رئيس التحرير
عصام كامل

البداية من الطفولة.. أسباب إصابة الأطفال بالسمنة.. تناول الحبوب الغذائية مع الألبان.. التدخين السلبي يزيد الدهون في البطن.. المنظفات المنزلية تؤثر على تنظيم الشهية.. والأواني البلاستيكية ضمن القائمة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

جاءت مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي لمواجهة السمنة، حفاظا على الصحة ومواجهة الأمراض المصاحبة لها، وما يجهله الكثير أن الاهتمام بمرحلة الطفولة أهم، فقد أكدت كل المؤشرات أن الحفاظ على رشاقة أجسام الأطفال، له تأثير كبير في تجنب البدانة عند البلوغ، لذلك كان لا بد من مساعدة الأهالي في التعرف على القواعد الصحيحة لمواجهة السمنة لدى الأطفال.


قفز مستوى بدانة الأطفال والمراهقين في أنحاء العالم 10 أضعاف في الـ40 عاما الماضية، وفق دراسة موسعة أجرتها منظمة الصحة العالمية، وهو ما ينذر بكارثة حيث أكدت الدراسات الطبية على أن بدانة الطفولة تمتد لمرحلة البلوغ لصعوبة تخلص الأطفال منها.

الحبوب الغذائية مع الألبان
ومن أبرز العوامل المسببة للسمنة لدى الأطفال، تناول الحبوب الغذائية مع الألبان وقت الرضاعة، وهو ما يجعل الأطفال أكثر عرضة للبدانة.

وأكدت دراسة الدكتور«بيرنت ألم»، الأستاذ في أكاديمية «ساهلجرينسكا» لطب الأطفال في السويد: «أن الحبوب الغذائية في حد ذاتها ليست سيئة، ولكن تم الربط بينها وبين شرب الحليب في عمر الستة أشهر إلى ارتفاع مؤشر كتلة الجسم (BMI) في عمر السنة والنصف، وقد أثبتت نتائج الدراسة أن خطر زيادة الوزن أو السمنة قد تضاعف تقريبًا (عامل 1.94) إذا كان الأطفال في عمر 12 شهرا، مستهلكين يوميا للحبوب الغذائية المضافة إلى الحليب».

التدخين السلبي
التدخين السلبي يدخل ضمن قائمة مسببات السمنة عند الأطفال، فقد حذرت دراسة طبية أمريكية من أن التدخين السلبي قد يدفع الأطفال نحو السمنة، ويضاعف من فرصة إصابتهم بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكر.

فقد وجد فريق برئاسة كاترين ديفيز أستاذ علم النفس والصحة السريرية في جامعة "أوجتسا" الأمريكية، أن التعرض للتدخين السلبي مرتبط بصورة وثيقة بالسمنة بين الأطفال، بما في ذلك المعاناة من البطن كثيرة الدهون بشكل عام.

المنظفات المنزلية
وفي نفس النطاق، فقد أفادت دراسة كندية أن منتجات التنظيف المنزلية ربما تصيب الأطفال بزيادة الوزن عن طريق تغيير بكتيريا الأمعاء، حيث يجعلهم أقل قدرة على تنظيم الشهية.

وبحسب الدراسة، فإنه عند بلوغ الأطفال عمر الـ3 أعوام، ربما تبدأ أوزانهم في زيارة بشكل ملحوظ، إذا كانت أمهاتهم ينظفون المنزل بمواد كيميائية بدلا من المواد الطبيعية، كما أن المواد الكيميائية في منتجات التنظيف، المعروفة باسم obesogens، تحفز الخلايا الدهنية على التكاثر، بل وربما تعيد برمجة خلايا أخرى لتصبح دهنية.

الأواني البلاستيكية
كما أجمعت الكثير من الدراسات على أن الأواني البلاستيكية ترفع معدل بدانة الأطفال، فقد كشف فريق من الباحثين أن «ثنائي الفينول أ» مركب كيميائي يُستخدم في صنع معلبات الأطعمة الغذائية والمشروبات، ومنها زجاجات المياه، بما يزيد من خطر تطور البدانة لدى الأطفال.

وبعد أخذ العوامل الاجتماعية والاقتصادية والبيئية بعين الاعتبار، وجد العلماء أن الجنين يتعرض لتأثير "ثنائي الفينول أ" وهو داخل بطن أمه، وينعكس تأثيره ارتفاعا في كتلة الجسم لدى الأطفال عند بلوغهم 7 سنوات من العمر، وكلما كانت نسبة تركيز "ثنائي الفينول أ" كبيرة، زاد مؤشر الكتلة لدى الطفل.

سمنة الأم
تلعب بدانة الأم دورا كبيرا، فقد أفادت دراسة أمريكية بأن الأطفال الرضع الذين ولدوا لأمهات بدينات، معرضون بشكل أكبر لخطر الإصابة بالسمنة.

الدراسة أجراها باحثون بكلية الطب في جامعة كولورادو الأمريكية، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية (Nature Communications) العلمية، كشفت عن أن الميكروبات المعوية داخل أمعاء الأطفال الذين ولدوا لأمهات بدينات تسببت في تغييرات في عملية التمثيل الغذائي مما يؤدي إلى إصابة الأطفال بالسمنة.

مشاهدة التلفزيون
وأيضا من أبرز العادات السلبية التي تتسبب في زيادة السمنة لدى الأطفال، وضع تلفزيونات في غرف نومهم، فقد كشفت دراسة علمية قام بها مجموعة من العلماء في كلية لندن إلى أن الأطفال الذين توضع تلفزيونات في غرف نومهم، من المرجح أنهم أكثر عرضة لزيادة وزنهم عن باقى الأطفال.

ونشرت الدراسة في المجلة العالمية للبدانة وحللت البيانات التي تم جمعها من 12000 فتى في المملكة المتحدة، وقال الباحثون في الدراسة إن الأطفال عموما والفتيات خصوصا، كلما قضوا وقتا أطول في مشاهدة التلفزيون، يكونون أكثر عرضة لزيادة وزنهم.

أمراض السمنة
والجدير بالذكر أن البدانة في الطفولة تعد أخطر من أي مرحلة عمرية أخرى، لأنها تجعل الأطفال أكثر عرضة للإصابة بأمراض الكبد والربو والسكر.
الجريدة الرسمية