التحقيقات الأولية مع خلية «حسم».. المتهمون ينتمون لجماعة الإخوان بالوراثة.. شاركوا في اعتصام رابعة وتدربوا عسكريا في مدينة بدر.. وتلقوا تمويلات لتنفيذ عمليات إرهابية في الكريسماس
تباشر النيابة العامة التحقيق مع 4 من عناصر حركة "حسم" الإرهابية، الذين ألقي القبض عليهم أمس بمنطقة السلام، وأمرت بتشريح جثث 8 آخرين لقوا مصرعهم في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن، وكلفت بإجراء تحريات الأمن الوطني حول الواقعة.
وتبين من خلال المعاينة لمكان الواقعة العثور على كمية هائلة من الأسلحة النارية تمثلت في "سلاح آلى، خزينتين من ذات العيار، فرد خرطوش محلى الصنع، مجموعة كبيرة من الذخيرة، مفجر، مسامير دوائر كهربائية، أدوات تصنيع العبوات المتفجرة، جهاز أفوميتر، 3 طائرات ريموت كنترول صغيرة الحجم، هيكل بدائى الصنع مثبت به 4 موتورات طائرات، وريموت كنترول مشابه لطائرات التصوير عن بعد (DRONE)"، لتسهيل مراقبتهم ورصدهم للأكمنة الأمنية والكنائس.
وكشفت التحقيقات الأولية أن الخلية الإرهابية والمكونة من 11 فردا، 4 تم القبض عليهم أحياء، و8 تم تصفيتهم في تبادل لإطلاق النار، اتخذوا من إحدى الشقق السكنية تحت التشطيب بمنطقة المنيب في الجيزة وكرا لنشاطهم الإرهابي، حيث تبين تلقيهم تمويلات من شخصيات تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية في الخارج، فضلا عن تلقيهم تعليمات برصد أكمنة الشرطة وقتل من فيها بأوامر من أكثر من 5 أشخاص يحملون أسماء حركية "أبو عمار وغيث ورضوان".
وأضافت التحقيقات أن المتهمين اعترفوا بأنهم أعضاء لجماعة الإخوان الإرهابية بالوراثة، حيث نشأوا لأب وعائلة تنتمي إلى التنظيم الدموي، كما اعترفوا بمشاركتهم في اعتصام رابعة العدوية وإطلاق النار على قوات الفض، بأوامر من قيادات الجماعة، كما أكدوا أنهم بعد فترة من الفض وتمكنهم من الهروب انضموا إلى نشاط الإرباك والإنهاك التابع لجماعة الإخوان، والذي يهدف إلى نشر الفوضى في المحافظات لإرباك قوات الشرطة ومحاولة إرهاقهم.
وأفادت التحقيقات أن المتهمين تلقوا تدريبات عسكرية وبدنية في أحد المعسكرات التابعة للجماعة الإرهابية بمدينة بدر شرق القاهرة، وتم تكليفهم برصد كمين أمني بكورنيش الملك الصالح، ومعرفة تجهيزات الكمين وعدد أفراده ودورياته استعدادا لاستهدافه، مشيرة إلى إشرافهم على استلام وتجهيز السيارات خاصة بالجماعة المسلحة، لتنفيذ مهماتهم العدائية ضد الوطن بجانب الإشراف على مجموعة مسلحة من ضمن المجموعات المسلحة بحركة "حسم".
وتبين أن قيادات الجماعة في الخارج، قسموا أعضاء الخلية إلى كتائب وحركات وسرايا شبيهة بالمسميات العسكرية، وكانوا يتعاملون بأسماء حركية والمجموعات لا تعرف بعضها.
وأشارت التحقيقات إلى أن المتهمين تلقوا تعليمات باستهداف الكمائن الأمنية وعدد من القيادات والكوادر الأمنية والكنائس وقت احتفالات الكريسماس، في محاولة منهم لتصدير صورة سيئة عن أمن مصر والتأثير على البلاد ونشر الفوضى داخلها.
كانت معلومات وردت لقطاع الأمن الوطنى بتلقي مجموعة من عناصر حركة "حسم" التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية تكليفات من قيادات التنظيم بالخارج، لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية تستهدف مجموعة من الأهداف المهمة بالتزامن مع احتفال الأقباط بأعياد الميلاد.
وتم التعامل مع تلك المعلومات ورصد مكان تواجد أحد هؤلاء العناصر بنطاق منطقة المنيب بالجيزة، أثناء توجهه لاستهداف الخدمة الأمنية المعينة على إحدى المنشآت المهمة مستقلًا دراجة بخارية، وبالاقتراب منه لضبطه بناء على إذن من نيابة أمن الدولة العليا، بادر بإطلاق النيران على القوات، الأمر الذي دفعها للتعامل معه ما أدى لمصرعه في الحال، وبتفتيشه عُثر بحوزته على بطاقة شخصية مزورة وبندقية آلية، وبفحصها تبين سابقة استخدامها في العديد من الحوادث الإرهابية.
واستكمالًا لعمليات الملاحقة والتتبع لأعضاء تلك المجموعة الإرهابية، أمكن تحديد أحد أوكارهم بنطاق مدينة السلام بالقاهرة وإعداد الأكمنة اللازمة لضبط المترددين عليه، أسفرت عن رصد تردد الإخوانى الهارب "إبراهيم رضا إبراهيم المتولى خضر" على الوكر، والمطلوب ضبطه وإحضاره على ذمة العديد من القضايا أبرزها القضية رقم 420/2017 حصر أمن الدولة العليا، والمعاد قيدها برقم 123/2018 جنايات عسكرية شرق القاهرة "تحرك حركة حسم، لواء الثورة" بالمنطقة المركزية، والقضية رقم 724/2016 "تحرك حركة حسم".
وبمحاولة ضبطه، قام بإطلاق النيران على القوات فتم التعامل معه، ما أسفر عن مصرعه والعثور بحوزته على بطاقة شخصية مزورة وطبنجة "ماركة CZ عيار 9 مم"، وكمية كبيرة من الطلقات من ذات العيار، كما عُثر بالوكر على عبوة ناسفة وبعض أدوات ومواد تصنيع العبوات.
وفى ذات الإطار، أكدت المعلومات اتخاذ مجموعة أخرى من تلك العناصر لإحدى الشقق السكنية المستأجرة بمنطقة السلام بمحافظة القاهرة وكرًا لاختبائهم، حيث تم إعداد المأموريات اللازمة وبمداهمتها تم ضبط "4" منهم وهم كل من: صلاح الدين حامد موسى مناع مجاور، وعمرو أيمن محمد علي، ومحمد جمال محمد علي مصطفى، وسيد محمود عبدالغني عبدالمجيد.
وأكدت التحريات تورط المذكورين في ارتكاب العديد من العمليات الإرهابية، فضلًا عن تلقيهم تكليفات تتسم بالسرية الشديدة من قياداتهم عبر وسائل وتطبيقات تقنية لاستهداف مجموعة من المنشآت المهمة والشخصيات الأمنية والعامة.
كما أمكن رصد هروب باقى عناصر تلك المجموعة مستقلين سيارتين باتجاه طريق "الجيزة - الواحات"، فتم إعداد الأكمنة اللازمة لضبطهم، وتبادل إطلاق النيران معهم حال محاولة استيقافهم، ما أسفر عن مصرع 6، جارٍ تحديدهم والعثور بحوزتهم على 4 أسلحة آلية وطبنجة، كما عُثر بحقيبتي السيارتين على كميات من الدوائر الكهربائية ومواد وأدوات تصنيع العبوات الناسفة.