رئيس التحرير
عصام كامل

أول دكتورة في الذرة تروي قصة إهانتها في جامعات مصر وهجرتها إلى أمريكا

فيتو

قالت إحسان حلمي، أول دكتورة مصرية في الذرة، إن أكثر ما أسعدها طوال حياتها أنها مصرية حصلت على شهادات علمية كبيرة من الخارج، متابعة: "أحببت الرياضيات منذ صغري، ولكن الفيزياء جذبتني بشدة".


وأضافت خلال حديثها لبرنامج "يحدث في مصر"، المذاع على قناة "إم بي سي مصر"، تقديم شريف عامر: "أنا من أوائل المصريين الذين تخصصوا في الفيزياء.. وزميل أجنبي في جامعة كاليفورنيا سألني متعجبًا: هل البنات بيتعلموا في مصر؟! فأجبته بكل تأكيد"، لافتة إلى أن جامعة كاليفورنيا أعطتها منحة دراسية حتى حصلت على الدكتوراة منها.

وأوضحت أن والديها لم يمنعاها في سفرها إلى كاليفورنيا لدراسة الدكتوراة؛ لأنها كانت تمتلك الشجاعة والطموح، لافتة إلى أنها لم تكن هناك أي صعوبة عند سفرها لأمريكا للدراسة، لإتقانها اللغة الإنجليزية ولجمال ولاية كالفورنيا.

واستطردت: "عدت إلى مصر بعد الحصول على الدكتوراة من كاليفورنيا لأخدم بلدي.. وأردت أن أكون جزءًا من المشروع النووي المصري في أنشاص في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.. كل المصريين وقتها كانوا يطمحون في مشروع نووي في عهد عبدالناصر، وهو ما شجعني على العودة من أمريكا للمشاركة في هذا الحلم".

وتابعت: "عبدالناصر زار مفاعل أنشاص وسلم علي، وقال: أنا فخور بك لأنك بنت مصرية شجاعة شرفتي مصر"، متابعة: "صديقاتي سألوني: إزاي جاتلك الشجاعة تسافري أمريكا لوحدك؟ فقلت لهم: رغبت في التعلم لخدمة بلدي".

وأوضحت أنها عادت مرة ثانية للعمل والدراسة في أمريكا؛ بسبب غضبها من ترقية الجامعة لشخص أقل منها في المؤهلات، لافتة إلى أنها اعتبرت ترقية شخص أقل منها في المؤهلات إهانة، وأن تقدير عبدالناصر لم يغنيها عن التقدير الرسمي في الجامعة.

واستطردت: "إن الحياة في أمريكا جميلة جدًا لأنهم يقدرون الأشخاص الذين يعملون ويجتهدون وينجحون، وكنت أقضي نصف يومي في العمل.. الأمريكان كانوا مستغربين أنني فتاة وجاية من مصر كي أتعلم، وكنت غاضبة من عدم تقديري في جامعة القاهرة، علشان كدا رحت للناس اللي يقدروني، ولكن مصر كانت بتوحشني جدا أثناء إقامتي في أمريكا لأنها بلدي"، مؤكدة أنها لم تتزوج لأن العلم بالنسبة لها كان أهم بكثير من الزواج.

وأردفت: "ولدت في 1 سبتمبر 1923، وأبحث عن شهادة ميلادي لكن لا أحد يساعدني، وأعتبر ساقطة قيد ومحتاجه حد يساعدني، على الرغم من أني أحمل الجنسية الأمريكية إلا أن الجنسية المصري هي فخر لي"، مؤكدة أنها عادت للاستقرار في مصر عام 2014، وتحاول الوصول إلى شهادة الميلاد دون جدوى.

وقالت اَمال نجلة شقيقة الدكتورة إحسان: "أردنا استخراج شهادة ميلاد في 2005، واكتشفنا عدم وجود اسم الدكتورة إحسان على الكمبيوتر الخاص بمصلحة الأحوال المدنية، مضيفة: "خالتي كانت تتقاضى معاشا من جامعة القاهرة يصرف من البنك الأهلي، وفوجئنا بخطاب من إدارة المعاشات بالجامعة بوقف صرفه".

وأشارت إلى أن هناك تقاعسا من موظف الجامعة في البحث عن ملف الدكتورة إحسان للوصول إلى شهادة ميلادها.

الجريدة الرسمية