«خيبة أمل».. إسرائيل تخسر قوة الردع أمام إيران بعد انسحاب أمريكا من سوريا.. تحذير من نشوب حرب مع نظام بشار الأسد.. والاحتلال يلعب على ورقة الأكراد كداعم داخل أراضي حلب
على نحو مفاجئ أعلنت واشنطن انسحابها من سوريا في خطوة فاجأت إسرائيل التي تعتبر الساحة السورية نقطة حيوية بالنسبة لها حافظت طوال الوقت على العمل داخلها تحت غطاء أمريكي، ولكن الخطوة الأمريكية المثيرة للدهشة بالنسبة للإسرائيليين.
صعوبة العمل بسوريا
الإعلام الإسرائيلي اعتبر أمريكا تضعف قوة الردع، في سوريا وبالتالي إسرائيل، وقال موقع "واللا" العبري، إن نافذة نشاط الجيش الإسرائيلي في سوريا آخذة في التقلص، موضحًا أن إسرائيل هي واحدة من أولى الدول التي تتضرر من إعلان واشنطن عن انسحاب القوات الأمريكية العاملة في سوريا، وأن الجيش الإسرائيلي استغل الوجود الأمريكي في سوريا لهجمات جوية ضد تمركز إيران في البلاد، والآن ستجد إسرائيل صعوبة أكبر في الدفاع عن مصالحها الأمنية.
ويوجد إجماع كبير بين المحللين الإسرائيليين، اليوم الخميس، على أن القيادة الإسرائيلية تشعر بخيبة أمل كبيرة إزاء قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بسحب القوات الأمريكية من سوريا، وذلك لأنها تمنت أن يأتي الانسحاب الأمريكي من سوريا بعد إخراج إيران من هناك، وبعد زوال التوتر الذي يسود العلاقات الإسرائيلية – الروسية، لكن اعتبارات الرئيس الأمريكي مختلفة وللمرة الأولى تخالف رأي نتنياهو، كما اعتبروا الخطوة بمثابة هروب أمريكي من سوريا وأنه ينقل رسالة إلى حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط بأن الأمريكيان غير قادرين على الاعتماد على أمريكا في الشرق الأوسط.
وحيدة بالمعركة
بدوره، أكد الكاتب الإسرائيلي، عاموس هارئيل، أنه بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا فإن إسرائيل الآن وحيدة في المعركة أمام إيران بسوريا.
وكشف الكاتب في تقرير بصحيفة هاآرتس" العبرية أن هذه هي المرة الأولى التي يقدم فيها ترامب على قرار مخالف لـ"نتنياهو"، موضحا أن الإسرائيليين يخشون وفقًا لما صدر عن مسئولين كبار في المنظومة الأمنية من تعاظم النفوذ الروسي في المنطقة في ضوء الانسحاب الأمريكي ما ينتج عنه تقييد لحركة إسرائيل ضد الأعداء.
ولفت إلى تصريحات مسئول إسرائيلي كبير لم يكشف اسمه قوله، إن روسيا أصبحت اللاعب الأقوى في الشرق الأوسط، دخلت المنطقة وظلت بها من أجل سوريا، ووصل نفوذها إلى حد نشر رجال الشرطة الروسية في جنوب سوريا لترتيب حياة المواطنين.
توقعات بنشوب حرب
وزير الجيش المستقيل أفيجدور ليبرمان، علق على أن الانسحاب الأمريكي يزيد من احتمالات نشوب معركة شاملة على الجبهة الشمالية، وأكد تقرير إسرائيلي أن خطوة الانسحاب الأمريكي من سوريا يمثل ضربة للمصالح الأمنية الإسرائيلية خاصة في الوقت الذي يحاول نظام الرئيس السوري بشار الأسد إعادة تشكيل البلاد، وتحاول إيران تحقيق مكاسب لنفسها.
ونقل التقرير العبري عن الميجور جنرال (احتياط) عاموس يادلين قوله إن الردع الإسرائيلي يقوم على ثلاثة أرجل: قوة اليش الإسرائيلي، والغموض المتعلق بالأسلحة التي تمتلكها إسرائيل والتحالف مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أنه وجود الولايات المتحدة في سوريا ونشاطها العسكري في المنطقة قد خدم مصالح إسرائيلية مفتوحة وسريّة - وبشكل رئيسي الضغط على سوريا وروسيا، وبالطبع إيران.
وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة وضعت 2000 جندي في جميع أنحاء سوريا في قواعد مختلفة في الحرب ضد داعش، أحدهم هو منطقة التنف في منطقة الحدود الأردنية، سوريا والعراق، لافتًا إلى أنه وفقًا لتقارير أجنبية فإن سلاح الجو الإسرائيلي استغل الوجود الأمريكي في التنف لتوجيه ضربات جوية ضد المؤسسة الإيرانية في البلاد.
خيبة أمل
وعلق المحلل الإسرائيلي، تسيفي برئيل، على الخطوة التي اعتبرها الإعلام الإسرائيلي خيبة أمل قائلًا: القوات الأمريكية في سوريا لم تشارك بشكل فعلي في المعركة ضد إيران، لكنها لعبت دورًا في رسم قواعد اللعبة التي ساهمت في إبعاد الإيرانيين من سوريا خاصة من الحدود مع إسرائيل في جنوب سوريا.
ومن المعروف أن إسرائيل منذ فترة طويلة تحاول التودد إلى الأكراد، لذا حاول الإعلام الإسرائيلي أن يستغل ورقة الأكراد التي ربما تنظر إليهم كداعم لها في الأراضي السورية، بعد أن تركتها واشنطن وحيدة وسلط الإعلام العبري الضوء عليهم وعلى ردود فعلهم على قرار الانسحاب، وقال تقرير إسرائيلي: إن الحلم بالحكم الذاتي الكردي في شمال شرق سوريا تبدد مع الانسحاب الأمريكي من الأارضي السورية، في محاولة إلى كسب ود الأكراد وخلق تحالف كردي بسوريا.
وأضافت صحيفة "هاآرتس" العبرية أنها تحدثت إلى سكان المنطقة من الأكراد وأكدوا إليها أنهم يخشون التطهير العرقي أو المنفى، بعض الناس مستعدون للتخلي عن الحكم الذاتي، شريطة أن لا يستولي الأتراك على أراضيهم.
وقال مسئول بارز من حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي للصحيفة العبرية إن العسكريين الأمريكيين لديهم علاقات ممتازة مع المقاتلين الأكراد، كما نقلت الصحيفة عن ناشطين وصحفيين في شمال شرق سوريا أن عشرات الشاحنات المحملة بالأسلحة من العراق دخلت قبل يومين إلى سوريا.
في المقابل قلل وزير الاستخبارات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، من تداعيات الخطوة الأمريكية، قائلا: إنها تلحق ضررًا كبيرًا بالأكراد ولحسن الحظ وضعنا يختلف جدًا عن الأكراد.