رئيس التحرير
عصام كامل

بعد افتتاح الرئيس لمشروعات الصوب الزراعية.. كل ما تريد معرفته عن «الطعام الأورجينك»

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

خلال افتتاحه عددا من المشروعات التنموية بمدينة العاشر من رمضان صباح اليوم، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي عن سعادته بمثل تلك المشروعات التي تصب في المقام الأول في صالح المواطنين، مضيفًا «في السوبر ماركت الكبير بيقولوا دا أورجينك الناس تاكل أورجينك والمصريين ما ياكلوش أورجينك، اللي معاه فلوس ياكل أورجينك والباقي مايكلوش، لا إن شاء الله كله هيبقى كدا، بس أجروا معانا عشان اللي تحقق النهارده أمر يسعد ويشرف وإن شاء الله دايما للأمام، شكرا جزيلا».


وبالتزامن مع ذلك، تسرد «فيتو» أبرز فوائد الطعام «الأورجينك»، كما جاء في نشرات المركز القومي للبحوث:

المقصود بالأطعمة الـ«أورجينك» هي الأطعمة العضوية التي يتم زراعتها دون استخدام هرمونات معدلة وراثيًا أو مواد كميائية كالمواد الحافظة والنكهات، وبخصوص الطعام الأورجييك فإنه يتم الاعتماد على أسمدة طبيعية وله عدد من الفوائد منها:

1- تقليل تلوث البيئة والحفاظ على التربة
2- يحتوي على عناصر غذائية أكبر من الأطعمة العادية بسبب طبيعتها
3- تحتوي على سموم أقل بنسبة 48 %  مقارنة بالخضراوات والفواكه التي تعرّضت للرش بالمبيدات
4- الحفاظ على جهاز مناعة الإنسان بسبب جودة الأطعمة التي يتم استخدام المبيدات الكيميائية فيها
5- تقليل خطر الإصابة بالسرطان
6- إفادة الجسد أكثر من 20% مقارنة بالأطعمة العادية.
7- تقليل نسب الإصابة بالحساسية بالنسبة للأطفال.

المبيدات والأسمدة العضوية إحدى أهم عناصر تفعيل منظومة الغذاء العضوي، إلا أن التكلفة المرتفعة وضعف الإمكانيات وقفت حاجزا منيعا لتعميمها، لكن من جهة أخرى سارت المراكز البحثية على خطا واثقا لتفعيل استخدام المبيدات والأسمدة العضوية عوضًا عن الكيميائية وبتكلفة منخفضة.

في مدينة الأبحاث العلمية ببرج العرب، ابتكرت الدكتورة رحاب ياسين، الباحثة بقسم وقاية النبات والتشخيص الجزيئي، مبيدا عضويا صديقا للبيئة يقضي على العفن البني للخضراوات والفاكهة وديدان النيماتودا بأنواعها الذهبية والمتحوصلة.

وأضافت رحاب لـ"فيتو" أن ديدان النيماتودا لم تكن موجودة في مصر وجاءت من خلال شحنات البطاطس القادمة من هولندا.

وأكدت الباحثة أن المبيد العضوي الذي قامت بابتكاره بقسم وقاية النبات قادر على القضاء على النيماتودا بأشكالها وحل أزمات الخضراوات والفواكه، موضحة أن ملوثات التربة وأمراض النباتات متعددة في مختلف البيئات ويعد أبرزها نيماتودا تعقد الجذور أو تقرح الموالح أو البطاطس.

ويتميز المبيد الذي تم ابتكاره عن المبيدات الكيماوية بكونه صديقا للبيئة لا يعمل على تلوث التربة والجو أو يسبب السرطان للإنسان أو الأمراض للحيوانات والطيور، وتأثيره فعال على النيماتودا في مختلف أطوارها حتى الداخل في النبات.

كما يعمل المبيد على تقوية الجهاز المناعي للنباتات وزيادة الصحة العامة للنبات ويزيد الإنتاج، ويمكن استخدامه لجميع أنواع النباتات التي تصاب بالنيماتودا وفطريات الذبول مثل الطماطم ومزارع الفواكه والحوامض، ويمكن استخدامه مع النباتات الورقية لكن بعد إجراء اختبارات السمية.

