رئيس التحرير
عصام كامل

وجيه الصقار يكتب: أغرب قرار في تاريخ التعليم!

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

منذ نحو عامين جاء وزير التربية والتعليم بالبشرى لإنقاذ التعليم المصري وكلنا يحلم  بهذا اليوم، ودخل بنا إلى نظام الثانوية الجديدة رافعا شعار "متعة التعليم" لينتظر الطلاب وأولياء أمورهم الجديد الذي يبدأ بتسليم التابلت الذي تحدث عنه، ليفاجأ الجميع بتأجيله لعدم البدء في التصنيع، وبالتالي تأجيل التعليم الإلكتروني والاكتفاء بالكتب التقليدية، ثم توالت قرارات متناقضة للوزارة لتكشف عمليا عن أنه ليست هناك خطة، بل تجارب عشوائية، وتاه الناس بين قرار الامتحان إلكتروني أم ورقي، وانتهت للأخير بعد تبديد 3 مليارات جنيه على التابلت الذي لم يصل حتى الآن، ثم أعلن الوزير أن الثانوية من هذا العام  تراكمية أي تحسب درجات النجاح في مجموع الثانوية العامة ثم تراجع وأصدر قرارًا غريبًا بأن الطالب الراسب في مادة سيعيد السنة، ثم ألغى القرار في يوم وليلة ليصدر أغرب قرار في تاريخ التعليم في العالم، وهو جعل الامتحانات اختبارات تجريبية ليس فيها رسوب أو درجات، وعقدها على مستوى الجمهورية ومعنى ذلك تبديد ملياري جنيه الخاصة بامتحانات الثانوية العامة، ذلك في امتحان لن يصحح ويتساوى فيه من يذاكر بمن لم يذاكر، وأكدت الوزارة أنه لا رسوب هذا العام لجميع الطلاب أي تساوي الطالب المجتهد بالفاشل، ونجحت بذلك في انصراف الطلاب عن المدرسة وترك الدروس الخصوصية بمعنى: (أول القصيدة كفر)، بل واتفق  طلاب أولى ثانوي على ترك أوراق الإجابة بيضاء ما دام النجاح مرصودا قبل الامتحان، لكن الوزير المعجزة نسي أن عدم تحصيل الطلاب لمناهج هذا العام معناه عدم فهم مواد السنوات الثانية والثالثة الثانوية، لأن المواد في هذه المرحلة متكاملة وكتلة منهج متصل، أي إنها اختبارات بلا هدف، وهي تبديد لعام دراسي وتهديد للمستقبل العلمي للطلاب، وتشتيت لهم عن الجدية في الدراسة، حتى إن الأزهر الشريف كان متعاقدًا مع الوزارة على هذا التطوير، وعندما وجد هذه القرارات العشوائية رفض تطبيقها، ورجع للنظام القديم.

ثم نأتي لقرارات الوزير برصد ثلاثة مليارات جنيه من ميزانية الأبنية التعليمية لتصنيع التابلت، مع أنه يشكو مر الشكوى من عدم وجود تمويل لإقامة مدارس جديدة ومصر تحتاج نحو ضعف المدارس الحالية لحل مشكلة الكثافة، إضافة لتبديد مليارين في امتحان التجربة الوهمي على مستوى الجمهورية، ثم عدة مليارات على الخبراء أو المستشارين، ومعظمهم خريجون جدد لا علاقة لهم بالتعليم، خصص لكل منهم سيارة فاخرة بسائق متفرغ.

وانطلق الوزير أخيرًا إلى التبديد في الاجتماعات والمؤتمرات ولم ينزل لأرض الواقع بسؤال الخبراء أو المدرسين أو زيارة المدارس، ليفهم مشكلة التعليم، وكل علاقته بها هو إرسال نشرات فقط، بل إن كل جولاته اتجهت إلى وسائل الإعلام  لزوم الورنيش الإعلامي، وتبديد المليارات في المكافآت والسفريات للخارج بمسمى إنجاح الثانوية الجديدة، وكرَّس للأسف لجانًا إلكترونية تحت مسميات وهمية لمهاجمة كل من ينتقد هذه السلوكيات الغريبة.
الجريدة الرسمية