«هنغسل عارنا».. حكاية شابين قتلا شقيقتهما الهاربة للزواج
لم يتحمل الشقيقان هروب أختهما من منزل الأسرة بمحافظة سوهاج، وزواجها من شخص رغما عنهما، فالمجتمع المُحافظ الذي نشآ به يأبى ذلك ويَصِم أهل الفتاة التي تُقدِم على ذلك الفعل بالعار مدى الحياة، فعقدا العزم على ألا يسمحا لشقيقتهما بالهروب بفعلتها والتنعم بحياتها.
ظل الشقيقان الثائران يشحذان هممهما، لم ينهكهما السعي لإيجاد خيط يقودهما لمكان وجود شقيقتهما، طرقا جميع الأبواب الممكنة للوصول إلى معلومة قد تصل بهم لهدفهما المنشود، طال البحث والانتظار حتى بلغ عامين، فكان لهما ما أرادا بمعرفة مكان تواجدها مع زوجها بمنطقة الطالبية بالجيزة.
جاء أحدهما مهنئا الآخر: "أخيرا عرفت مكان أختنا وهنغسل عارنا"، لم يستغرقا الكثير من الوقت في التفكير، فاستقلا أقرب قطار متوجهين به إلى محافظة الجيزة، قاما باستئجار شقة بالقرب من منطقة سكن شقيقتهما، وبعد رصدها استغلا فترة تواجدها بمفردها وواجهاها، فوجئت بهما ولكن أقنعاها بضرورة عودتها معهما إلى مسقط رأسهم في سوهاج، ومحاولة إصلاح ما أفسدته وتجميل صورة الأسرة أمام الجميع، ثم العودة مرة أخرى لزوجها، انتابها القلق والخوف، إلا أنها لم تجد بدا من الموافقة على المضي معهما على مضض، وعندما وصلوا إلى بلدهم وفي الطريق لمنزلهم مرورا بإحدى الأراضي الزراعية، عاجلاها بتسديد عدة طعنات نافذة في أنحاء متفرقة من جسدها، وسط صيحات استغاثة ورجاء يائسة منها دون جدوى، إلى أن لفظت أنفاسها الأخيرة، ولاذ المتهمان بالفرار.
طوال عامين ظل المتهمان بعيدا عن أعين العدالة، تم خلالها محاكمتهما غيابيا وصدر حكم ضدهما بالإعدام شنقا، بعد ثبوت ارتكابهما جريمة قتل شقيقتهما، وبعد أن ظنا أنهما صارا بمأمن وقد أفلتا بفعلتهما دون جزاء، سقطا في أيدي رجال مباحث الجيزة بعد ترددهما على إحدى الشقق بمركز الحوامدية جنوب المحافظة.
الواقعة بدأت عندما وردت معلومات للعقيد أحمد نجم مفتش مباحث جنوب الجيزة، تفيد تردد شخصين مطلوبين لتنفيذ حكم بالإعدام في جريمة قتل بمحافظة سوهاج، على منطقة الشيخ عتمان بدائرة مركز شرطة الحوامدية، وبتشكيل فريق بحث بقيادة المقدم محمد أبو القاسم رئيس مباحث مركز شرطة الحوامدية، وبإجراء التحريات اللازمة تأكدت صحة المعلومات، وتم إعداد أكمنة تمكن إحداها من القبض على المتهمين، وبمواجهتهما أمام العميد عبد الرحمن أبو ضيف، رئيس مباحث قطاع جنوب الجيزة، أقرا بارتكابهما الواقعة، وأضافا بهروبهما، وتنقلهما بين الأماكن بعدة محافظات طوال عامين للهرب، والإفلات بجريمتهما.
تحرر المحضر اللازم بالواقعة، ووجه اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث، بإحالته للنيابة العامة لمباشرة التحقيق.
