مدرسة المرج.. جريمة مكتملة الأركان!
رئيس الوزراء يوجه المحافظين بضرورة التأكد من جاهزية المدارس، للعمل قبل بدء العام الدراسي، المباني، الفصول، النظافة داخل وخارج المدارس، المحافظون يردون بأن كل شيء تمام التمام!
وزير التربية والتعليم يوجه مديرياته بضرورة التأكد من استعداد مدارس الوزارة للعام الدراسي الجديد،ـ كان ذلك طوال الأشهر والأسابيع السابقة لشهر سبتمبر الماضي، وكان الرد أيضا: كله تمام التمام!
وطوال الأسابيع الماضية وقنوات الشر تذيع سلبيات داخل وخارج مدارس مصر، كلها ملاحظات طبيعية جدا من بين 50 ألف مدرسة تتبع وزارة التربية والتعليم، وكتبنا وتحدثنا في وسائل الإعلام دفاعا عن الوزارة، وقلنا أن توجد ملاحظات في 5 أو 10 مدارس، فالنسبة لا تذكر خصوصا أنها كانت عن تهالك المقاعد أو وجود تلال قمامة بالقرب من بعضها.
لكن أن توجد مدرسة لم تنته من أعمال البناء، وأعمال البناء تتم بشكل بدائي متخلف، وتتم وهي تطل على فناء المدرسة ثم تسقط كتل خرسانية مما يتم العمل به على تلاميذ المدرسة، فيستشهد تلميذ ويصاب مجموعة منهم، فنحن إذن أمام مسخرة لا مثيل لها.. وهذا معناه أن عدد من مديري المديريات ورؤساء الإدارات التعليمية لم يزوروا عددا كبيرا من المدارس التي تتبعهم، وتقع تحت اختصاصاتهم، أو أنهم كذبوا على الوزير وعلى المحافظين، والنتيجة كارثية أمس!
إحالة مسئولي المدرسة الخاصة بالمرج لا يكفي.. إحالتهم للنيابة العامة هو الصحيح.. وبحث نقل التلاميذ لمدارس أخرى وإغلاق المدرسة هو من ضمن الحلول، حتى لو استكمل العام الدراسي، وتغلق المدرسة نهائيا بعد انتهاء الدراسة.. فما جرى مأساة لا يقبلها دين ولا قانون ولا تقبلها دولة محترمة!
رحم الله "عبد الرحمن" الصغير البرئ، قال لمدرسة أنه يريد أن يذهب إلى قبر أمه الأحد المقبل في الذكرى الأولى لرحيلها، فلحق بها عند العادل الرحيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله!