمة أجهزة كثيرة في الدولة، إذا كنا نريد أن نتقدم مثل غيرنا علينا أن نعيد النظر في إسناد المهمة لمن لا يستحقها، ونتوقف عن ثقافة مكافأة نهاية الخدمة.