رئيس التحرير
عصام كامل

صلاح جاهين يكتب عن صلاح جاهين: شخصية «مرحنقباضية»

صلاح جاهين
صلاح جاهين

«أنا كنت شيء وأصبحت شيء ثم شيء.. شوف ربنا قادر على كل شيء.. هو الشجر شواشيه ووشوشنى قال.. لابد ما يموت شيء عشان يحيا شيء.. عجبي».


هذه إحدى رباعيات الفنان العبقرى المتعدد المواهب الشاعر الكاتب الممثل الصحفي الرسام صلاح جاهين الذي تمر اليوم ذكرى ميلاده.

وفي مجلة صباح الخير 1967 كتب الشاعر الفنان صلاح جاهين مقالًا عن بدايته الفنية قال فيه:

أول ما بدأت وأنا صبى كان عندى أنشطة كثيرة ومختلفة رسم وتمثيل وشعر ومسرح وسينما، وكنت لا أتعب نفسى في أن أركز في أحدهم لأنى حسيت إنه أكيد فيه حاجة منهم سوف تتغلب على الكل.

وجدت بعد ذلك أن موهبة التمثيل كانت أهم حاجة بالنسبة لي، لكني كنت خايف أرسب فيه خصوصًا أن أهلي كانوا معارضين وقلقانين، وبطّلت التمثيل لكن لقيت جوايا حاجات كثيرة عاوزة تطلع فاتجهت إلى الرسم وبدأت أرسم رسومات فيها حشود وناس وتعبيرات وحاجات تشبه المسرح.

إلى جانب الرسم كنت أحب الصحافة وكنت عايش وسط الصحفيين ومنهم أحمد بهاء الدين ومصطفى محمود، وكنت أعمل في جريدة أوضب الصفحات وأرسمها ولأنى كنت دارس فنون بدأت أزين الصفحات التي أوضبها ببعض الرسوم، ولأنى كسول كنت أرسم الصفحات والرسومات في آخر لحظة بسرعة فطلعت كاريكاتير.

وجاءنى ناقد ذات يوم وقال لى إن الرسام عبد السميع ترك روز اليوسف وأنه ليس عندهم رسام كاريكاتير وطلب حضورى إلى روز اليوسف وقال أنت تقدر ترسم كاريكاتير وعندك حس فكاهى، لكنى لم استمع إلى نصيحته وبقيت أوضب جرنالى إلى أن جاءنى أحمد بهاء الدين وكان مدير تحرير روزا اليوسف وقال لى تعالى ارسم كاريكاتير وكان أول كاريكاتير رسمته عن الراديو في الأتوبيس وسط الزحام والصوت العالي والزحمة.

تأثرت في الرسم الكاريكاتوري بالفنان رخا ولو أنى طبعا لم أصل إلى مستواه، وهذا لأنى ماشتغلتش فنان تشكيلى، لذلك اعتبر رخا الأب الروحى لفن الكاريكاتير.

وأحب الكاريكاتير المجنون، وكان فيه أبواب كثيرة ممكن طرقها لكن مكنتش أقدر أعمل الجنون ده في جريدة أو مجلة، ففكرت أعمل كتب أو أكتب أغاني ولقيت نفسى في الأغانى أحيانا وأنا أعتبر كلهم أبنائي لكن الحقيقة إني ربنا أنعم علىّ بنعمة النسيان لأني لو تذكرت كل الحاجات التي أحبها لكان مخي طق وكل الناس كده، فجزء كبير مما كتبته نسيته.

أما بالنسبة لبداياتي في كتابة الأغاني فكتبت لنجاة الصغيرة أغنية «باين على حبك»، ولشهرزاد «غيرك أنت ماليش» ولصباح «أنا هنا يابن الحلال».

أخوكم العبد لله شخصية يسمونها في علم النفس أو بصراحة في طب الأمراض العقلية مانياكدبرسيف.. وهي كلمة مُركّبة تقابلها في اللغة العربية كلمة "مرحنقباضية" وواضح أنها مكونة من شقين المرح والانقباض.

ومعظم رسامى الكاريكاتير في العالم شخصياتهم من هذا النوع، وكم قابلت رسامى كاريكاتير في مختلف دول العالم وشعرت معهم كأنى لم أخرج من بلدى وكأنى مازلت أقابل بهجت ورخا وجورج وطوغان.

والحقيقة أني كل سنة في مارس وأبريل كنت أصاب بحالة نفسية غريبة في الربيع، وكانت بتلخبطنى فكنت أكتب وأقول مثلا: «نسمة ربيع لكن بتكوى الوشوش.. طيور جميلة لكن من غير عشوش.. هي الحياة كلها كده في الفاشوش.. عجبى».
الجريدة الرسمية