هاآرتس: أكراد سوريا بين ألسنة اللهب بعد انسحاب القوات الأمريكية
قال تقرير إسرائيلي: إن الحلم بالحكم الذاتي الكردي في شمال شرق سوريا، تبدد مع الانسحاب الأمريكي من الأراضي السورية.
وأضافت صحيفة "هاآرتس" العبرية: إنها تحدثت إلى سكان المنطقة من الأكراد، وأكدوا إليها أنهم يخشون التطهير العرقي أو المنفى، بعض الناس مستعدون للتخلي عن الحكم الذاتي، شريطة ألا يستولي الأتراك على أراضيهم.
وقال مسئول بارز من حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي للصحيفة العبرية: إن العسكريين الأمريكيين لديهم علاقات ممتازة مع المقاتلين الأكراد، كما نقلت الصحيفة عن ناشطين وصحفيين في شمال شرق سوريا أن عشرات الشاحنات المحملة بالأسلحة من العراق دخلت قبل يومين إلى سوريا.
وأشارت الصحيفة، إلى أن القرار الأمريكي اتخذ بعد محادثة بين ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، لافتًا إلى أن تركيا عارضت بشدة القرار الأمريكي ببدء دعم ميليشيات الحزب الكردي الحاكم، حزب الاتحاد الديمقراطي، وهو الذراع السورية لحزب العمال الكردستاني، الذي يعمل منذ الثمانينيات في تركيا.
وتابعت: "خلال الشهر الجاري أرسلت تركيا الآلاف المقاتلين العرب والأتراك الذي يعملون تحت رعايتها إلى حدودها مع سوريا، وتهدد بغزو مناطق في شمال المدينة يسيطر عليها الأكراد من أجل تأمين حدودها".
في محادثات مع هاآرتس، عبر سكان شمال شرق سوريا عن خوفهم من البديلين اللذين يواجهان المنطقة في ظل الانسحاب الأمريكي الأول الخوف من احتلال تركي أو استيلاء متجدد على المنطقة من قبل النظام في دمشق.
ووصف صحفي كردي يعيش في مدينة الحسكة، أفكار العديد من الأكراد الذين تحدث معهم: "نحن بين اثنين من ألسنة اللهب، الشعلة الأولى هي الخوف من عودة النظام السوري إلى المناطق الكردية والشعلة الثانية للجيش التركي الذي يمثل خطر حقيقي". وقال إن المشاعر في الشارع قاسية: "يموت الناس من الخوف، ويخشون انعدام الأمن والتهديدات المباشرة التي يواجهونها".
وتابعت الصحيفة: إن الخوف من الغزو التركي ينبع، في جملة أمور، من التقارير الواردة من منطقة عوري في شمال غرب سوريا، وهي منطقة احتلها الأتراك بمساعدة المتمردين السوريين في مارس، موضحة أن هذه المنطقة الكردية التي كانت تسيطر عليها الميليشيات الكردية في حزب الاتحاد الديمقراطي شهدت تغيرًا ديمغرافيًا كبيرًا منذ ذلك الحين.