أما التكلفة فتعد ضئيلة وتتمثل في إنشاء أحواض للطحالب واستخراج المادة الفعالة وإعداد جرعات ضئيلة من النانوسيلفر.

ومن رحم حاضنة «طريق» التي تتبناها أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، بالتعاون مع معهد بحوث الإلكترونيات، جاء مشروع المهندس عمر أحمد، بابتكاره الذي يتمثل في قتل البكتيريا والحشرات الموجودة في الأراضي الزراعية باستخدام «الميكروويف» أو التسخين، بدلًا من استخدام المبيدات الحشرية الكيميائية، خاصة في ظل أضرارها المتفاقمة التي قد تصل للسرطان.

أما آلية العمل، فتكون على مراحل؛ أولها التسخين حتى ترتفع درجة حرارة التربة بين 45 إلى 70 درجة مئوية، وعلى حسب نوع البكتيريا تُضْبَط درجة الحرارة التي تصل إلى عمق 15 سنتيمتر تحت التربة، مع تكرار العملية على 3 مواسم زراعية، بتكلفة منخفضة مقارنة بالمبيدات الحشرية.

وأشار إلى أن أراضي الدلتا بجميع أنواع محاصيلها؛ أنسب تربة لتنفيذ هذا الابتكار، لما تتميز به من وجود رطوبة تساعد على عمل الجهاز الذي يتكلف 135 ألف جنيه، مع وجود إمكانية تأجيره، ومن المفترض أن يرى النور من خلال إحدى الشركات التي تفاوضت مع أكاديمية البحث العلمي لإنتاجه.

المركز القومي للبحوث، قطع هو الآخر شوطا طويلا في هذا الصدد، فمن عشرات الدراسات والأبحاث التطبيقية لتفعيل الزراعة الاورجينك، تأتي دراسة الدكتورة إلهام عبد الحكيم، أستاذ باحث مساعد بقسم آفات ووقاية النبات بالمركز القومي للبحوث.

ومن جانبها أوضحت أنه من خلال الفحص المباشر لأشجار الزيتون والرمان بالحقل التابع للمركز القومي للبحوث، فاعلية المقاومة الحيوية عوضا عن المبيدات والكيماويات الضارة.

وأضافت الدراسة أنه تم عمل مصائد لاصقة، ومن خلالها تم ملاحظة تواجد بعض الآفات مثل (الدودة القياسة، حفار ساق التفاح، تربس الزيتون) وبعض الحشرات المفترسة (أسد المن، أبو العيد) بأعداد متفاوتة، بالإضافة إلى تواجد القواقع على أشجار الزيتون بكثافة عددية كبيرة.

أما بالنسبة لشتلات الرمان وتبعا لمعدلات اصطياد المصائد الصفراء اللاصقة،وجدت آفة "المن" ولكن دون الحد الحرج للإصابة وذلك لوجود الأعداء الطبيعية من المفترسات.

وأوضحت الباحثة أنه نظرا لتواجد الآفات في هذا الموسم دون الحد الحرج للإصابة كان من الأفضل استخدام المقاومة الحيوية من المفترسات الحشرية مثل (أسد المن، أبو العيد) دون استخدام المبيدات، آخذين بنظر الاعتبار تفادي عمليات رش المبيدات خلال فترات تكاثرها أو عند مقدرتها على السيطرة على مجتمع آلافة وتخفيضه إلى تحت مستوى الضرر والامتناع كليًا عن استخدام المبيدات.

وأشارت إلى أن التعامل الخاطئ مع الآفات قد يؤدي إلى القضاء على الأعداء الطبيعيين ما يؤدي إلى الإخلال في التوازن الطبيعي ما بين الآفة والأعداء الطبيعيين في البيئة.

ولفتت إلى أن التقنين في استخدام المبيدات الكيميائية له العديد من المنافع، والتقليل من التلوث الذي تحدثه هذه المواد الكيميائية الخطيرة على البيئة، بالإضافة لمنع ظهور صفة المقاومة للمبيدات لدى الآفات الزراعية نتيجة الاستخدام المفرط للمبيدات.
الجريدة الرسمية