رئيس التحرير
عصام كامل

«فيتو» داخل وحدة الرسوم المتحركة بدار الإفتاء.. تحصين عقول الشباب والرد على أهم التساؤلات أبرز أهداف الإنشاء.. اعتماد أحدث الوسائل في التنفيذ.. والتركيز على القضايا التي تهم الإنسان (فيديو و

فيتو

في محاولة محاولة منها للسعى بخطوات ثابتة في مجال تجديد الخطاب الدينى ومحاربة الأفكار المتطرفة، استحدثت دار الإفتاء وحدة «الرسوم المتحركة» والتي تعمل على إنتاج فيديوهات قصيرة، تقدم من خلالها مجموعة من الرسائل والفتاوي التي تركز على القضايا التي تهم الشباب في المركز الأول، وتسعى الدار لأن يكون إنتاج تلك الفيديوهات بشكل مبسط يتناسب مع طبيعة الفئة المقدمة، بجانب احتوائه على عناصر جذب متعددة.


«فيتو» بدورها انتقلت إلى دار الإفتاء في محاولة لتسليط الضوء أكثر على طبيعة الوحدة الجديدة ، ومعرفة الأهداف التي أنشئت من أجلها.

آلية جديدة
في البداية قال الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتى الجمهورية: إن وحدة الرسوم المتحركة هي إحدى الوحدات المهمة لمحاربة التطرف، مشيرًا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي دعا في أكثر من مناسبة لاستحداث آليات جديدة لتحديث وتصويب الخطاب الدينى، وأن دار الإفتاء بدورها فكرت في التواصل مع الشباب واستحدثت أدوات جاذبة لهم، وفى نفس الوقت تعالج أفكار التطرف، مؤكدًا أن فكرة إنشاء الوحدة جاء من هذا المنطلق، وأن الدار تسعى خلال الفترة القادمة لتطوير وتحديث تلك الفكرة، لتغطية أكبر قدر ممكن من الشبهات والأفكار التي تثار في أذهان الشباب.

وأشار مستشار مفتى الجمهورية، إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي فرضت سطوتها على المجال العام، ورسخت لجملة من الأدوات والأساليب الخاصة بها والمعتمدة لديها، وذلك كونها أصبحت الوسيلة الأولى والأداة المثلى للحوار والتواصل مع الشباب، ومن بين تلك الأدوات الأكثر فعالية وانتشار وتأثيرا أداة الفيديوهات القصيرة والرسوم المتحركة المنتشرة على صفحات التواصل الاجتماعي وخاصة فيس بوك واليوتيوب، والتي فاقت في تأثيرها بعض المنابر الإعلامية الكبرى، والكثير من الصحف والأقلام والكتاب، وتفاعل معها الشباب بشكل كبير ولفترات طويلة حتى فرضت نفسها بقوة كلغة للعصر وأداة للتواصل ونشر الأفكار ومحاربة المشكلات.

وأوضح أنه بناء على ذلك الوعي وهذا المنطلق، أنشأت دار الإفتاء وحدة للرسوم المتحركة لإنتاج أفلام رسوم متحركة قصيرة لبلورة ردود على دعاة التطرف والإرهاب في قوالب تكنولوجية حديثة تمكنها من الوصول إلى الشرائح المتعددة، خاصة فئات الشباب، كما ترد على الدعاية المضادة والمضللة من جانب الجماعات المتطرفة التي تنشط في مجالات التكنولوجيا والتصوير، والتي تعد من الوسائل الأكثر جاذبية للوصول لشرائح متنوعة وجاءت لوأد الفكر المتطرف في مهده من خلال إنتاج أفلام رسوم متحركة وقصيرة عن دعاة التطرف والإرهاب في قوالب تكنولوجية حديثة.

وأضاف «نجم» في تصريحات خاصة لـ«فيتو» أن الدار تسعى في هذا الاتجاه إلى تجهيز وإنتاج 300 فيديو قصير يحقق سياسة الإغراق الإلكتروني على منصات التواصل الافتراضي، مستهدف الفئة الأهم والأكثر تأثرًا وتأثيرا في تلك المنصات وهم الشباب، وذلك عبر مخاطبتهم في قضايا هامة على رأسها تفكيك وتفنيد الأفكار المتطرفة وفضح التنظيمات المروجة لها وذلك من خلال إنتاج فيديوهات قصيرة تناقش القضايا الكبرى في الإسلام والمفاهيم الرئيسية في الإسلام، وتفكيك الفتاوى المتطرفة ودحضها، وفضح أكاذيب ومغالطات الجماعات والتنظيمات التكفيرية ونشر سوءاتها أمام الشباب.

خطوات الإنتاج

من جانبه قال المهندس محمد الشربينى رئيس قسم الجرافيك بمكتب مستشار مفتى الجمهورية، أن القسم مسئول عن تنفيذ الفيديوهات التي تصدرها وحدة الرسوم المتحركة، موضحًا أن بعد مرحلة كتابة «الاسكربت» الخاص بالفيديو يتم تحويله إلى ما يسمى «الاستورى بورت» وهى العناصر التي تشمل الصور والأشخاص التي يتم استخدامها في الفيديو، بحيث يتم اختيار العناصر التي تتناسب مع محتوى الفيديو، على أن تكون المرحلة التالية هي مرحلة المونتاج والتي يتم فيها إضافة التأثيرات الصوتية والترجمات المختلفة المستخدمة، ليظهر الفيديو النهائى الذي ينشر على الصفحة الرسمية لدار الإفتاء.

موضوعات مهمة
وفى سياق متصل قال الشيخ خالد عمران أمين الفتوى بدار الإفتاء: إن الموضوعات التي يتم اختيارها لتنفيذها في الرسوم المتحركة تهتم بالقضايا المثارة وتكون تمس احتياجات الناس، سواء أكانت الموضوعات التي يستغلها المتطرفون للدخول إلى عقول الناس مثل موضوع حرمة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، أو الموضوعات التي تمس الثوابت الوطنية، مثل تحية العلم وخلافة أو الموضوعات التي تشغل المسلمين بشكل عام ويكثر السؤال عنها مثل حكم التعاملات المالية مع البنوك، وغيرها من الموضوعات التي قد تمثل مدخلًا للجماعات المتطرفة للدخول إلى عقول الشباب.

وأضاف «عمران» أن الدار لم تففل أيضًا الموضوعات التي تمثل الجانب الحياتى مثل مشاركة المرأة في العمالة، بجانب الموضوعات الطبية التي تشغل الكثير من الناس، ويكثر السؤال عنها مثل قضايا التجميل وغيرها، مؤكدًا أن كل هذه الموضوعات تمثل وجبات إفتائية تقدم للقارئ كي يستوعب ويثقف من الناحية الإفتائية بشكل صحيح وتكون لديه مناعة ضد تدخل أي أفكار المتطرفة، وبذلك يكون إنسانا صالحا للمشاركة في الحياة بشكل عام.
الجريدة الرسمية