رئيس التحرير
عصام كامل

انسحاب أمريكا!


ليست هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها الرئيس الأمريكي ترامب أنه قرر سحب القوات الأمريكية الموجودة في سوريا.. سبق له أن أعلن ذلك من قبل، ولكنه لم ينفذه، بل على العكس قام بتفعيل دور هذه القوات الأمريكية في سوريا لتعطيل توسيع المناطق الأمنة، ولدعم بعض قوات تنظيمات المعارضة المسلحة في الأراضي السورية، وفى مقدمتها القوات الكردية..


لكن هذه المرةَ يعلن ترامب أنه تم هزيمة تنظيم داعش في سوريا، وبالتالي لم يعد ضروريا بقاء القوات الأمريكية في سوريا، وهو ما أثار دهشة أمريكيين وغير الأمريكيين أيضا.

ويبدو أن الرئيس الأمريكي عازم هذه المرة على تنفيذ قراره بسحب القوات الأمريكية من سوريا، وذلك كما قال لأن أمريكا لن تدافع عن أمن منطقة الشرق الأوسط مجانا.. وقد انقسمت الأطراف الدولية والإقليمية تجاه إعلان ترامب هذا حول سحب القوات الأمريكية من سوريا.. فقد رحبت كل من روسيا وتركيا ومعهما إيران بذلك.. بينما عبرت بعض منظمات المعارضة السورية وقبلها بعض الدول العربية عن قلقها من هذا القرار، ورفضها له، ومعها دول أوروبية أيضا.

ويراهن هؤلاء على الضغوط التي تمارسها بعض المؤسسات الأمريكية، وفي مقدمتها البنتاجون في إقناع ترامب بتأجيل سحب القوات الأمريكية من سوريا، خاصة وأن الرئيس الامريكى قد لا يمضى قدما في إغضاب قادة البنتاجون بعد استقالة وزير الدفاع التي تم الإفصاح والإعلان عنها مؤخرا.

على كل حال.. أن سحب القوات الأمريكية من سوريا إذا تم سوف يكون له تأثيره على الطريقة التي سيتم فيها حل المشكلة السورية، وسوف يمنح أطرافا فرصة لزيادة دورها في هذا الصدد.. أما الدور العربى فإنها سوف يظل في كل الأحوال هامشيا، رغم التدخلات المباشرة التي قامت بها بعض الدول والأطراف العربية في تلك الأزمة.
الجريدة الرسمية