رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا يلجأ المسئولون للمقارنة.. هوس الأسعار في «بلاد برة» يصيب الوزراء.. وخبراء: انعدام وعي وجهل بظروف الدول الأخرى.. سكينة فؤاد: غياب الثقافة السبب.. ووزير النقل: تذكرة المترو في المغرب بـ2

فيتو


لكل دولة خصائصها، مستواها المالي الذي يفرض عليها نوعا معينا من الأسعار، بجانب عملتها ومدى قوتها وهو عنصر يحدد السياسة الاقتصادية للبلد ومستوى معيشة أفرادها، ورغم أن سياسة المقارنة يمكن أن يتم اتباعها من خلال استيراد تكنولوجيا أو محاكاة نظام بعينه، لكن عددا من المسئولين اختاروا سياسة أخرى تتمثل في المقارنة بين الأسعار متجاهلين طبيعة كل دولة ومستواها المعيشي وسياستها الاقتصادية.


مترو المغرب
«السعر برة كذا»، حال عدد من المسئولين رددوا تلك الجملة في تصريحات صحفية أو لقاءات رسمية مبررين سياستهم تجاه المواطنين، مثل ما حدث بالأمس مع هشام عرفات حين أوضح أن سعر تذكرة المترو في المغرب يعادل الـ22 جنيهًا، محاولًا توضيح أن أسعار تذاكر المترو في مصر أرخص من الدول الأخرى، وأكد أن سعر تذكرة المترو في المغرب يعادل الـ22 جنيهًا لنفس عدد المحطات في مصر، موضحًا أن لديه رغبة في إدخال خبرات خارجية في المترو.

وأضاف «عرفات»، خلال مداخلة هاتفية في برنامج «رأي عام»، مع الإعلامي عمرو عبد الحميد، على قناة «TEN»: «الخط الثالث كله مكيف، ويشبه ما في أوروبا وروسيا»، موضحًا أن تعطل خط المترو يصيب البلد بشلل، ومهما كانت الزيادة في المترو لن تقارن بأسعار المواصلات الأخرى.

أسعار البترول
سار على نفس النهج، المهندس طارق الملا وزير البترول عند مقارنته بين أسعار الوقود في مصر وبالخارج، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية عزة مصطفى في برنامج «صالة التحرير» المذاع عبر فضائية «صدى البلد»، مؤكدًا أن أسعار المحروقات في الدول العربية أعلى من مصر، مشيرا إلى أن سعر لتر البنزين في المغرب يعادل 21 جنيهًا، وفي الأردن 27 جنيهًا، لافتا إلى أن الإمارات كانت من أولى دول الخليج التي حررت المحروقات.

وأوضح أن الدول وجدت أن دعم المحروقات لا يذهب لمستحقيه، ولذلك عملت مصر على تقليل الدعم في سبيل توجيه أمواله لبرامج الحماية الاجتماعية، ليستفيد منها المواطن.



الطماطم
«مفيش حد برة بيطبخ بطماطم» الدكتور على مصيلحى وزير التموين أشار في تصريح صحفي خلال وضع حجر أساس المنطقة اللوجيستية بمحافظة البحيرة أكتوبر الماضي، أن الهدف من إقامة المناطق اللوجيستية هو الفرز والتعبئة والتخزين والصناعة بحيث تكون مناطق متكاملة، قائلا «في موسم الطماطم نحولها لصلصة ومفيش حد برة بيطبخ بطماطم، احنا كبرنا جدا واتوسعنا وحساسية السعر زادت جدا».

مقارنة خاسرة
وعن تلك السياسة يقول عمرو ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن اعتبار تلك التصريحات محاكاة خطأ، فهي تصريحات أقرب فقط للشو فعند دراسة عمل الوزارات لم يكن هناك أي تطابق بين تلك الوزارات والتجارب الأجنبية في الدول التي يتحدثون عنها.

وأوضح «ربيع» في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أنه لا يمكن المقارنة بين الظروف المصرية والبلاد الأخرى، فكل دولة لها ظروفها ودخل مواطنيها مختلف، والمسئولين يعلمون ذلك جيدًا، مؤكدًا أنه طالما اختار المسئول الدخول في مقارنات من المفترض أن لا ينتقي وأن يطبق ما يحدث بالخارج بالضبط.

لا تجوز المقارنة
وفي نفس السياق، تقول سكينة فؤاد مستشارة الرئيس السابق عدلي منصور، إن من يدخل في تلك المقارنات غير المدركين لمصر، وغير المنتمين لثقافة شعبها، وغير الواعين بعادات وتقاليد مواطنيها، وطرق معيشته ونظام طعامه ومواصلاته، فهم غرباء عن مصر وغرباء عن ثقافة أهلها.

وأكدت «سكينة» في تصريحات خاصة لـ«فيتو» أن المقارنات لا تجوز إلا بين المتشابهات، فلا يمكن مقارنة ظروف اقتصادية في ظل اختلاف ظروف اجتماعية مختلفة، لافتة إلى أنه ليس من العيب أن نحتذى بنماذج ناجحة لتطبيقها.
الجريدة الرسمية