حكايات مرضى طوارئ قصر العيني.. شكاوى من عدم النظافة والروتين
زحام وشجار وضجيج لا ينتهي في ردهة صغيرة مؤدية إلى مستشفى الطوارئ القديم بقصر العيني 185، وفي المبنى المتهالك يحاول الأطباء إنقاذ حياة المرضى ومصابي الحوادث.
داخل الممر المواجه لطوارئ قصر العيني، اتَّكأَ عم محمد، رجل في العقد السادس، على مقعد موجود بالطوارئ، وساعده على المجئ ابنه محمود الذي يقول: "أبويا مريض سكر. كثيرا ما يرتفع مستوى السكر لديه، كما أنه مريض ضغط وقلب".
لم تكن مشكلة، عم محمد، في الحصول على الأنسولين أو أدوية السكر فقد يقول نجله محمود: "أبويا مع كبر السن أصبح السكر خطيرا بالنسبة له لأنه دمر عظامه وأثر على بصره. لم يعد يستطيع السير بمفرده أحيانا، وخاصة مع فقده لبعض أصابع قدمه".
في عالم آخر جلس عم محمد غير مدرك أو واعٍ بالواقع المحيط به ويضيف محمود: "المفروض ننتظر الأشعة وتحليل السكر علشان الدكاترة يكتبوله الدواء. صحيح أن الكشف في الطوارئ مجاني لكن الإجراءات طويلة.الدكاترة بيحاولوا يعملوا أقصى جهدهم، لكن المكان ضيق وبلا نظام تهوية كافي أو نظافة".
ويستكمل محمود: "أقرب مستشفى قبل والدي كان قصر العيني، لكن علشان يتقبل في وحدة السكر لازم يدخل في الطوارئ ويتحول من الطوارئ إلى هناك، ما زالنا ننتظر نتيجة التحليل".
الحاجة فاطمة جاءت من إحدى قرى الجيزة لعلاج زوجة ابنها "أسماء"، سيدة شابة تجلس على كرسي متحرك، انهك المرض صحتها: "مرات ابني بعد الولادة بقيت بتتعب ويغمى عليها مش عارفين ليه"، رحلة طويلة قطعتها الحاجة فاطمة مع زوجة ابنها أسماء من العيادات ثم الطوارئ للوصول لمستشفى النساء "روحت عيادات لقيت دور طويل، توجهت إلى الطوارئ للإسعاف الفوري، أصلها بتنزف".
تستكمل الحاجة فاطمة قصة زوجة ابنها بأن أسماء أتت إلى المستشفى الطوارئ وخضعت للتحليل دم وكشف نساء وقياس ضغط وسكر "الدكاترة حللوها دم، وسكر وضغط ومتنظرين نتيجة التحليل عشان ناخد الدوا. بقالنا هنا 3 ساعات".
إصلاحات دورية
قالت الدكتورة هالة صلاح الدين، عميدة كلية طب قصر العيني، إن إدارة الكلية تحاول إصلاح المباني المتهالكة منها مبنى الطوارئ القديمة، وأصلحت الإدارة مؤخرا نظام الصرف الصحي به، وأصلحنا التكييف المركزي.
وأضافت هالة صلاح الدين لـ"فيتو"، أن الإدارة وضعت خطة تطوير شاملة للمستشفى وهي خطة قصر العيني 2020، وتتضمن إصلاحا وتجديدا لكل المباني، موضحة أن طوارئ قصر العيني تعمل 24 ساعة، كما أن المريض يدخلها بدون شراء تذكرة دخول حتى لا تتعرض حياة المريض للخطر، كما أن صرف الدواء مجاني تماما.
أوضحت هالة صلاح الدين، أن عمال النظافة ينظفون المستشفى ثلاث مرات يوميا "قبل مجيء المرضى، في فترة الظهيرة، وبعد ذهاب المرضى".