«إسرائيل الخاسرة».. 5 تداعيات لانسحاب أمريكا من سوريا

أزمة كبيرة فجرتها الإدارة الأمريكية بقرار انسحاب قواتها من سوريا، أدت إلى رفض العديد من الدول تزامنا مع مكاسب عدة تحققها دول أخرى، الأمر الذي يراه المراقبون أن هناك الكثير من الدول والجهات والمنظمات التي تستفيد من الانسحاب الأمريكي من سوريا، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي كان الهدف الوحيد من بقاء القوات الأمريكية في سوريا.

رفض أوروبي
الانسحاب الأمريكي لقي انتقادات كبيرة من بعض الدول المتضررة؛ حيث وصفت وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورانس بارلي، القرار بأنه فادح للغاية، مشيرة إلى أنها مع التحليل بأنه تم القضاء على تنظيم داعش، وهو الأمر الذي أكدته صحيفة هاآرتس العبرية في أحد تقاريرها التي تسرد تداعيات القرار الأمريكي بأن هناك أكثر من ألفي جندي أمريكي يتواجدون حاليا على الأراضي السورية، وبأنه منذ وصول تلك القوات إلى سوريا، في عام 2015، ومنذ ذلك الوقت توسع العمل العسكري الأمريكي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، مؤكدة أن الرئيس الأمريكي ادعى أنه هزم تنظيم "داعش" في سوريا، وأنه أنهى مهمته.

روسيا.. الكلمة الأولى
عددت تقارير دولية المستفيدين من القرار الأمريكي بالانسحاب، وعلى رأسهم روسيا التي أصبحت صاحبة الكلمة العليا في الداخل السوري، إلى جانب الحكومة السورية التي باتت تمتلك الآن فرصة عظيمة لإخراج القوات التركية، بناء على وصفها بدولة احتلال، وفقا للقانون الدولي، مما يضع حكومة أردوغان أمام المحاسبة الدولية، ويتيح الفرصة إلى عودة الأكراد إلى الدولة السورية، وإيجاد صيغة لاتفاق بين دمشق والأكراد.

تركيا.. زيادة نفوذ
رغم التقارير الدولية التي تشير إلى أن القرار الأمريكي يسبب العديد من الأضرار لتركيا في حربها ضد الأكراد فإن تقريرا نشرته صحيفة هاآرتس العبرية يرى أنه من المرجح أنه سيكون لتركيا نصيب من نتائج هذا الانسحاب الأمريكي، ويتعلق بتعزيز تواجدها في شمال شرقي سوريا، بالقرب من حدودها الجنوبية مع سوريا، خاصة أن الأكراد الذين يقاتلون في شمال شرقي سوريا، الذين اعتادوا على تلقى دعم جوي أمريكي، فإنهم سيجدون أنفسهم في مشكلة أمنية كبيرة، في حال زيادة تركيا من قواتها في تلك المناطق.

رعب إسرائيلي
ساد الرعب الإسرائيلي عقب الإعلان الأمريكي لما له من تداعيات خطيرة على إسرائيل خاصة أنه ستصبح تل أبيب في مواجهة مباشرة مع كل من إيران وحزب الله اللبناني في سوريا، حيث رأت تقارير عبرية أن الجبهة الشمالية لإسرائيل باتت تواجه مباشرة كل من إيران و"حزب الله"، مشيرة إلى أن الانسحاب الأمريكي من سوريا يعني أن حركة السير بين إيران وسوريا عبر العراق، ستصبح أكثر سهولة ويسر، وسينقل السلاح الإيراني مباشرة إلى سوريا و"حزب الله"، دون أي اعتراض.

انتصارات إيران
ويرى محللون إسرائيليون أن إيران وحزب الله من أبرز المستفيدين من الانسحاب الأمريكي خاصة سيمنح إيران الانتصارات، الواحد تلو الآخر، وبأن "حزب الله" سيكون له نتائج جيدة بدوره، من جراء هذا الانسحاب المفاجئ، فضلا عن أن قرار ترامب سيجعل من إسرائيل منصة لمواجهة مباشرة مع إيران وسوريا و"حزب الله" معا، وبأن تل أبيب ستكون في وضع إستراتيجي عسكري جديد في الجبهة الشمالية لها، وهو ما يجعل دولة الاحتلال تستعد لعملية عسكرية أكبر لمواجهة التمدد الإيراني في سوريا، وهو الأمر الذي أكد عليه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عقب إعلان القرار بضرورة تكثيف الحرب ضد الوجود العسكري الإيراني في سوريا.